تحول مفاجئ في موقف ترامب حول سحب قواته من سوريا .. وهذا ما أعلن عنه
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا، لكن تلك الخطوة ربما ”لن تتم سريعاً“.
ونقلت وكالة رويترز عن ترامب قوله للصحفيين اليوم (الأحد)، ”لم أقل مطلقاً“ أننا سنسحب القوات الأمريكية من سوريا على وجه السرعة، مشيراً إلى ضرورة إنهاء تنظيم داع ش قبل الانسحاب.
وأعلن مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون في وقت سابق اليوم، عن شروط للانسحاب من سوريا، قائلاً إنه مشروط بـ“هزيمة بقايا تنظيم داعش، وضمان أن تركيا لن تهاجم القوات الكردية الحليفة للولايات المتحدة“.
وكان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ترك المجال مفتوحا أمام الكثير من التساؤلات، خاصة ما إذا كان المقاتلون الأكراد الذين ينشطون في شمال سوريا سيصبحون الآن مستهدفين من تركيا التي تناصبهم العداء منذ فترة طويلة.
وقال بولتون الذي يقوم بجولة تستمر أربعة أيام وتشمل إسرائيل وتركيا، إنه سيحث في المحادثات مع مسؤولين أتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على ضرورة ضمان سلامة الأكراد.
وقال للصحفيين قبل محادثات مع مسؤولين إسرائيليين “لا نعتقد أن الأتراك سيقومون بعمل عسكري دون تنسيق كامل وموافقة من الولايات المتحدة على الأقل حتى لا يعرضون قواتنا للخطر وأيضا حتى يلتزمون بمتطلبات الرئيس بعدم تعرض قوات المعارضة السورية التي قاتلت معنا للخطر”.
وأضاف بولتون، الذي سيسافر إلى تركيا غدا الاثنين، إن الولايات المتحدة ستجري محادثات مع أنقرة لمعرفة أهدافها وقدراتها.
إلا أنه تابع أن موقف ترامب يتمثل في أنه “يجب ألا تقتل تركيا الأكراد وأن الانسحاب الأمريكي لن يحدث دون الاتفاق على ذلك”.
وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة، إبراهيم قالن، اليوم الأحد 6 كانون الثاني، إن “ادعاءات استهداف تركيا للكرد أمر لا يتقبله العقل (…) فهي تستهدف تنظيمات داعش و(pkk-ypg) الإرهابي”، وفقًا لوكالة “الأناضول”.
وأضاف أن من أهداف تركيا مكافحة “حزب العمال الكردستاني” وامتداده في سوريا، “وتخليص الكرد من ظلم واضطهاد المنظمة الإرهابية”، بحسب تعبيره.
كلام المتحدث التركي جاء ردًا على تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي رهن الانسحاب الأمريكي من سوريا بوجود ضمان لحماية للكرد السوريين.
وفي هذا الصدد، قال قالن، “الادعاء بأن تنظيمًا إرهابيًا يمثل الكرد، هو في المقام الأول إساءة لإخوتنا الكرد”.
وأشار إلى أن تركيا عازمة على مواصلة مساعيها من أجل إنهاء الحرب وتحقيق الأمن في سوريا، حتى تطبيق مرحلة الانتقال السياسي.
وأثناء المكالمة التي أُجريت يوم 23 ديسمبر/كانون الأول، اتَّفق الزعيمان على التعاون من أجل التصدِّي لداعش وتنسيق تحركات الدولتين داخل سوريا.
وأعلن ترامب، في تغريدةٍ على موقع تويتر عقب المكالمة: «ناقشنا قضية داعش، وجهودنا المشتركة في سوريا، والانسحاب البطيء والمنسَّق بعنايةٍ للقوات الأميركية من المنطقة. قواتنا ستعود إلى الديار بعد سنواتٍ طوالٍ».
وبعد بضعة أيامٍ، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على تويتر إنَّه يعتزم زيارة تركيا وإسرائيل في ضوء الانسحاب الأميركي من سوريا.
ووفقاً لغاريت ماركيز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، سيصاحب بولتون في رحلته إلى أنقرة كل من الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، والسفير جيمس جيفري مبعوث وزارة الخارجية الخاص إلى سوريا، ومن المقرَّر أن تُجرى الزيارة يوم 8 يناير/كانون الثاني.
هذا وقد صرح مسؤولون أتراكٌ بأنَّهم يتوقعون معرفة المزيد من التفاصيل حول خطة الانسحاب الأميركية، بما في ذلك الإطار الزمني المحدَّد للانسحاب، أثناء زيارة الوفد الأميركي.
ونقل الموقع البريطاني عن أحد المسؤولين الأتراك قوله: «ليس بوسعنا التخطيط لأي شيءٍ في سوريا دون معرفة تفاصيل خارطة الطريق الخاصة بهم (الأميركيين)». وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هُويته بداعي البروتوكول الحكومي.