هل تطاول على مقام سيادة الرئيس؟.. الكشف عن الضابط المسؤول عن اختفاء وسام الطير!
أشارت مصادر بأصابع الاتهام الواضحة إلى اللواء المخابراتي بهجت سليمان في قضية اختفاء واحد من أخطر شبيحة النظام في المجال الإعلامي، ومؤسس صفحة التواصل الأكبر الداعمة لبشار الأسد، ونعني به، وسام يونس إسماعيل، المعروف باسم “وسام الطير”.
وقالت المصادر لـ”زمان الوصل” أن بصمات “سليمان” واضحة في قضية إخفاء “الطير”، وهو الذي –الأخير- دخل في شجار مع حيدرة، ابن “سليمان” المدلل، ورفض نشر مقال له يصف فيه بشار بـ”العملاق”.
ولم يتردد “الطير” وقتها في القول بأن مقال “حيدرة” لا يناسب ما سماها السياسة التحريرية لموقعه وصفحته “دمشق الآن”، منوها بأن صفة “العملاق” غير مناسبة لـ”شخص السيد الرئيس”، وفي هذا الكلام تجاوز خطير للخط الأحمر، لابد أن “حيدرة” ووالده (الذي ما زالت أذرعه ممتدة كالأخطبوط في جهاز المخابرات)، قد استغلاه بشكل كبير.
ودللت المصادر على كلامها معتبرة بأن شخصا من وزن “الطير” وصلاته، لايمكن أن يختفي هكذا أو يعتقل ويوضع وراء الشمس، لو لم تكن الأوامر التي قضت باعتقاله قد أتت من أعلى جهة، ولو لم تكن تهمته التي لا تغتفر “التعدي على مقام سيادة الرئيس”.
وذكّرت المصادر بأن “الطير” ليس شخصا عاديا، فهو بالإضافة لمركزه “الإعلامي” وشبكة علاقاته الواسعة (تبدأ من أسماء الأسد وتمر بكثير من ضباط المخابرات)، شخص ينتمي إلى الطائفة وإلى منطقة جبلة، التي يعرف أبناء الطائفة بالذات مدى شراستهم وسطوتهم.
ونوهت المصادر بأن مناشدة والدة وشقيق “الطير” لمعرفة مصير “وسام”، وحديثهما عن اختفائه وعن جهلهم بمصيره وتعامل مخابرات النظام معهم بجلافة وإهمال أي شكوى لهم… حديث لم يكن ليصدقه الكثيرون لولا أن ظهرت والدة وشقيق الطير في مقطع مصور، يعرفان فيه عن نفسيهما أمام الكاميرا ويتحدثان بلا أي مؤثرات صوتية أو مرئية.
وتابعت المصادر: سقوط “الطير” في هوة الاعتقال، يكشف -على عكس الظاهر- عن صراع “علوي-علوي”، طالما كان يندلع على أرضيات عشائرية وعائلية ومناطقية وأسرية، وتلهب نيرانه معارك محتدمة على النفوذ العسكري والمالي و…، ومن يقف الأسد في صفهم كان يكسبون الجولة الأخيرة.
وختمت المصادر مذكرة بأن هذا الصراع داخل الطائفة لن يهدأ، وهو لم يهدأ منذ صراع “جديد-الأسد”، مروار بصراع حافظ مع أخيه رفعت، وبشار مع غازي كنعان.. وغيرها من الصراعات التي تكتسب طابعا مميتا، ويكون شعارها المعلن “يا قاتل يا مقتول”.
صمت مطبق
اختفى “وسام الطير” قبل قرابة شهر، وبطريقة غامضة، حتى إن ذويه لم يعرفوا عن خبر اعتقاله إلا من صفحات التواصل، ولم تفلح كل مساعيهم في اللقاء به ولا حتى معرفة مكانه أو تهمته.
ورغم أن النظام اعتقل عدد ممن كانوا يعملون مع “الطير” في “دمشق الآن” فقد أفرج عنهم كلهم، وأبقى “الطير” معتقلا، ولم تثمر كل توسلات ذويه أمام هؤلاء المفرج عنهم من أجل البوح ولو بكلمة عن مصير “الطير” أو تهمته أو الجهة التي تعتقله.
و”الطير” ليس مجرد شخص اختار التشبيح بسلاح الكاميرا ووسائل التواصل، بل كان يخدم فعليا في جيش الأسد، وهو أحد عناصر الدورة 102، التي قتل معظم منتسبيها أو جرحوا.
وخدم “الطير” أجندة نظامه باندفاع وشراسة، وروج له خلال السنوات الماضية جبالا من الأكاذيب حول الثورة والمعارضة والمؤامرة و”الإرهابيين” الذي يستحقون السلخ والذبح وليس الاعتقال فقط، كما مجّد “نزاهة” نظامه و”وطنية” أجهزة مخابراته، التي يقبع اليوم في زنازينها.
زمان الوصل