في تصريح مفاجئ.. الجولاني يعلن موقف الهيئة من عملية شرق الفرات بقيادة تركيا
أعلن زعيم هيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني”، عن موقفه المفاجئ للعملية العسكرية شرق الفرات ضدّ ميليشيات الحماية الكردية.
وفي حوار له نشرته وكالة “أمجاد للإنتاج المرئي” اليوم، الاثنين 14 من كانون الثاني، قال الجولاني، “نحن مع التوجه لتحرير منطقة شرق الفرات”.
وأضاف، في اللقاء الذي رصدته الوسيلة، أن “حزب العمال الكردستاني عدو للثورة، ويستولي على مناطق يقطن عدد كبير فيها من العرب السنة، ونرى ضرورة إزالة هذا الحزب”، موضحًا، “لا يمكن أن نعيق بهذا عمل”.
وقال الجولاني، “العدو الروسي والإيراني ليسوا بحاجة إلى الدخول لمنطقة من المناطق، فهذه درعا والغوطة وريف حمص لم تكن تسيطر عليها الهيئة بل الفصائل المعتدلة”.
وأضاف، “نحن جزء من الثورة السورية، ولا نريد التسلط على رقاب الناس إنما يهمنا المسار الصحيح تحت شريعة الله”.
وادَّعى “الجولاني” أنه ليس لدى الهيئة رغبة في حكم المنطقة التي سيطرت عليها مؤخَّراً بريف حلب الغربي وأخرجت “حركة نور الدين الزنكي” منها، فاتحاً الخيار للأخير بالانضمام لأيّ فصيل يريد.
وكان “تحرير الشام” قد هاجمت مواقع “الجبهة الوطنية للتحرير” في كل من أرياف حلب وحماة وإدلب وأجبرتها على القبول بجعل مناطقها خاضعة إدارياً لحكومة الإنقاذ، كما أن مئات المقاتلين توجَّهوا إلى “عفرين” بعد تسليم سلاحهم الثقيل للهيئة.
تجدر الإشارة إلى أن شرعي الهيئة “المصري” وصف القوات التركية المُشارِكة بعملية شرق الفرات الوشيكة بـ “العلمانية” محذِّراً الشباب من القتال معها ضدّ ميليشيات الحماية YPG.
ويتزامن مع الحديث عن مصير محافظة إدلب في الأيام المقبلة، ووصول تعزيزات من الجيش التركي إلى ولاية هاتاي المتاخمة لإدلب من الشمال.
واتبعت “تحرير الشام” منذ تشكيلها مسارًا واحدًا في تقديم خطاباتها، إذ لم تكن موجهة فقط إلى الداخل المتمثل بالسوريين والعناصر التابعين لها، بل تصدر إلى الخارج والمجتمع الدولي، رغم “العداء” الذي كنّته له، بوصفه “الغرب الكافر”.
وكانت قد وافقت على اتفاق “سوتشي”، في تشرين الأول الماضي، لكن بصورة مختلفة إذ تم تغيير جزء كبير من المصطلحات الخاصة بها وإحلال أخرى مكانها، في خطوة لإرضاء التيارات في الداخل وتوضيح السياسة الجديدة للخارج.
وكانت النقطة الأساسية التي أشارت إليها “تحرير الشام” في بيان ردت على اتفاق سوتشي هي الشكر غير المباشر لتركيا، التي تعتبر الطرف الأساس في الاتفاق الموقع في “سوتشي” مع روسيا.
ولم يحسم مصير مناطق شرق الفرات حتى اليوم، بعد إعلان أمريكا انسحاب قواتها من سوريا، وسط حشود مستمرة للجيش التركي إلى الحدود السورية، وتحركات من جانب النظام السوري وروسيا في محيط مدينة منبج.
وكانت الرئاسة التركية قد صنفت “تحرير الشام” كـ”منظمة إرهابية”، في آب العام الماضي.
وجاء التصنيف بمرسوم جمهوري نشر في الجريدة الرسمية، ويتطابق مع قرار الأمم المتحدة في شهر تموز 2018، بإضافة “الهيئة” إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتهم بسبب صلات بتنظيمي القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية”.