سوريون يسلمون “نبي السويداء” إلى الأمن الجنائي
نسمع بين الحين والآخر عن ظهور شخص يدعي النبوة معلناً عن هوسه أمام العالم وادعائه أنه نبي الله أو ابن الرسول ويكلم الله وفى بعض الحالات أنه المهدى المنتظر وغيرها من سخافات وروايات أولئك المهوسين الذين ينسجون القصص من خيالاتهم بغرض جمع المال عن طريق النصب والاحتيال.
ويدعم هؤلاء المزعومين أشخاص يتبعونهم ويروجون للتصديق بهم لكن بمجرد خروج أحد هؤلاء الأنبياء “المزورين” تزداد الشكوك حول وضعهم النفسي والعقلي والتي تجيب عنها هلوساتهم وادعاءاتهم غير السليمة عقلاً ومنطقاً.
وفي السويداء أوقع مواطنون بشخص يدعي النبوة وأنه يخلص الناس من مشاكلهم الشائكة بالسحر والشعوذة.
وقالت مصادر محلية في تصريح خاص لموقع الوسيلة إن مواطنين ألقوا القبض على المدعو “بديع ريمان” ابن بلدة عريقة بالسويداء بعد النصب عليهم بمبالغ مالية وزعمه أنه يخلصهم من السحر ويحل جميع مشاكلهم الصحية والنفسية.
وأضافت المصادر أن الأهالي قاموا بتسليم النبي المزعوم إلى فرع الأمن الجنائي بالمدينة بعد تقديم دعاوى شخصية من أحد الضحايا الذين خدعهم وسلب منهم المال.
وأشارت المصادر للوسيلة إلى أن المدعو”بديع ” كان يدعي النبوة أحياناً وأنه المسيح تارة أخرى فيما زعم أشخاص ادعاءه بأنه المهدي المنتظر.
وأكدت مصادرنا أنه وبعد التواصل مع أحد أبناء عمومته المقربين منه اتضح انه مريض ويعاني من اضطرابات نفسية وعقلية.
وكان عدد من السوريين في مدينة السويداء قد تعرضوا للنصب والاحتيال على يد المقبوض عليه ودفعهم الأموال مصدقين ادعاءات وتفاهات النبي المزور بينما شعر آخرون أنه مجرد ساحر ومشعوذ لا يستطيع فعل شيء وأنه لا يقدم ولا يؤخر فابتعدوا عنه.
وتوضح إحدى ضحايا “المحتال” في حديثها لموقع إلكتروني محلي رصده موقع الوسيلة وقوعها ضحية المشعوذ وأنها كانت تعاني من مشاكل صحية وتعذر علاجها عن طريق الطب الحديث والبديل قبل أن تقنعها سيدة بالذهاب إلى “بديع” المحتال ليساعدها في الشفاء.
وأضافت الضحية ذهابها إلى المشعوذ برفقة زوجها الذي أبلغهما اكتشافه سحر موجه للسيدة أدى لتدهور حالتها وطلب مبلغ 1000 دولار مقابل إبطال السحر الموجه لها حسب وصفه.
ولفتت الضحية إلى أن المشعوذ ذهب إلى منزلها كون السحر حسب زعمه موجود في أرض المنزل وقام ببعض الطقوس الغريبة التي جعلتها تشعر ببعض الراحة، وتدفع له مبلغ 800 ألف ليرة سورية غير المبلغ الأول دون علم زوجها بعد أن اقتنعت أن المشعوذ قادر على تخليصها من أوجاعها.
وبعد أن علم زوجها بما جرى من ورائه ودفعها له المزيد من المال قام بضربها والاتصل بالمشعوذ مطالباً بإعادة المال لكنه قال إنه غادر البلد وأنه عمل كل ما يقدر عليه و”الباقي على الله”.
وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من السوريين ما زالوا يؤمنون بأمثال هؤلاء السحرة والمشعوذين ولا يدرون أن غايتهم الأولى هي النصب وسلب المال بطرق احتيالية وأكاذيب شتى.