النظام يفاجئ تركيا بقرار غير متوقع بشأن الأكراد في شرق الفرات برعاية روسية
أكد نائب وزير الخارجية في حكومة نظام الأسد فيصل المقداد أن حكومته “فعلت” اتصالاتها مع الميليشيات الكردية في ضوء إعلان تركيا عن هجوم وشيك شمال سوريا، منوها بأنه “لا مناص من الحوار مع الفصائل الكردية”.
وعبّر المقداد في تصريح صحفي أدلى به اليوم الأربعاء ونقلته وكالة “رويترز ” عن “تفاؤله بشأن المفاوضات مع الأكراد” الذين يسعون للتوصل مع نظام الأسد لاتفاق في إطار الجهود الرامية إلى التصدي للحملة العسكرية التركية بمساندة الجيش الحر شمال سوريا.
مع ذلك، أشار المقداد إلى أن “التجارب السابقة مع الأكراد لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل”.
وتابع في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحفيين “نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات”، مضيفا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك.
وسبق أن أكدت وكالة “رويترز” مؤخراً أن مسؤولين بالميليشيات الكردية يجرون اتصالات مستمرة مع موسكو ونظام الأسد بغية إقناع الأخير بإرسال قوات لحماية الحدود الشمالية من هجوم تركي متوقع.
وقال المسؤول الكردي البارز بدران جيا كرد الذي ذهب إلى موسكو مؤخراً لإجراء محادثات مع روسيا: “نناقش خيارات مختلفة لدرء الهجوم التركي على مناطق شمال وشرق سوريا… حيث لنا تواصل مع روسيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي لمساعدة الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
وأضاف للوكالة : “مناطق شمال وشرقي سوريا هي جزء من سوريا وحماية حدود هذه المناطق هي من مسؤولية الدولة السورية ويتم مناقشة هذا الخيار أيضا”.
وكشفت صحيفة “الشرق الأوسط ” اليوم الخميس، عن “خارطة طريق” من 4 نقاط ، قدمتها الميليشيات الكردية لروسيا خشية هجوم تركي محتمل على مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا.
وأكد بدران جيا كرد، المستشار في “الإدارة الذاتية” لصحيفة “الشرق الأوسط” أنّ وفداً كردياً زار في 24 ديسمبر/ كانون الأول نهاية العام الماضي، قاعدة “حميميم” الروسية في سوريا، ومن ثم توجه إلى موسكو.
وبحسب جيا الذي كان يترأس الوفد، “تم عقد لقاءات مع كبار مسؤولي الخارجية الروسية، حيث تم طرح خارطة طريق لاستئناف الحوار مع نظام الأسد مجدداً”.
خارطة من 4 نقاط
وتقوم خريطة الطريق المكتوبة من قبل الميليشيات الكردية وسلمت للروس واطلعت “الشرق الأوسط” على نسخة منها، على أربع نقاط، تتضمن:
-حماية قوات النظام للحدود الشمالية مع تركيا، وضمان التوزيع العادل للموارد والثروات الباطنية الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري) وإقرارها في الدستور.
وفي حال تم الاتفاق سيعمل الطرفان على دمج مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” في منظومة قوات الأسد، وإيجاد صيغة مناسبة لدمج هياكل “الحكم الذاتي” شمال شرقي سوريا وضمانها في الدستور”، إذ تتمسك الميليشيات الكردية بحسب “الخريطة” المقترحة على أنْ يكون نظام الحكم “لا مركزيا”.
وقال جيا كورد إنّ هذه المبادئ الأساسية طرحت على الجانب الروسي و”أكدنا لهم حرصنا على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وهذه البنود بمثابة نقاط رئيسية للتفاوض مع دمشق”، ونقل أنّ الموقف الروسي كان: “إيجابياً واستمعوا لما طرحناه، كما أبدوا استعدادهم للتوسط مع دمشق”.
“أوراق قوة”
وأكد المسؤول في الميليشيات الكردية أن “أبرز الأوراق القوية في أيدي الأكراد، سيطرتهم على سدود نهر الفرات وحقول النفط والموارد الزراعية والاقتصادية والمعابر الحدودية في الشمال السوري”، مضيفاً: “ستكون عناصر رئيسية في التفاوض مع دمشق، لتضمين الحقوق القومية والسياسية والثقافية لجميع المكونات بما فيها الكرد دستورياً”.
وعَقَدَ ممثلو “مجلس سوريا الديمقراطية” الذراع السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مع مسؤولين أمنيين من نظام الأسد محادثات رسمية منتصف العام الماضي بطلب من الأخير، وجاءت المحادثات بعد تهديدات الأسد لـ” سوريا الديمقراطية”: “إمَّا الجلوس إلى طاولة المفاوضات أو الحسم العسكري”، وذلك عبر مقابلة تلفزيونية بُثَّت بداية يونيو/ حزيران 2018.
وشكل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً، انسحابه من سوريا، صفعة للميليشيات الكردية في سوريا، والتي يسعى مسؤوليها على إجراء محادثات مع نظام الأسد عبّر حليفته موسكو، وأسوأ ما تخشاه هو تكرار الهجوم التركي في مارس/ آذار العام الفائت على مدينة عفرين، وانتزاع السيطرة عليها وانسحاب ميليشيا “وحدات حماية الشعب” (تصنفها أنقرة إرهابية) لشرقي الفرات.
والثلاثاء الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنهم سيبدأون قريباً جداً التحرك ضد “التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية”، وأوضح: “التحضيرات الجارية لإطلاق حملة على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء “.