أسعار الصرف

هل تسهّل تركيا منح السوريين تأشيرة الدخول لأراضيها؟

رجح مراقبون للشأن الاقتصادي التركي أن تقدم أنقرة على اتخاذ المزيد من إجراءات تسهيل منح السوريين تأشيرة الدخول (الفيزا) إلى أراضيها، وذلك لتعويض جزء من خسائر الليرة التركية.

وأشاروا إلى تسجيل مؤشرات تدلل على تغيير الخارجية التركية لبعض الشروط الصارمة التي فرضتها على السوريين منذ كانون الثاني/يناير2016، بعد اتفاق وقعته أنقرة مع الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.

ومن جملة هذه المؤشرات، الحركة النشطة للمكاتب الخارجية التي تعتمدها السفارات التركية في البلدان العربية والأوربية، لإصدار الفيزا التركية.

ويأمل كثير من السوريين الذين يرغبون بدخول تركيا للعمل أو زيارة أقاربهم من اللاجئين أن تشرع السلطات التركية في تسهيل هذه الإجراءات سريعاً، ومنهم الأربعيني عبدالله أوسو المقيم في الكويت.

يقول أوسو لـ”اقتصاد”، إنه ينتظر حصوله على تأشيرة الدخول إلى تركيا بفارغ الصبر، وذلك لرؤية أقاربه المقيمين هناك.

ويوضح أنه فشل مراراً في الحصول على تأشيرة الدخول، مبيناً أنه تكبد خسائر مالية كبيرة نتيجة محاولاته المتكررة مع السماسرة.

ومقابل ذلك يؤكد أوسو أنه أعاد مؤخراً المحاولة، مدفوعاً بحديث بعض المكاتب عن تسهيلات تركية لمنح السوريين “الفيزا”.

غير أن الكاتب الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، عد في حديثه لـ”اقتصاد” أن تسهيل إجراءات الفيزا للسوريين من قبل تركيا، أمر متداخل مع القرار السياسي، وذلك في إشارة منه إلى الشروط الأوروبية على تركيا في هذا الصدد.

وإلى جانب ذلك، شكك أوغلو نقلاً عن اقتصاديين أتراك، بجدوى مساهمات السوريين في الحلول للأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا، وقال “نظراً للخسائر الكبيرة وحجم الاقتصاد التركي، فلا جدوى اقتصادية كبيرة قد تترتب على منح السوريين تأشيرة الدخول”.

وفي الشأن ذاته، لفت الكاتب التركي إلى المخاطر الأمنية المرتفعة التي قد يسببها إلغاء الفيزا على السوريين أو التساهل بمنحها، مبيناً أن “قرار الرفع سيشمل جميع السوريين دون النظر إلى مكان إقامتهم، وهذا يعني احتمال دخول أشخاص قد يضرون بالأمن التركي، وهذا الأمر لن تتساهل معه تركيا”.

ومقابل ذلك، عاد أوغلو ليتحدث عن نتائج اقتصادية إيجابية قد تترتب على تسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول لتركيا، مبيناً أن “كثير من السوريين يودون الاستثمار بالأسواق التركية، وشراء العقارات، وهذا من شأنه أن يكون أحد الحلول السريعة لأزمة الليرة التركية”.

وخلال الأيام الأخيرة، سجلت الليرة التركية مستويات قياسية منخفضة جديدة مقابل الدولار الأمريكي، وذلك بعد أنباء عن عودة الوفد التركي من اجتماع مع مسؤولين أمريكيين دون حل للخلاف الدبلوماسي بين البلدين.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا المواطنين الأتراك لعدم الالتفات للحملات التي تستهدف الاقتصاد التركي بعد تراجع أسعار الليرة إلى مستويات غير مسبوقة.

وخاطب أردوغان جمعاً من المواطنين احتشد لاستقباله في مسقط رأسه بمدينة ريزة شمالي تركيا، وقال: “لا تلتفتوا لها، ولا تنسوا إذا كان لديهم دولاراتهم فنحن لنا ربنا وشعبنا”.

مصطفى محمد- خاص – اقتصاد

زر الذهاب إلى الأعلى