تصريح حاسم للرئيس الأمريكي حول سوريا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه حان وقت العودة إلى الوطن والانسحاب من سوريا وأفغانستان.
وغرد ترامب على صفحته الرسمية في “تويتر”، اليوم الجمعة: “تسلمت فوضى عارمة في سوريا وأفغانستان، عبارة عن حروب لا نهاية لها مع إنفاق غير محدود وقـ.ـتلى.
خلال حملتي الانتخابية، قلت وبقوة إنه يجب أن تنتهي هذه الحروب في نهاية المطاف”.
وأضاف: “ننفق 50 مليار دولار سنويا في أفغانستان، وقمنا بضربهم بقوة لدرجة أننا نتفاوض معهم اليوم للعودة إلى ما قبل 18 عاما”.
وتابع: “سوريا كانت مليئة بعناصر “داعش” حتى وصلت أنا إلى الرئاسة، وسرعان ما دمرنا 100٪ من خلافة التنظيم، لكننا سنراقبه عن كثب”.
وشدد الرئيس الأمريكي على أنه “قد حان الوقت الآن للعودة إلى الوطن، وبعد سنوات عديدة علينا أن ننفق أموالنا بحكمة. يجب أن يكون بعض الأشخاص أذكياء!”.
ويأتي ذلك بعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بالأغلبية ضد قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنه ترامب بشكل مفاجئ، في 19 من كانون الأول الماضي.
وخلال جلسة عقدها المجلس، أمس، للتصويت على تشريع يقوض قرار الانسحاب الأمريكي، حاز التشريع على تأييد 68 عضوًا في المجلس مقابل 23 صوتًا معارضًا له، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، تقدم الثلاثاء الماضي بتشريع وجه فيه انتقادًا لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
ويحذر التشريع الجديد، الذي نشرته شبكة “CNN” الأمريكية، من مخاطر “الانسحاب المتهور” للقوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، معتبرًا أن مهام تلك القوات في محاربة “الإرهاب” لم تنته بعد.
ورغم أن التشريع غير ملزم للرئيس الأمريكي، إلا أنه يشكل ضغطًا كبيرًا على ترامب فيما يتعلق بسياسته الخارجية، خاصة أن مجلس الشيوخ يهيمن عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب.
وشهد قرار الرئيس الأمريكي تخبطًا خلال الأشهر الماضية، وسط ردود فعل دولية خاصة من قبل شركاء الولايات المتحدة في “التحالف الدولي” ضد تنظيم “الدولة”.
وأبدت بعض الدول الأوروبية، ومن بينها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مخاوفها من أن يسهم الانسحاب الأمريكي بإعادة هيكلة تنظيم “الدولة” وتشكيل نفسه من جديد.
واتفق الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والأمريكي، دونالد ترامب، على فكرة إنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهاب في شمالي سوريا.
وقالت وكالة “الأناضول” بحسب ما رصدت الوسيلة إن الرئيسين اتفقا خلال اتصال هاتفي بينهما، على فكرة إنشاء منطقة “خالية من الإرهاب” شمالي سوريا.
ورحب أردوغان بقرار الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من شمال شرق سوريا.
وكان ترامب، قد توعد بتدمير تركيا اقتصاديًا في حال شنت أنقرة عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في سوريا.
وجاء الرد التركي سريعاً وعلى لسان وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، الذي أكد أن بلاده لا تعارض فكرة إنشاء واشنطن منطقة آمنة.
وقال جاويش أوغلو، “اقتراح واشنطن إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا جاء بعد رؤيتها عزم واصرار تركيا، ونحن لا نعارض مبدئيًا هذا الاقتراح”.
وأضاف أن “إقامة مثل هذه المنطقة كانت مقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، بحسب تعبيره.
ويرى مراقبون ان تصريحات الرئيس الأمريكي حول الانسحاب من سوريا متناقضة خاصة بعد التهديدات بتدمير اقتصاد تركيا في حال شن عملية عسكرية شرق الفرات.
وتوترت علاقات أنقرة مع واشنطن قبل أيام عقب تصريحات بولتون وطلبه حماية الأكراد في سوريا وضمان عدم التعرض لهم خلال العملية العسكرية المرتقبة ما أزعج أردوغان الذي رفض استقبال بولتون في تركيا متوعداً بقر العملية العسكرية وجاهزية قواته.