قوة عسكرية محلية ومجالس منتخبة.. أردوغان يكشف عن نقاط هامة في خطة تركية لمستقبل شمال سوريا
طرح الرئيس التركي رؤية للمرحلة القادمة في شمال سوريا أهم محدداتها تأسيس قوة عسكرية بمحاربين وتأسيس مجالس محلية منتخبة، تحت رقابة تركية. تأتي هذه الخطوة بعد إعلان الرئيس الأميركي اعتزام بلاده سحب قواتها من سوريا.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال له على صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الإثنين، إن “تركيا تتحمل مسؤولياتها في هذه الفترة الأكثر حرجاً من التاريخ” فيما يخصّ الوضع في شمال سوريا على خلفية الانسحاب الأميركي المرتقب.
وأكد أردوغان في المقال الذي كتبه تحت عنوان “خطة تركيا لتحقيق السلام في سوريا” أنه يمكن بزعامة أنقرة، تحقيق استراتيجية شاملة تسهم في إحلال السلام والاستقرار في سوريا على المدى الطويل.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة التخطيط “بكل عناية” لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، “لحماية مصالح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والشعب السوري، وتنفيذ هذا الانسحاب بالتعاون مع شركاء حقيقيين”، معتبرا أن تركيا صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، هي “الدولة الوحيدة التي لديها القوة والعزيمة للقيام بهذه المهمة”.
قوة استقرار سورية
واعتبر أردوغان أنه “لا شك في أن تنظيم “داعش” قد تعرض للهزيمة عسكريا”، لكنه أعرب عن انتقاده لكيفية تنفيذ التحالف الدولي ضد “داعش” عملياته في سوريا والعراق، ومخاوفه من “احتمال تدخل بعض القوى الخارجية في الشؤون الداخلية السورية تحت ذريعة محاربة فلول التنظيم”، مضيفا: “نحن نريد تنفيذ استراتيجية شاملة من شأنها القضاء على الأسباب الكامنة وراء الراديكالية”، إضافة إلى إعطاء الشعب السوري “ثقة بالمستقبل، وألا يشعر بانقطاع بينه وبين من يترأسوه”.
وأشار أردوغان، إلى أن “الخطوة الأولى التي ينبغي اتخاذها في هذا الاتجاه، هي تأسيس قوة استقرار تضم مقاتلين من كافة أطياف المجتمع السوري”.
أكراد سوريا
وذكر الرئيس التركي أنه “لا توجد لدينا أي مشكلة على الإطلاق مع أكراد سوريا”، باستثناء مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة تنظيما إرهابيا.
وحسب أردوغان، فإن “بعض الشباب السوريين ممن لا يملكون أي خيارات في ظروف الحرب”، انضموا إلى صفوف الوحدات الكردية المتهمة من قبل منظمات حقوقية بتجنيد الأطفال.
وأضاف: “سنجري على هذا الصعيد تحقيقات معمقة بعد الانسحاب الأمريكي، ونعيد الأطفال المحاربين لذويهم، وسنلحق بقوة الاستقرار المزمع إنشاؤها، كافة المحاربين ممن ليست لهم أي صلات بالتنظيمات الإرهابية”.
طبيعة الإدارة المدنية لمناطق شمالي سوريا
وحسب أردوغان، فإنه “ثمة أولوية أخرى لتركيا في سوريا، تتمثل في تحقيق التمثيل السياسي الكافي لكل الأطياف. فكافة الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم “ي ب ك” (الوحدات الكردية) أو “داعش” ستتم إدارتها من قبل المجالس المحلية المعلنة بانتخابات من قبل الشعب، وذلك تحت رقابة تركية”.
وأوضح الرئيس التركي أن “في المجالس التي ستؤسس بالمناطق ذات الأغلبية الكردية شمالي سوريا، ستكون الأغلبية لممثلي المجتمع الكردي، لكن أيضا ستعطى الأطياف الأخرى فرصة الاستفادة من حق التمثيل السياسي بشكل عادل”، مضيفا أن “المسؤولين الأتراك من ذوي الخبرة، سيقدمون الاستشارات اللازمة لهذه المجالس في العديد من المجالات مثل شؤون البلديات، والتعليم، والصحة، وخدمات الطوارئ”.
موقع تركيا في التسوية السورية
وأكد أردوغان أن بلاده ترغب في “اتخاذ كافة الخطوات المتعلقة بهذه العملية من خلال التعاون والتنسيق مع الدول الصديقة والحليفة”، وأشار إلى ميزات تركيا كدولة شاركت في مباحثات جنيف وأستانا، وكونها كذلك “قاسما مشتركا يمكنه العمل بشكل متزامن مع كل من روسيا والولايات المتحدة، وستقوم على أساس هذه الشراكات بتسوية المشكلة في سوريا”.
المصدر: الأناضول