روسيا تحسم موقفها من العملية العسكرية التركية شرق الفرات
علقت الخارجية الروسية على إعلان تركيا شن عملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شرق الفرات، معتبرة أن تركيا لديها مواقفها الخاصة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي اليوم، الخميس 13 من كانون الأول، إن لدى تركيا مواقفها الخاصة وهناك بعض المواقف المتشركة بين موسكو وأنقرة في سوريا.
وأضافت زاخاروفا أن هذا لا يعني أن كل المواقف مع تركيا متطابقة في كل المسائل، وإنما هناك اختلاف في بعضها يحاول الطرفان التقارب فيها.
وأشارت المتحدثة إلى أن هناك اتصالات بين روسيا وتركيا فيما يخص الأوضاع في سوريا وعملية مكافحة الإرهاب، وهناك تعاون بين البلدين في هذا المجال.
ويعتبر التصريح الأول لروسيا بعد إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، بشن عملية عسكرية ضد “قسد” في شرق الفرات خلال الأيام المقبلة.
الموقف الروسي لم يكن واضحًا حول تأييد العملية التركية أو معارضتها، إلا أن موسكو تحمل مرارًا الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية ما تؤول إليه الأوضاع في المنطقة.
وكانت روسيا حملت أمريكا مسؤولية انطلاق عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها أنقرة ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في عفرين بريف حلب، مطلع العام الجاري.
وقال بيان لوزارة الدفاع الروسية حينها إن “الخطوات الاستفزازية التي اتخذتها واشنطن بهدف عزل المناطق التي يسكنها الأكراد” سبب العملية التركية.
وتزامن ذلك مع اعتبار الخارجية الروسية، اليوم، أن الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في سوريا يعرقل محاربة الإرهاب في البلاد.
وشهدت السنوات الماضية تقاربًا بين روسيا وتركيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، إذ يعتبران من الدول الضامنة لمحادثات أستانة بين النظام والمعارضة السورية.
وكان أردوغان، قال خلال مؤتمر صحفي، أمس، إن “تركيا ستبدأ حملتها لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام”.
وأضاف أردوغان أن تركيا أكملت الاستعدادات اللازمة للعملية، في الوقت الذي كانت تصدر التحذيرات حول شرق الفرات.
من جهته قال “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا إن جميع الفصائل العسكرية المكونة له ستشارك في العملية العسكرية شرق الفرات.
وفي حديث لجريدة عنب بلدي، أمس، قال الناطق باسم “الجيش”، يوسف حمود، إن جميع الفصائل ستشارك في المعركة وفق النسب المطلوبة منها بكل المكونات.
وأضاف أن “الجيش الوطني يضم أبناء المناطق المهجرة في مناطق دمشق وحمص وريفها وأبناء مدينة إدلب وأبناء ريف حلب”.
وردًا على إعلان تركيا، أعلنت “الإدارة الذاتية” النفير العام، وطالبت النظام السوري بالتدخل الفوري ضد تركيا.
وتترقب منطقة شرق الفرات بحذر ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام المقبلة، في ظل عدم قبول أمريكي لشن العملية العسكرية كون المنطقة تحت الحماية الأمريكية.