قيس ابن الملوح: قصة حب مجنون ليلى التي انتهت بالفراق والجنون
قصة حب قيس ابن الملوح المعروف بـ “مجنون ليلى” التي انتهت بالفراق والجنون!
الوسيلة – متابعات:
قصة أخرى حزينة من قصص الغرام التي خلدتها أشهر قصائد الشعر العربي التراثية. لكنها كالكثير من القصص الخالدة انتهت نهاية حزينة بالفراق، وكأن الفراق هو تذكرتها لعالم الخلود.
قيس وليلى أشهر الثنائيات الغرامية في عالم الشعر العربي، خلدتهما قصائد قيس، كما خلدتهما مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقي الشعرية.
فمن هما قيس وليلى؟ وما الحقيقة وراء حكايتهما؟
كيف بدأت وكيف انتهت؟
عاش قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك ابن مروان في القرن الأول من الهجرة. وعرف بمجنون ليلى.
رغم أنه لم يكن مجنوناً حقاً لكنه لُقِّب بهذا اللقب لهيامه بحب ليلى ابنة عمّه ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر والمدعوّة بليلى العامرية. والتي عشقها منذ صغرهما. لكن أهلها رفضوا زواجهما. فهام قيس على وجهه في البلاد ينشد الأشعار في حب ليلى حتى وفاته.
حب منذ الطفولة:
عُرف عن قيس وليلى عشقهما منذ الطفولة، حيث كانا يقومان برعي الأغنام، وقال قيس فب ذلك الأمر :
تعلقت ليلى وهي غرُّ صغيرة ولم يبدُ للأتراب من ثديها حجم
صغيران نرعى البهم ياليت أننا إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
الفراق:
استمرت قصة حب قيس وليلى، وكتب عنها الكثير من أشعار الغزل حتى ذاعت حكايتهما بين الناس. وكانت التقاليد وقتها تقتضي بحرمان العشاق من بعضهما البعض، خاصة من ذاع أمرهما، وهو ما أدى لرفض والدها لزواجها منه عندما تقدم قيس للزواج منها بعد أن جمع مهرها 50 ناقة حمراء. وهناك رواية أخرى عن خلاف بين والد ليلى ووالد قيس وأن لك هو السبب في رفض والدها لزواجهما. ففرق والدها بينهما وانفطر قلب العاشقين.
في ذلك الوقت تقدم للزواج منها ورد بن محمد العُقيلي من ثقيف. ووافق والدها على هذا الزواج، وزوجها رغما عنها من ورد لتنتقل معه إلى الطائف.
وهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الأشعار والقصائد في حبها ويأنس بالوحوش ويتغنّى بحبه العذريّ، فيُرى حيناً في نجد وحينا آخر في الشام وحينا في أطراف الحجاز إلى أن وُجد ذات يوم ملقًى بين أحجار وهو ميت.
وقد رويت العديد من الأحاديث والشواهد على حبه لها، وروي أن أبا قيس ذهب به إلى الحج لكي يدعو الله أن يشفيه مما ألمّ به من حب ليلي، وقال له: تعلّق بأستار الكعبة وادعُ الله أن يشفيك من حبها، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال: ” اللهم زدني لليلي حبًا وبها كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا “.
كما حكي أن قيس قد ذهب إلى ورد زوج ليلى في يوم شاتٍ شديد البرودة وكان جالسًا مع كبار قومه حيث أوقدوا النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلاً:
بربّك هل ضممت إليك ليلى قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفّت عليك قرون ليلى رفيف الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً وسحيقَ مِسك وصوب الغانيات شملن فاها
فقال له ورد: أما إذ حلّفتني فنعم.
فقبض قيس بكلتا يديه على النار ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه.
وقد ماتت ليلى حزينة لفراق معشوقها قيس، رحلت دون أن يلقي عليها ولو نظرة وقال قيس:
أيا ناعيي ليلى بجانب هضبة أما كان ينعاها إلي سواكما
ويا ناعيي ليلى بجانب هضبة فمن بعد ليلى لا أمرت قواكما
ويا ناعيي ليلى لقد هجتما لنا تباريح نوح في الديار كلاكما
فلا عشتما إلاحليفي مصيبة ولا متما حتى يطول بلاكما
تأثيره على الأدب:
أثرت قصة ليلى وقيس بن الملوح تأثيرا كبيرا على الكثير من الأدباء. بالإضافة إلى الأشعار التي تركها قيس بن الملوح نفسه، وتدور أغلبها عن حبه لليلي.
كما أثر في الأدب الفارسي فكانت قصة قيس بن الملوح واحدة من القصص الخمسة التي شملها كتاب الكنوز الخمسة للشاعر الفارسي نظامي كنجوي. كما أثرت في الأدب التركي والهندي .
أما في الأدب العربي فقد ألهمت أمير الشعراء أحمد شوقي بكتابة مسرحية مجنون ليلى، كما ألهمت الشاعر صلاح عبد الصبور بكتابة مسرحية ليلى والمجنون.