بعد “تنازله” عن جزيرتين … السيسي يبيع الأهرامات؟!

ذكرت صحيفة “الاخبار” أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعد يملك ما يبيعه إلا الأهرامات.

ولفتت الى انه “للوهلة الأولى يبدو الأمر مقلباً في أحد البرامج الكوميديّة التي تبرع فيها الثقافة المصريّة.

لكن للأسف، الخبر صحيح: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد أن تنازل عن حقوق الأمّة لإسرائيل… لم يعد يملك ما يبيعه إلا الأهرامات. ما تشهده مصر اليوم، ويتفرّج عليه العرب مذهولين، ليس إلا جزءاً جديداً من المسلسل التراجيكوميدي إيّاه: “عوّاد باع أرضه”.”

وتضيف “الأخبار”، “الريّس الذي لم يسامحه الشعب بعد، ولن يسامحه التاريخ، على تقديم جزيرتي تيران وصنافير، هديّة إلى “آل سعود”… ها هو هذه المرّة “يهدي” الأهرامات إلى القطاع الخاص… وتحديداً إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، صديق إسرائيل، الذي يعتبر أحد كبار داعمي النظام وحلفائه وشركائه”.

وتتابع “إضافة إلى قيمتها الرمزيّة والمعنويّة التي تختصر وحدها تاريخ هذا البلد العريق، الضارب عميقاً في الحضارة، فإن الأهرامات هي مصدر استثمار يدر الأرباح على خزينة الدولة.

لكن رئيس الجمهوريّة الذي حمله غضب جماهير “الربيع العربي” بعد “30 يونيو” إلى قصر العروبة، تقوم رؤيته الاقتصاديّة “التنموية”، على تفكيك القطاع العام وضربه، وتقديمه على طبق من فضّة لحيتان المال في مصر.

ماذا ننتظر من الدولة في ظل الرئيس السيسي، إذا كانت عاجزة عن إدارة قطاع السياحة على الأقل؟ إن الأهرامات التي كانت ولا تزال رمز عظمة مصر وكبرياء شعبها، هي اليوم رمز لسياسة انتحارية بمذاق “الخصخصة” الزاحفة الغالية على قلب صندوق النقد الدولي.

سياسة تمعن في إفقار الشعب وتجويعه وجعله تابعاً على كل المستويات، ورميه في أدغال السوق، ورهنه لنير الليبرالية، كما لوصاية الاستعمار الجديد ومصالحه الاستراتيجيّة على حساب المصريين.

الصورة التي سيحفظها التاريخ من هذه اللحظة الانحطاطيّة بامتياز، من هذه الصفحة القاتمة في التاريخ المصري والعربي: هي صورة “خليفة عبد الناصر” كما طوّبه بعض السذّج والجهلة والمزوّرين، وهو يفرّط بمقدرات شعبه. عبد الناصر أمّم قناة السويس، أما السيسي فـ”باع” الأهرامات!”