“أذكر القليل من طفولتي”.. فتاة سورية تعيش وسط أسرة مصرية وتحلم بالوصول إلى أهلها
في مكان ما من مدينة “المنصورة” المصرية وسط عائلة مصرية تعيش الفتاة “ورد” -اسم مستعار- التي فقدت ذاكرتها منذ الطفولة ثم استعادت جزءاً منها دون أن تعرف من هي أو أين أهلها وكل ما تعرفه انها عاشت جزءاً من طفولتها بعمر السادسة أو أكثر قليلاً بجانب الجسر المعلق في دير الزور في بلدة مليئة بالألوان -حسب تعبيرها- عامي 2003-2004.
وروت الفتاة التي تمكنت “زمان الوصل” من التواصل معها أنها كانت تنتمي لعائلة ذات مستوى مادي جيد، لكن على ما يبدو فإن هناك خلافاً بين أهلها الأصليين والعائلة التي تعيش وسطها الآن، وكانت -كما تقول- تعيش في قرية قريبة من الجسر ولا تتذكر اسمها لأنها كانت صغيرة لا تستوعب ما حولها بتفاصيله وإن كانت تعتقد أن أجدادها من منطقة “الشيخ ياسين”.
وأشارت “ورد” إلى علامات فارقة في جسدها عسى أن يتعرف عليها أحد من عائلتها، ومنها أن شعرها -كما تقول- فيه خصلات ذهبية ويميل إلى البني، أما لون عينيها فأسود كأن بها كحلا، ولون بشرتها فاتح، كما تقول.
وتلملم “ورد 22 عاما” خيوط ذاكرتها، مستعرضة بعض الأحداث التي مرت بها، حيث ربطتها علاقة نفسية مع مدينة حلب لا تعرف طبيعتها وكذلك مع الجسر المعلق في مدينة دير الزور.
وكشفت أن هناك على ما يبدو خلافاً كبيراً بين العائلة التي تعيش معهم حالياً وبين أهلها الأصليين تصل إلى الكره، ودائماً ما يهددونها بالتعذيب والقتل لأدنى سبب ويلمّحون لها بأنها ليست من عائلتهم، مضيفة أن أناساً كانوا يأتون من فلسطين يزورون عائلتها المستضيفة.
وكانت لهجتهم غريبة ولم يكونوا يتحدثون أمامها أبداً ولا يكملون الساعة، بل يغادرون بسرعة.
وتابعت الفتاة العشرينية أن القصة بدأت بتذكرها لبعض الاحداث وحينها فهمت -كما تقول- أن لها حياة ثانية وأنها كانت فاقدة للذاكرة كلياً.
وأردفت أن الأناس الذين تسكن عندهم اعتادوا على تسميتها باسم “صالح” والسخرية منها، وكان لها عمة ماتت منذ زمن وكانوا يحاولون دائماً إبعادها عنها وكانت هذه العمة -حسب قولها- تتجنبها وتبدي خوفاً تجاهها.
ورفضت “ورد” ذكر اسم العائلة التي تعيش معهم (أهلها الحاليون) أو عملهم خوفاً من أن يقفوا في طريق وصولها إلى أهلها الحقيقيين، ولكنها اكتفت بالقول إنها مسجلة على قيودهم من سنوات.
وبدوره قال مدير منصة (MaybeHere) “محمد توتنجي” أن الفتاة “ورد” أرسلت حالتها إلى الموقع، ورفضت ذكر تفاصيل أكثر مما نُشر كالصورة أو الرقم التلفون، كما هو معتاد في نشر مثل هذه الحالة لأنها -كما قالت- تخاف من العائلة التي تعيش وسطها الآن.
وكانت تأمل -كما تقول- أن تصل إلى طرف خيط يوصلها لأهلها من خلال المعلومات البسيطة التي أرسلتها.
ولفت محدثنا إلى أن المنصة نشرت عشرات القصص عن مفقودين والكثير منهم وجدوا أقاربهم المفقودين، ولكن لا يمكن التأكد فيما إذا كان ما نُشر هو السبب في العثور على أهاليهم، ولكن أغلب الحالات -كما يؤكد- كانت متوفاة للأسف.
– المصدر : زمان الوصل