أخبار سوريا

سوريا على صفيح ساخن بين قوى إقليمية وغربية

سوريا تعاني من أزمة خانقة اشتد عودها بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات قاسية على نظام الأسد.

سوريا على صفيح ساخن بين قوى إقليمية وغربية

مع اشتداد الاحتقان بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران، وجدت سوريا نفسها وسط معمعة عسكرية كبيرة، وكأن الأزمات التي يعيشها الشعب السوري ليست كافية.

حيث تتعرض لعمليات قصف ممنهج من قبل الكيان الصهيوني، بحجة استهداف النفوذ الإيراني في سوريا.

ومن جهة آخرى تخشى مواجهة مسلحة واسعة النطاق بين أمريكا وإيران التي تقوم بقصف القواعد الأمريكية في المنطقة.

وبهذا الصدد تحدثت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في تقريرٍ لها، عن الهدف من التواجد الأمريكي في المنطقة.

مستهلة التقرير بالحديث عن الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرقي سوريا.

وأسفرت عن مقتل متقاعد أمريكي وإصابة 6 جنود آخرين بجروح، والتي أعادت السؤال مُجدّداً بشأن الهدف من الوجود الأمريكي في البلاد.

وبحسب التقرير، فإن الأهداف المعلن عنها وفق صانعي السياسات الأمريكية هي احتواء ودحر النفوذ الإيراني وحماية إسرائيل.

مشيرةً إلى أن تلك الأهداف قد تبدو مشروعة، لكن الطريقة التي تعمل بها واشنطن على تحقيقها تمثل إشكالاً بحد ذاتها، وستؤدي إلى مزيد من المشاكل.

ورأى التقرير أن إصرار الولايات المتحدة على إبقاء قواتها البالغ عددها 900 جندي في سوريا بدعوى احتواء خطر “تنظيم الدولة”، “حجة واهية”.

لافتاً إلى أن التنظيم يُشكل تهديداً مباشراً للدول والجهات الإقليمية الفاعلة أكبر بكثير من التهديد الذي يشكله لواشنطن.

وأشار التقرير إلى أن واشنطن ارتكبت سلسلة من الأخطاء في سوريا خلال عامي 2014 و2015 أدت إلى تقويض علاقتها مع حليف ثمين هو تركيا.

كما أدت أيضاً إلى وجودها غير المبرر في سوريا، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، فشلت في وضع خطة واضحة للقضاء على “تنظيم الدولة” وإسقاط سلطة الأسد.

فأهداف واشنطن في سوريا وإن كانت تشكّل انعكاساً لطبيعة العلاقات السياسية السائدة بين الدولتين، والمتباينة بين فترة زمنية وأخرى.

فإنها في إطارها العام لا تخرج عن محاولة دمج سوريا “في المشروع الأميركي (الشرق الأوسط الكبير)، بما في ذلك الالتحاق بالاقتصاد العالمي.

وتطبيق جدول أعمال اقتصاد السوق، وإبعادها عن المشروع النهضوي العربي، ودفعها إلى نبذ القومية العربية.

والسكوت عن احتلال الجولان، وتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ونسيان القضية الفلسطينية وما يتعلق بها.

بينما إيران الآن وبعد تطبيع العلاقات مع السعودية وإخماد تلك الجبهة، تحاول الضغط على واشنطن تدريجيًا لإلحاق ضرر معنوي يدفع بالشعب الأمريكي للتساؤل عن الدور الذي تلعبه هذه القوات في المنطقة، سوى “سرقة” النفط السوري.

وبالتالي المطالبة بسحب القوات الأمريكية، الذي سيؤدي بدوره إلى إضعاف الموقف الإسرائيلي، وهو ما تسعى إليه إيران.

واحتمالية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا كبيرة جدًا، كونها فتحت جبهات عدة في أكثر من محور في العالم، سواء في أوكرانيا أو في تايوان أو في غيرها من المناطق.

ولهذا يحاول الكيان الصهيوني، ضرب المواقع الإيرانية والسورية الموالية لإيران في سوريا بشكل مكثف، طالما يحظى بغطاء أمريكي “مؤقت”، وهذا ما شهدناه في الآونة الاخيرة.

والجدير بالذكر أن سوريا تعاني من أزمة خانقة اشتد عودها بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات قاسية على نظام الأسد.

وسيطرت على العديد من الآبار النفطية التابعة له، الأمر الذي ألحق ضررًا مباشرًا بمعيشة المواطن السوري، الذي يكافح من أجل تامين قوت يومه.

مع العلم بأن هذه الإجراءات والعقوبات لم تؤثر بالنظام السوري، ولن تساعد واشنطن باهدافها في إسقاطه.

زر الذهاب إلى الأعلى