ستبدأ قريبًا جدًا .. تصريح جديد للرئيس التركي أردوغان حول معركة شرق الفرات
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قرب الانتهاء من التحضيرات اللازمة لمعركة شرق الفرات ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وقال أردوغان في كلمة له أمام حزب “العدالة والتنمية” الحاكم اليوم، الثلاثاء 8 من كانون الثاني، إن تركيا ستبدأ قريبًا جدًا التحرك ضد “التنظيمات الإرهابية” في الأراضي السورية.
وأضاف أردوغان أن التحضيرات الجارية لإطلاق حملة على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء.
وقال أردوغان: “رغم توصلنا إلى اتفاق واضح مع ترامب (بشأن شرق الفرات) إلا أن هناك أصوات مختلفة بدأت تصدر من إدارته”.
وتابع أردوغان قائلا: “تركيا هي التي تحملت العبء الأكبر للأزمة الإنسانية الحاصلة في سوريا. وهي الدولة التي تكافح الإرهاب بشكل حقيقي”.
وزاد: “بفضل جهود جنودنا الأبطال في القضاء على داعش، دخلت سوريا مرحلة التخلص من بلاء هذا التنظيم بسرعة، ولكن لا يمكننا قبول الرسالة التي بعثها بولتون من إسرائيل”.
وأكد أردوغان على أن “ادعاءات استهداف الأكراد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء”.
مستشار الأمن القومي الأمريكي يغادر تركيا بعد رفض أردوغان استقباله
واضطر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون لمغادرة أنقرة بعد أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقباله بالمجمع الرئاسي.
وفي تصريحات له اليوم انتقد أردوغان تصريحات بولتون قائلاً إنه ارتكب خطأ جسيماً في تصريحاته بشأن سوريا، وإن تركيا لن تقدم تنازلات في موضوع مكافحة الإرهاب.
وكان بولتون قد عقد لقاء اليوم مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
وفي تصريحات أدلى بها أردوغان للصحفيين عقب انتهاء كلمته قال إن بولتون والوفد المرافق له قد قابل بالفعل متحدث الرئاسة التركية ونائب رئيس الأمن والسياسات الخارجية إبراهيم قالن. وإن قالن هو نظير بولتون واللقاء بينهما قد تم بالفعل.
عملية الانسحاب الأمريكي من سوريا خلال 120 يوماً
وأعلن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنهم ناقشوا مع الوفد الأمريكي برئاسة جون بولتون في أنقرة تفاصيل الانسحاب الأمريكي من سوريا في غضون “120 يوماً” وفقاً لما ذكره الوفد.
كما أكد قالن على ضرورة تطبيق خارطة الطريق حول منبج شمالي سوريا (بين أنقرة وواشنطن) كما هو متفق عليه.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة أنقرة، اليوم الثلاثاء، عقب لقائه مع الوفد الأمريكي.
وأوضح قالن “ناقشنا مع بولتون تفاصيل عملية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”.
وبخصوص جدول الانسحاب الأمريكي من سوريا، أشار قالن: “الأمريكان أبلغونا بأن الانسحاب سيتم خلال 60 – 100 يوما، والآن يقولون نحتاج إلى 120 يوماً، وتركيا لا تعتبر هذا تأخيراً كبيراً”.
وتابع: “أنقرة ترحب بقرار ترامب الانسحاب من سوريا، وخلال اجتماعنا مع الوفد الأمريكي ناقشنا كيفية الانسحاب والهيكلية التي سيخلفها ومصير الأسلحة الثقيلة التي وزعتها أمريكا وقواعدها العسكرية ومراكزها اللوجستية في سوريا”.
وأردف قائلا: “الأمريكان أخبرونا أنهم يبحثون مسألة الأسلحة التي بحوزة ي ب ك، ومصير 16 قاعدة عسكرية (أمريكية) في سوريا”.
وأكد متحدث الرئاسة التركية أن: “لا تباطؤ في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي “.
وزاد: “انتقلنا الآن إلى مرحلة ما بعد الدوريات المشتركة. يجب انسحاب عناصر ي ب ك من منبج بشكل كامل، وتسليمها إلى العناصر المحلية”.
وأكد “سنواصل جهودنا المتعلقة بمرحلة الانتقال السياسي في سوريا”.
وكان الرئيس أردوغان أعلن، منتصف الشهر الماضي، بدء عملية عسكرية شرق الفرات ضد الوحدات الكردية، “خلال أيام قليلة”.
وعقب الإعلان أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى طول الحدود السورية- التركية، كما طلبت أنقرة من فصائل “الجيش الوطني” الاستعداد للمشاركة في العملية العسكرية.
لكن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من شمالي شرق سوريا، دفع أردوغان إلى التريث قليلًا وتأجيل العملية العسكرية.
وطرحت تساؤلات كثيرة حول الطرف الذي سيملأ الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية، وسط تلميحات روسية بسيطرة قوات الأسد عليها.
وتشكلت “قسد” في تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية المعلنة شمال شرقي سوريا، وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، ومدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر تركيا أن “الوحدات” امتداد لـ “حزب العمال الكردستاني” المحظور والمصنف إرهابيًا، وهو ما تنفيه “الوحدات” رسميًا.
وتشهد منطقة شرق الفرات ترقبًا لما ستؤول إليه تطورات الفترة المقبلة، بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية واسعة في المنطقة.
ويأتي ذلك في ظل ربط أمريكا انسحابها من سوريا بتقديم تركيا تطمينات بشأن سلامة الكرد في سوريا.
لكن أردوغان اعتبر أن “ادعاءات استهداف الكرد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء”.