“سلموها أو دمروها”.. ما الذي فجر الخلافات بين أنقرة وواشنطن؟
متابعة الوسيلة: أفضت مباحثات الوفد الأمريكي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن القومي جون بولتون مع نظرائهم الأتراك، إلى ظهور خلافات وتباينات في وجهات النظر بين واشنطن وأنقرة، بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وتفاصيله والجدول الزمني المقرر له، والقوات التي ستشغل الفراغ في مناطق شرق الفرات.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد رفض لقاء بولتون ما جعله يغادر تركيا؛ الأمر الذي يدل على حجم الخلافات التي ظهرت بين أنقرة وواشنطن بعد فترة ليست طويلة من التحسن في العلاقات.
زيارة بولتون إلى تركيا اقتصرت على مناقشات مع متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، وبعض مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع، إضافة لمسؤولين أمنيين.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن النقاشات مع الجانب الأمريكي بحثت “كيفية الانسحاب والهيكلية التي سيخلفها، ومصير الأسلحة الثقيلة التي وزعتها أمريكا وقواعدها العسكرية ومراكزها اللوجستية في سوريا”.
تسريبات سياسية وإعلامية كشفت أن تركيا ستطلب من المسؤولين الأمريكيين، إما تسليم القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا إليها أو تدميرها، وهو ما سيوسع هوة الخلاف بين الطرفين.
وبهذا الخصوص نشرت صحيفة “حرييت” عنوانًا ذا فهم على النحو: “سلموها أو دمروها”، في إشارة إلى ما قالت إنها 22 قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا.
وأكدت الصحيفة وفق مصادرها التي لم تسمها ، أن تركيا لن تقبل أن تسلم واشنطن هذه القواعد إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وكان بولتون قد اشترط للمحادثات، موافقة تركيا على ضمان سلامة وحدات حماية الشعب الكردية، حليفة واشنطن التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.
الأمر الذي أغضب أردوغان، وجعله يخرج مصرحاً: “لقد ارتكب جون بولتون خطأ فادحًا”.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء قرب الانتهاء من التحضيرات اللازمة لمعركة شرق الفرات ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مؤكداً في كلمة له أمام حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، إن تركيا ستبدأ قريبًا جدًا التحرك ضد “التنظيمات الإرهابية” في الأراضي السورية.
وتدعم الولايات المتحدة ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية بالعتاد والسلاح منذ تشكيل التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش في ظل رفض أنقرة وانتقاد الولايات المتحدة التي تعتبر تلك الوحدات حليفاً مهماً لها في سوريا.
وكان قرار الرئيس الأمريكي المفاجئ بالانسحاب من سوريا، قد أثار مخاوف مسؤولين في واشنطن والحلفاء في الخارج، ودفع وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس للاستقالة.
وضم الوفد المرافق لبولتون، خلال محادثاته مع قالين في أنقرة الثلاثاء، كلًا من رئيس الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد والمبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جيمس جيفري.