انتهاء قمة بوتين وأردوغان في موسكو.. وهذا ما تم الإتفاق عليه بشأن سوريا
انتهت مساء الأربعاء، القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في موسكو، والتي كان أبرز النقاش فيها حول سوريا.
قال “أردوغان”، في مستهل القمة بالكرملين: إن “القمم الثلاثة التي عقدت حول سوريا بمشاركة كل من روسيا وإيران، جذبت اهتمام العالم، وسيكون لها مستقبل مثمر”.
وأضاف الرئيس التركي: أن “القمم الثلاثة مثمرة بالإضافة إلى اللقاء الذي نعقده الآن”، فيما أشاد أيضًا بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين قائلًا: “التطور في علاقاتنا الاقتصادية يزداد باستمرار”.
وبالمقابل أثنى “بوتين” على العلاقات التركية – الروسية، وقال مخاطبًا “أردوغان”: “صديقي العزيز، العلاقات بين بلدينا بلغت هذه النقطة بفضل جهودكم”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، “لا مشاكل مع روسيا حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا”.
وحول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، شدد أردوغان، على أنه “من المهم أن لا يحدث فراغ أثناء الانسحاب الأمريكي من سوريا”.
وكشف أن موسكو ستستضيف قمة تركية روسية إيرانية حول سوريا، في فبراير/شباط المقبل.
ولفت أردوغان، إلى أنه بحث مع بوتين، “التطورات الميدانية في سوريا، سيما بمحافظة إدلب (شمال غرب)”.
وأشار إلى وجود تعاون وثيق بين تركيا وروسيا في هذا الإطار.
واستطرد “سنعزز تنسيقنا مع أصدقائنا الروس”.
وأضاف أردوغان، “مباحثاتنا مع الجانب الروسي شملت مسألة عودة اللاجئين السوريين”.
وتابع “ينبغي أن نحارب بشكل مشترك التنظيمات الإرهابية التي تهدف لتقويض التعاون التركي الروسي”.
وقال الرئيس التركي، “سيتواصل كفاحنا المشترك ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب”.
وعلى صعيد آخر، لقت الرئيس التركي، إلى أنه بحث مع نظيره الروسي، مسألة إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين.
وقال بوتين : “جرى الحديث عن تأثير نوايا الولايات المتحدة سحب قواتها من مناطق شمال شرقي سوريا على التطورات اللاحقة في سوريا”.
وأضاف أن الانسحاب الأمريكي سيكون خطوة إيجابية، وستساهم في استقرار الأوضاع في المنطقة التي تسيطر عليها، في حال حدث ذلك بالفعل.
وتابع: “وفي هذا السياق نؤيد إقامة الحوار بين دمشق الرسمية وممثلي الأكراد”.
وأكد بوتين أن “هذا الحوار سيساهم في توحيد المجتمع السوري والمصالحة الوطنية، وسيكون مفيدا ليس بالنسبة لسوريا فحسب، بل ولجميع دول الجوار”.
وفي معرض حديثه عن الوضع في محافظة إدلب السورية، أكد الرئيس الروسي أن “الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار يجب ألا يكون على حساب محاربة الإرهابيين، التي يجب مواصلتها”.
وقال: “نرى أن الشركاء الأتراك يبذلون جهودا كثيرة للقضاء على الخطر الإرهابي هناك. ومن الضروري أن نعمل بشكل مشترك لإزالة التوتر في تلك المنطقة”.
بوتين: قمة ثلاثية لروسيا وتركيا وإيران حول سوريا في روسيا قريبا
وأشار بوتين إلى أنه بحث مع نظيره التركي أنهما أعارا اهتماما بموضوع تشكيل اللجنة الدستورية السورية، مؤكدا أن الدبلوماسيين الروس والأتراك، وبالتنسيق مع الدبلوماسيين الإيرانيين، قاموا بعمل جدي للاتفاق على تشكيلة اللجنة ونفذوا كافة الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الجانبين الفرنسي والألماني خلال القمة في اسطنبول في أكتوبر الماضي.
وأعرب بوتين عن أسفه لعدم تشكيل اللجنة حتى الآن، لكنه أشار إلى أنه “بفضل جهودنا تم إرساء أساس راسخ ومتزن لإطلاق عملية ثابتة للتسوية السياسية”.
وذكر أن العمل جار على تنظيم قمة ثلاثية جديدة لروسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانا، موضحا أن قمة جديدة من هذا القبيل ستعقد في روسيا قريبا، وأنه اتفق مع أردوغان على مواعيد تقريبية لعقد القمة، ولكن ينبغي التنسيق مع الشركاء الإيرانيين.
وأكد بوتين كذلك على أهمية مواصلة التعاون بين روسيا وتركيا في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا، حيث سيواصل العسكريون والدبلوماسيون في البلدين تنسيق الجهود للمساعدة على عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم.
ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى موسكو في وقت سابق من اليوم، في زيارة تستغرق يومًا واحدًا؛ حيث يشمل جدول الزيارة مناقشة العلاقات الثنائية، وتطورات الوضع في سوريا، وملفات إقليمية ودولية.