في تصريح مفاجئ أردوغان يعلن تأجيل عملية “شرقي الفرات” لهذا السبب
قال الرئيس التركي رجب طيب ردوغان إنه تقرر تأجيل العملية العسكرية التي تم التخطيط لها بمنطقة شرقي الفرات الخاضعة لسيطرة تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهـ.ـابي، لحين اتمام انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ورؤية نتائج هذا الانسحاب على أرض الواقع.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان، اليوم الجمعة، بمراسم توزيع جوائز أكبر 500 شركة مصدرة.
وأضاف أردوغان أن هذا التأجيل لا يعني تأجيل العملية لأجل غير مسمى، وأن مدة شهر واحد كافية لاتمام انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، بعد ذلك سيكون لدينا الحق الكامل في التحرك بأنفسنا وإطلاق العملية.
وتابع أردوغان ” الأسبوع الماضي اتخذنا قراراً ببدء العملية، وأعلنا ذلك للرأي العام، إلا أن نتائج الاتصال الهاتفي الذي أجريته مع الرئيس الأمريكي ترامب، والمباحثات الدبلوماسية والأمنية والتصريحات الأخيرة من الجانب الأمريكي دفعتنا لاتخاذ قرار بتأجيل العملية لفترة قصيرة.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا ستنفذ خلال الأشهر المقبلة عملية نوعية لتحييد عناصر ب ي د/ بي كا كا الإرهابي، وعناصر تنظيم داعش التي تزعم أمريكا أنها لا تزال تنشط في سوريا.
وأضاف أردوغان أن تركيا ستنتقل إلى مرحلة إعادة الإعمار في سوريا لما تحمله هذه المنكقة من أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا من مختلف النواحي.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن، أول أمس الأربعاء، بشكل مفاجئ سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا وخاصة شمالي شرق الفرات.
وقال في مؤتمر صحفي إنه “بعد الانتصارات التاريخية ضد داعش، حان الوقت لإعادة شبابنا العظماء إلى الوطن”.
وكان الرئيس أردوغان أعلن، الأسبوع الماضي، بدء عملية عسكرية شرق الفرات “خلال أيام قليلة”.
وعقب الإعلان أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى طول الحدود السورية- التركية، كما طلب من فصائل “الجيش الوطني” الاستعداد للمشاركة في العملية العسكرية.
وقال أردوغان ردًا على قرار ترامب، “نرحب بالقرار لكن بحذر شديد”، مشيرًا، “ترامب سألنا هل بوسعكم القضاء على داعش؟ (…) نحن قضينا عليهم ويمكننا مواصلة ذلك مستقبلًا، ويكفي أن تقدّموا لنا الدعم اللازم من الناحية اللوجستية”.
وأضاف، “أولويتنا هي ضمان أمن المنطقة، والخطوات التي نخطوها سواء مع روسيا أو إيران هدفها تحقيق الأمن”.
وقال وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي، اليوم، “أنقرة راضية عن قرار الولايات المتحدة بسحب جميع جنودها من سوريا، ويتوجب علينا التنسيق في هذه العملية”.
وأرجع ترامب سبب الانسحاب، في مؤتمر صحفي، إلى “الانتصارات التاريخية ضد داعش”، مشيرًا إلى أنه “حان الوقت لإعادة شبابنا العظماء إلى الوطن”.
وقال الرئيس الأمريكي عبر حسابه في “تويتر”، أمس، إن “قرار الانسحاب لم يكن مفاجئًا وإنما روجت له منذ سنوات، كما أشرت إليه منذ ستة أشهر”.
وجاء الانسحاب الأمريكي بعد أيام من اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي.
وبعد عام على وصول ترامب إلى البيت الأبيض وضعت الإدارة الأمريكية استراتيجيتها في سوريا خلال المرحلة المقبلة، ولخصها وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، بالبقاء في سوريا للقضاء على الإرهاب والنفوذ الإيراني، والتوصل إلى حل سياسي دون رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
لكن ومنذ مطلع العام الحالي لم تكن السياسة التي تتبعها أمريكا في سوريا واضحة، بل وسمت استراتيجيتها بالغامضة والمبهمة، ولا سيما فيما يخص المناطق التي تسيطر عليها القوى المحلية التي تدعمها كـ”قسد”.