بلا تصنيف

أخطاء طبية تنهش أجساد السوريين مع غياب المساءلة

يزداد تداول عبارة خطأ طبي في المشافي العامة والخاصة في سوريا ويزداد ضحـ.ـايا تلك الأخطاء التي ربما تكون ساذجة دون وجود لرقيب أو حسيب ليدفع كثير من الأبرياء حياتهم ثمناً لها.

ولا يتوقع أحد أن يدخل المشفى العام أو الخاص لتسـ.ـكين آلامه أو إجراء فحوصات طبية أن يخرج منه محملاً على الأكتاف وبيد ذويه ورقة تسمى “تقرير طبي” كتب بداخلها كلمات لم تتجاوز السطر عن سبب الوفـ.ـاة .

وما وقع ضحـ.ـيته أبو رامي “65 عاماً” من أهالي السويداء والطفلة “ليا كور” ابنة الـ 3 سنوات يؤيد ما ذهبنا إليه في مقدمة تقريرنا عن واقع المشافي السورية وإهمال بعض الأخطاء الطبية التي تسببت بخسارة عدد من المرضى لعضو من أعضاء الجسم أو أفقدت البعض حياتهم.

وذكر أبو رامي بحسب ما رصدت الوسيلة أنه كان ضحـ.ـية إهمال طبي أدى إلى خسارته عينه اليمنى بعد أن أجرى عملية جراحية لإزالة المياه الزرقاء من عينه اليمنى في مشفى السويداء الوطني.

وأضاف أبو رامي أن الجـ.ـراحة لم تكن متقنة وتعرضت عينه لجـ.ـرح خاطئ أدى إلى التهابها وخسارته لبصره فيها.

وأوضح أبو رامي أن لديه 12 ولداً ولا يملك منزلاً وإنما يسكن في بيت بالإيجار وأنه أمضى أسابيع طويلة جيئة وذهاباً بين مشفى السويداء ومشافي دمشق “ابن النفيس والمواساة” في محاولات يائسة لاستعادة بصره في عينه المتأذية ولكن دون جدوى.

وأكد أبو رامي أن بإمكانه إجراء عمل جـ.ـراحي لعينه بتكلفة ٢ مليون ليرة سورية ربما تعيد له بصره وفق ما أخبره طبيب مختص.

وقال أبو رامي يائساً: “لن يعود بصري.. كيف وأنا لا أملك ما أطعم به أبنائي”.

أبو رامي، ذو الـ65 عاماً – موقع “أثر برس”

أما الطفلة “ليا كور” ابنة الـ 3 أعوام فقد خسرت حيـ.ـاتها نتيجة مضاعفات حرق سطحي نتج عن وقوع إبريق الماء الساخن على جسدها.

وحملت أم الطفلة الأطباء في مشفى المواساة مسؤولية وفـ.ـاة ابنتها مبينة أنهم اكتفوا “بالإسعافات الأولية من تضميد وتعقيم للحرق وأعطوها بعض الأدوية والمراهم المضادة للانتان “فوسيدات”.

وأضافت الأم أن “الطبيب المسعف قال إن الحرق سطحي ونسبته 7% من مساحة الجسم ولاحاجة لبقائها في المستشفى ويمكنها الذهاب للمنزل وقال يجب مراقبتها ومراجعة المستشفى في حال حدوث أعراض استفراغ أو ارتفاع درجة الحرارة”.

وتابعت الأم: تضاعفت حالة ابنتي وظلت تراجع المشفى ويبدلون لها الضمادات دون أي تحسن مع تضاعف في وضعها من استفراغ وارتفاع حرارة وغير ذلك.

وأكد حسام والد الطفلة ليا أن الأطباء تهربوا من حالة طفلته بعد معرفتهم بحدوث اختلاجات واختلاط أدوية ما أدى لإصابتها بإنتان في الدم نتيجة المضاعفات الناتجة عن الحرق والتي تصيب الأطفال لضعف الجهاز المناعي لديهم.

وأضاف والد ليا “بعد أن استنفذنا الفرص في المواساة وبسبب إغلاق العناية المركزة للتعقيم طرح علينا البعض ضرورة إسعافها إلى مستشفى آخر فيه عناية مشددة شاغرة فأسعفناها إلى مستشفى المدينة الخاص”.

واستطرد حسام قائلاً: ” في مشفى المدينة وبعد إجراء التحاليل والفحص السريري تبين أن طفلتي أصيبت بصدمة إنتانية شديدة نتج عنها فقدان الوعي وضغط غير مقيس ونبض غير محسوس مع برودة في الأطراف وتوسع في الأوعية الدموية وحدوث خثرات دموية (تجلطات).

وأوضح حسام “في مشفى المجتهد قاموا بوضع خطة علاجية فورية في محاولة لإنقاذها رغم استحالة الوضع وأجروا لابنتي عملية التعقيم الدموي من بلازما وصفيحات دموية شاكراً لهم جهودهم ولكن توفيت ابنتي”.

يشار إلى أنه لا يوجد قانون يحاسب المشفى أو الطبيب المسؤول في حال الأخطاء الطبية إذ تتعدد المرجعيات القانونية والإدارية والقضائية في حالة الشكوى من إهمال أو خطأ ما.

وكان نحو 700 متضرر من أخطاء طبية قد خسروا دعاوى قضائية طبية أمام المحاكم السورية خلال الفترة بين 2014 و2017 نتيجة تعدد المرجعيات النقابية والقضائية وتدخلات أمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى