أمير سعودي: بوتين قال لي إن الأسد سيأتي وهو يحبو ليطلب المساعدة مني
كشف الأمير بندر بن سلطان، رئيس رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وسفير الرياض سابقاً لدى الولايات المتحدة، عن فحوى حديث له مع الرئيس الروسي، حول الأسد، ونقل الأمير ما قاله فلاديمير بوتين عن أن الأسد سيأتيه وهو يحبو ليطلب المساعدة.
وجاء ذلك في مقابلة مطولة نشرتها، صحيفة “الإندبندنت” البريطانية بالنسخة العربية، اليوم الجمعة، ووصف بندر الأسد خلالها بأنه “ولد”، كما تطرق للحديث عن “كذب” الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حيال ما كان ينوي فعله في سوريا.
وقال بن سلطان إن الأسد عبارة عن “ولد”، وأن “والده كان رجلاً محاطاً برجال، وكان قادرا على الحسم واتخاذ القرار بخلاف ابنه بشار، حيث لديه عقدة لم يتخلص منها اسمها باسل حافظ الأسد”.
وروى رئيس الاستخبارات السعودية السابق تفاصيل لقائه مع بوتين عقب اندلاع الثورة السورية في العام 2011، وحينما بدأ الأسد قصف المدنيين، موضحا أن بوتين قال له “إن السعوديين هم من كبّروا رأس الأسد، حين رتبوا له لقاءات مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ومع مسؤولين في البيت الأبيض لدى تولي الأسد الرئاسة”.
وذكر بن سلطان، أن بوتين أخبره خلال اللقاء أنه دعا بشار أكثر من مرة لزيارة موسكو لكنه لم يأتِ، ثم أضاف بوتين: “والآن سيأتيني حبواً يطلب مساعدتي”.
وسُأل بندر عن سبب مهاجمة نظام الأسد له بشكل مكثف له بعد اندلاع الثورة في سوريا، لا سيما فيما يتعلق باتهامات النظام له بأنه دعم ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأجاب الأمير بندر: “لأنني أعرف بشار قبل أن يصبح شيئاً، ثم بعد ما ظن أنه أصبح شيئاً”، نافياً ما يردده البعض عن أدوار له في نشأة “تنظيم الدولة”.
كذلك كشف بندر في اللقاء، كيف كيف توسط لبشار الأسد لدى الحكومة البريطانية بعد تخرّجه، ليحصل على دورة تخصصية في طب العيون في لندن.
“أوباما كاذب”
وتحدث الأمير بندر عن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مشيراً إلى أن أوباما هو من جرّأَ روسيا وإيران على التدخل في سوريا بسبب سياساته المتراخية، كاشفاً تفاصيل المكالمة الأخيرة بين الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وأوباما.
وقال الملك عبد الله في تلك المكالمة لأوباما: “لم أتوقع أن أعيش هذا العمر لأرى رئيساً للولايات المتحدة يكذب علي”، في إشارة إلى الخطوط الحمراء الشهيرة التي وعد بها أوباما علناً بأنه سيوقف تجاوزات النظام السوري تجاه المدنيين حين كانت قوات النظام تلقي البراميل المتفجرة عليهم وتستخدم الكيماوي ضدهم.
وكشف الأمير بندر عن سبب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية في آخر أيام حكم الرئيس أوباما، موضحاً أنه كان “يعد بشيء ويفعل العكس”، وكان يتحدث عن تحجيم دور إيران في المنطقة وفي الوقت نفسه كان يتفاوض معها سراً ما جعل السعوديين يفقدون الثقة بحكومة أوباما.
يذكر أن أوباما تراجع عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد في العام 2013، عقب استخدام النظام أسلحة كيميائية في ريف دمشق، كما أن إدارة أوباما توصلت إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، والذي أعلن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب انسحاب واشنطن منه في مايو/ أيار 2018.