هل يحمل عام 2019 مفاجآت سيئة للاجئين السوريين في ألمانيا؟
دفعت أحداث شغب وقعت مع نهاية عام 2018 وتورط في بعضها طالبو لجوء إلى إعادة ملف اللاجئين، إذ أكد وزير الداخلية الألماني (هورست زيهوفر)، في حوار مع صحيفة (بيلد) عزمه تشديد قواعد الترحيل، قائلاً “لقد أزعجتني الأحداث في أمبيرغ، لا يمكن أن نتسامح بشأن هذه التجاوزات العنيفة”. وأضاف الوزير أن طالبي اللجوء الذين يتورطون في أعمال عـ.ـنف يجب أن يغادروا البلاد.
ووقعت أولى تلك الأحداث في مدينة أمبيرغ حيث شهدت المدينة، هجوماً عشوائيا على المارة تورط فيه أربعة من طالبي اللجوء الشباب من أفغانستان وسوريا وإيران، ما أدى إلى جرح ما يقل عن 12 شخصاً.
كما شهدت ألمانيا ليلة رأس السنة حادثاً من نوع آخر، يقف خلفه رجل ألماني (50 عاما) من مدينة إيسن قام بدهس مجموعات من الأشخاص بسيارته، غالبيتهم من الأجانب، في عدة محاولات بمدينتي بوتروب وإيسن، ما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص. وصنف الادعاء العام الحادث بأنه “هجوم متعمد”. كما قال وزير داخلية ولاية شمال الراين (فيستفاليا) إن “منفذ الحادث كانت لديه نية واضحة لقتل الأجانب”.
“سنة صعبة على اللاجئين”
أثرت هذه الأحداث وفق موقع (DW)) على توقعات اللاجئين في ألمانيا من العام الجديد، وجعلتهم ينظرون إلى مستقبلهم في هذا البلد بنوع من التخوف والريبة، وبالأخص من العودة إلى سوريا.
حيث وصف اللاجئ السوري (حسن هلال)، الذي يُقيم في ولاية ساكسونيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة منذ ما يقرب من ثلاث سنواتبأن 2019 “ستكون سنة صعبةعلى اللاجئين السوريين في ألمانيا”.
وأوضح أن “العداء في تزايد وخاصة في الولايات الشرقية، ومنها ولاية ساكسونيا”. ويعتبر (حسن) أن النقاش الدائر حول إمكانية ترحيل اللاجئين السورين هو بمثابة الانتحار للاجئين المرحلين، خاصة بالنسبة للمعارضين لنظام الأسد.
زوجة (حسن)، التي أنجبت أحد أطفالها في ألمانيا، تحدثت أيضأً عن أهم ما تتنماه في العام 2019 “لا نفكر في العودة إلى سوريا أبداً وأتمنى أن لا يكون هناك عودة قسرية لأن الوضع في سوريا سيء للغاية ونحن بشكل خاص من ضمن الأسماء المطلوبة لدى النظام السوري”.
وتوقعت أن يتزايد العداء ضد اللاجئين والأجانب خلال هذا العام، وتضيف” لا يوجد مجال لنا للعودة”.
من جانبه يرى (زهران العقيل)، وهو فنان تشكيلي سوري وطالب بكلية الفنون الجميلة في مدينة بروانشفايغ أن الخوف من المجهول هو المسيطر على المزاج العام بين اللاجئين السوريين وتوقعاتهم من العام الجديد. ويضيف في حديثه لـ (DW) أن “هناك خوفا من المجهول بين اللاجئين، لأنه ليس لديهم خيارات أخرى غير ألمانيا، ولذلك فإن أي شيء يحدث هنا يسبب الخوف والريبة لديهم”.
ويرى (زهران) أنه يصعب ترحيل أي سوري في الوقت الراهن باعتبار أن سوريا بلد غير آمن، بالنظر إلى الظروف المشوشة وقد يمتد الوضع عشرات السنين، ويقول “حتى لو عادت الأمور إلى طبيعتها بشكل كامل في سوريا، لا أعتقد بأن أي سوري سيرحل إلى بلاده لأن الغالبية العظمى، اندمجت وأثبتت جدارتها وتفوقها”.
“مخاوف واقعية”
من جهته ينظر الخبير والناشط الحقوقي الألماني وعضو منظمة “برو أزول” الألمانية المدافعة عن اللاجئين (كارل كوب) ، إلى مخاوف اللاجئين السوريين بشأن تصاعد العداء ضدهم والمخاوف من العودة إلى سوريا في الوقت الراهن، على أنها “مخاوف واقعية”.
ويقول “المنظمة تحذر باستمرار من سوء تقدير الوضع في سوريا، وكذلك بالنسبة للوضع في العراق أيضاً. لا يزال تنظيم داعش قوياً عسكرياً وقادر على نشر الإرهاب. كما أن النظام الديكتاتوري السوري يتصرف بوحشية تجاه المعارضين له ولنظامه”.
كما يشير الخبير الألماني إلى أن “تقرير الوضع الحالي الصادر عن وزارة الخارجية يُوضح بأن سوريا ليست فقط غير آمنة على خلفية القتال الدائر هناك، بل يوضح أيضاً أنها غير آمنة من جانب نظام الأسد والاضطهاد السياسي”.
كذلك رحب الناشط الحقوقي بالخطوة المتمثلة في قرار وزراء داخلية الولايات الألمانية نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، والمتمثل في تمديد العمل بقرار منع ترحيل السوريين المرفوضة طلبات لجوئهم أو المدانين من قبل المحاكم الألمانية أو المصنفين “خطرين” من جهات أمنية على بلدهم سوريا لمدة ستة أشهر أخرى تنتهي في حزيران/يونيو 2019.
– المصدر : أورينت نت