منوعات

تفاصيل رحيل باسل الأسد

في يوم 21 كانون الثاني/يناير من عام 1994 أعُلن عن رحيل “باسل الأسد” ابن الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، وشقيق رئيس النظام الحالي بشار، في حـ.ـادثة لم تتضح جميع تفاصيلها، إنما قيل وقتها إن باسل لقي مصـ.ـرعه بحـ.ـادث سير وهو في طريقه إلى مطار العاصمة السورية دمشق.

وفيما شككت مصادر مختلفة بطريقة مقـ.ـتل باسل الأسد، ولا تزال، فقد كان مصـ.ـرعه أكبر هزة يواجهها حافظ الأسد الذي كان يعدّه لخلافته، حيث كان يشار إلى باسل بصفته “وارث” أبيه في الحكم.

بدءاً من يوم 21 من يناير عام 1994، وإثر إعلان مقـ.ـتل باسل، أقفلت مؤسسات الدولة، وتغيّب أغلب الموظفين عن عملهم لمدة وصلت إلى 15 يوماً، في بعض الدوائر، مما اضطر إعلام نظام حافظ الأسد، إلى الإعلان عن ضرورة عودة الموظفين إلى مزاولة أعمالهم، بعدما واصلوا تغيّبهم للمشاركة المطولة في الحداد على باسل، والذي قام أحد رجال الدين المحسوبين على حافظ الأسد، بإصدار فتوى تعدّ باسل من “الشهداء”، علماً أنه كان يقود سيارته المدنية، متوجهاً إلى المطار، بحسب الرواية الرسمية.

أُعطي باسل الاسد لقب شهـ.يد وسميت ساحات وشوراع في سوريا ولبنان باسمه وماتزال هناك مسابقات رسمية ورياضية تقام باسمه ايضاً كما تم تغير اسم مهرجان المحبة والسلام الشهير في اللاذقية لمهرجان الباسل، واشتهر بألقاب كثيرة منها (الفارس الذهبي والرائد الركن والمظلي).

شكّل الأمر صـ.اعقة نزلت على حافظ الأسد الذي أعلنت وفـ.ـاته بعد ست سنوات من مصـ.ـرع ابنه الأكبر.

فبدأ يكثر من استقبال رجال الدين من مختلف الطـ.وائف، لسماع كلمات التعزية بابنه الذي كان يعده لخلافته، بل كان قد شرع بالفعل بتلك الخلافة، من خلال تسميته لوزراء في الحكومة أو رؤسائها، فضلاً عن قيامه شخصياً بإصدار التعيينات المتعلقة بأكبر مناصب الدولة، ومنها مناصب المؤسسة العسكرية التي عيّن فيها كثيراً من الضباط المحسوبين عليه.

بشار الأسد في بريطانيا

في ذلك الحين، كان بشار الأسد، رئيس النظام الحالي، مقيماً في بريطانيا، على خلفية أن شقيقه الأكبر هو الذي سيخلف أباه، ففوجئ باتصال هاتفي طولب فيه بالعودة، على وجه السرعة، إلى سوريا، ودون أن يتم إخباره بنبأ مصـ.رع شقيقه.

ومنذ اللحظة التي عاد فيها إلى سوريا، قام أنصار نظام أبيه بحمله على أكتافهم، معلنين أنه وارث الوارث، أي بديل شقيقه الذي كان سيرث والده في حكم البلاد.

وفي العام الذي أعلنت فيه وفـ.اة حافظ الأسد، وهو عام 2000، عُين بشار الأسد حاكماً للبلاد، عوضاً من شقيقه القتـ.يل، وخلفاً لأبيه المتـ.وفى، في آن واحد معاً.

رواية اغـ.ـتيال باسل لا مصـ.ـرعه بحـ.ـادث سير

لا يزال الغموض يحيط بالظروف التي قـ.ـتل فيها باسل الأسد، إذ كثرت فيها الأقوال، وتنوعت فيها الاتهـ.امات والروايات. ومن هذه الروايات، أنه لقي مصـ.ـرعه اغتـ.ـيالاً بسبب صـ.راعات على السلطة، لا بحـ.ـادث سير.

ويعتمد أصحاب رواية مقـ.ـتل باسل اغتـ.يالاً، على جملة من الخلفيات التي كان منها وقـ.وع صـ.راع على السلطة بين حافظ الأسد وأحد أشقائه، قبل سنوات من مقـ.ـتل ابنه، ووصول هذا الصـ.راع إلى مـ.واجهة عسـ.كرية مباشرة، كادت تنـ.دلع لولا تدخل الأُمّ ونزولها إلى الشارع، حسب ما قالت المصادر الموثوقة.

وجاء في هذا السياق، في مقال للدكتور أحمد أبو مطر، نشر في موقع “إيلاف” الإلكتروني بتاريخ 16 نوفمبر عام 2011، أن “الصـ.راع على الاستئثار بالسلطة، لم يكن نتيجته محاولات انقلاب رفعت على أخيه (حافظ)، ولا قـ.ـتل العديد من ضباط الجيش والوزراء ورئيس وزراء مثل الزعبي، بل طالت باسل الابن البكر لحافظ الذي تمت تصفـ.يته في الحادي والعشرين من يناير عام 1994”.

حسب ما جاء في التقرير المشار إليه والذي نشر بعنوان: “أطروحات رفعت الأسد عائلية طـ.ائفية مرفوضة”.

عائلة حافظ الأسد

يذكر أن باسل الأسد ولد في 23\ 3 \ 1962 بمدينة دمشق، وفيها أنهى دراسته الثانوية عام 1978، في معهد الحرية الذي يحمل اليوم اسمه “معهد الشهيد باسل الأسد”، وانتسب الى حزب البعث في عمر الثالثة عشره ، وبعد حصوله على الثانوية العامة ـ الفرع العلمي، انتسب إلى كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق عام 1979-1980 وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1983-1984، ثم انتسب إلى القوات المسلحة متطوعاً في 24/9/1984، وتخرّج في كلية المدرعات مهندساً قيادياً برتبة ملازم أول.

وثائق ويكليكس تناولت بعضا من تفاصيل باسل الاسد و تحدثت عن علاقة أقامها مع سهام عسيلي، وتزوجت بعد وفاته من الرحال جبران تويني.

زر الذهاب إلى الأعلى