شادي حلوة يبصق على المتهم بدل سؤاله وكنانة تثبت التهمة وكأنها القاضي… وكلاهما يمدح الجوية
نشرت مراسلة قناة “سما” الفضائية الموالية في “حلب” “كنانة علوش”، فيديو عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك يتضمن تحقيقاً مباشراً على هوا الفيسبوك، مع المتهم بجـ ريمة الاعتداء وقـ تل أطفال في “حلب”.
الإعلامية ثبتت التهمة على المتهم ووصفته بالقاتل قبل أن تقترب منه وتقول له: «شو بتحكيلنا»، ليرد عليها: «أنا ما قتلت حدا وإذا قتلت أعدموني» فتتركه وتقدم شكراً لـ”الجوية” التي ساهمت في إلقاء القبض عليه، علماً أن المتهم لم يتم التحقيق معه بعد أو ثبوت التهمة عليه، إنما تم إلقاء القبض عليه كمشتبه به فقط
وعادة في مثل هذه القضايا يُمنع تسريب أي معلومة للعلن قبل انتهاء التحقيقات، أساساً فإن بعض الصحفيين “يستميتون” للحصول على معلومة قانونية ولا يأخذونها لاستخدامها في تقاريرهم وليس ليستعرضوا بها عبر صفحاتهم في الفيسبوك.
القصة بدأت قبل أيام حين خرج الإعلامي الموالي “شادي حلوة” في بث مباشر على الفيسبوك وقال إن أحد الأشخاص تواصل معه، وأخبره بوجود طفل مدمى في أحد المباني يصرخ: «قتلني قتلني»، ليقوم “حلوة” بالتواصل مع قائد الشرطة الذي أرسل دورية إلى المكان وتم إسعاف الطفل وإنقاذه لاحقاً من موت محقق.
وقبل ذلك بأسبوع أبلغت عائلة في حي “سيف الدولة” بالمدينة عن اختفاء ابنهم من المنزل، وبعد 3 أيام وجدت جثة الطفل مذبوحاً وقد تعرض للاغتصاب، لتنام القصة بعد ذلك، قبل أن يظهر “حلوة” متحدثاً عن الطفل الجديد الذي كان على وشك الموت قبل أن يتم إنقاذه.
“حلوة” حوَّل قضية الطفل إلى رأي عام عبر متابعتها ببثه المباشر عبر الفيسبوك، ما ضغط على جهاز الشرطة في قوات النظام ليتابع الأمر مع الطفل الذي استعاد عافيته ووصف شكل المجرم، وحين أروه صوراً قال إن أحد الأشخاص بالصور هو من قام بالاعتداء عليه ومحاولة قتله لتتم ملاحقة المشتبه به وهو من سكان حي “الفيض”، والقبض عليه عقب إصابته بعد أن حاول الفرار من الشرطة، وبعدها سارعت “علوش” لتصويره ولقائه كما في الفيديو أدناه.
إلا أن “حلوة” نفسه عندما وقف أمام المتهم لم يتقدم لتوجيه السؤال له، وإنما راح يبصق عليه، متجاهلاً أن مهمته المهنية تقتضي توجيه الأسئلة وتقديم الأجوبة والمعلومات وليس البصق، وحتى تقتضي أن يعطي مساحة للمتهم ليقول مالديه حتى ولو كان مختلفاً عما يقوله جميع الحاضرين.
الحادثة السابقة تطرح العديد من إشارات الاستفهام، فهل فقد أهالي “حلب” ثقتهم بالأمن ليتحدثوا مع إعلامي بحادثة قتل بدلاً من التوجه إلى قسم الشرطة؟، جواب هذا السؤال يبدو واضحاً من عجز جهاز الشرطة في قوات النظام أمام حادثة القتل الأولى التي لربما لو أنهم أدوا واجبهم فيها لما كانت حدثت الحادثة الثانية وتعرض الطفل الذي نجا من الموت للاغتصاب ومحاولة قتله.
السؤال الثاني الذي يطرح نفسه تهافت الإعلاميين على شكر شخص قائد الشرطة في المدينة لمتابعة القضية التي تعد من واجباته المهنية، علماً أن الشرطة لم تتصرف بذات المهنية مع الحادثة الأولى التي راح ضحيتها طفل ذبحاً على يد قاتل مجرم.
أما السؤال الأهم، كيف يسمح الصحفي لنفسه وكيف يُسمح له أن يتحول إلى قاضي ومحاكم ومتهم وباصق ومبجل وممجد، بدل أن يكون صحفي ويقدم المعلومات والأسئلة ويحصل على الأجوبة، وهل مواثيق المهنة وقواعدها الأخلاقية تسمح لـ “حلوة” و”علوش” أن يقوما بما فعلاه بالفيديو، نترك الإجابة للقراء والمختصين.