صحيفة تكشف مضمون الرسالة “السرية” بشأن عودة سوريا للجامعة العربية
كشفت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن مضمون رسالة أعدها وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال، جبران باسيل، من أجل إرسالها إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
ويطلب باسيل وفق الصحيفة دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب لاجتماع استثنائي على وجه السرعة من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، الأمر الذي رفضه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، حيث قام الحريري بمنعَ باسيل من توجيه الرسالة إلى أبو الغيط.
وجاء في رسالة باسيل بحسب ما رصدت الوسيلة :“حان الوقت لإصلاح الخطأ، لذلك نطلب من معاليكم الدعوة لاجتماع استثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة من أجل عودة سوريا الى الجامعة العربية ووَقف العمل بقرار تعليق العضوية، ودعوتها إلى القمة العربية التنموية التي تستضيفها بيروت يوم 20 يناير/كانون الثاني 2019، وذلك استنادا إلى الفقرة (ب) من المادة السابعة من النظام الداخلي للجامعة العربية”.
وأوضح الوزير في رسالته أن “هذه الدعوة وهذا الاجتماع ينطويان على عودة سوريا الى الحضن العربي، ووَقف خسارة أن تكون دولة عربية مهمة كسوريا خارج الجامعة العربية، وأن حل الأزمة السورية هو للشعب السوري أولا وأخيرا، ولا يجوز أن يكون هناك أطر سياسية ودببلوماسية، دولية وإقليمية للبحث في مسألة سوريا في غياب سوريا أو أي دولة عربية أو أي إطار عربي”.
“كما برر باسيل مطلبه بالتأكيد على أن القمة العربية التنموية المنوي انعقادها، تتزامن مع بدء ورشة الإعمار في سوريا، ولا يجب غياب سوريا عنها كونها الدولة المعنية” بحسب الرسالة.
ونشر جبران باسيل تغريدة على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” قال فيها:”سوريا هي الفجوة الأكبر اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدل أن نشعر بخفّة وجودها. سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا”.
وأكد باسيل على أن سوريا يجب أن تكون في “حضننا” بدلا من رميها في أحضان الإرهاب، “سوريا بجب أن تكون بيننا بدل من أن نرميها في أحضان الارهاب، دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجّل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وبإعادتها بإذن خارجي، وكي لا نضطر لاحقا إلى الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال”.
وكانت صحيفة” الأخبار” قالت إنها حصلت على نسخة برقية سرية بعثتها سفارة لبنان في واشنطن، تتضمّن رفض أمريكا لدعوة لبنان لسوريا إلى القمّة الاقتصادية ببيروت أو مشاركته بإعادة إعمارها.
وقالت الصحيفة إن الرسالة تضمنت تهديدا أمريكيا واضحا بفرض عقوبات على لبنان في حال مشاركته في إعادة إعمار سوريا.
وذكرت “الأخبار” أن الموقف الأمريكي، أُبلغ رسمياً إلى وزارة الخارجية والمغتربين، بأكثر من طريقةٍ، كتولّي السفارة الأمريكية في بيروت نقل رسالة إدارتها، مباشرة، إلى المسؤولين المعنيين في الخارجية اللبنانية. أما القناة الأخرى، فتمثلت بإبلاغ وزارة الخارجية الأمريكية موقفها إلى سفارة لبنان في واشنطن.
ولكن، في الحالة الثانية، لم يكن الأمر “تبليغا”، لأن لبنان هو الذي دق الباب طالباً “النصيحة” من واشنطن.
وأوضحت أن الرسالة الأمريكية، أتت ردا على طلب البعثة الدبلوماسية اللبنانية في الولايات المتحدة، معرفة وجهة نظر واشنطن إزاء دعوة سوريا إلى القمة التي ستعقد في بيروت يوم الأحد المقبل.
ونفى مسؤول في الخارجية اللبنانية للصحيفة، أن يكون عدم دعوة سوريا إلى القمة نتيجة لقرار أمريكي، وقال: “هذه مسألة عربية ولا دخل للولايات المتحدة بها”.
وأضاف: “إن الموقف الأمريكي من مشاركة سوريا معروف، وقد أبلغنا إياه مسؤولون في السفارة الأمريكية في بيروت خلال زيارة للوزارة، وعبر طرق أخرى”. إلا أن المسؤول يشدد على أن “رأي واشنطن غير ملزم لنا. العديد من الدول تبدي وجهة نظرها من مسائل عدة، لا يعني ذلك أن نكون ملزمين بتنفيذها”.
وأعلن سعد الحريري، أكثر من مرة رفضه زيارة سوريا ولقاء الرئيس السوري بشّار الأسد، تحت أي ظرف من الظروف، حتى ولو كلّفه ذلك منصبه.
ويقول: “من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري”.
وتوترت العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا بعد اتهام الحريري السلطات في دمشق بقتل والده، رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، الذي اغتيل بتفجير انتحاري في فبراير 2005.
وانقطعت العلاقات بين البلدين بشكل تام عقب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، حيث توقف الاتصال بين الحكومتين منذ ذلك الحين ما عدا وزراء “حزب الله” وحركة “أمل”.