عسكري في جيش النظام يشجع شرطي مرور باللاذقية على الرشوى (فيديو)
ندد العسكري في جيش النظام السوري علي عاقل بالأوضاع المعيشية السيئة لعناصر شرطة المرور وضعف الرواتب التي يتقاضونها داعياً إياهم لابتزاز المواطنين ومخالفتهم وأخذ الرشاوى منهم علناً.
وعبر عاقل بحسب ما رصدت الوسيلة خلال ظهوره مع شرطي مرور عند دوار المحكمة باللاذقية عن امتعاضه من راتب الشرطي الذي لا يكفيه لشراء حذاء لزوجته منتقداً المطالبين بمحاسبة الشرطي المرتشي وردعه عن قبول الرشاوى.
وقال عاقل في تسجيل مصور من اللاذقية مستهزئاً من الوضع المادي الصعب للشرطي: “نحنا باللاذقية وقفنا عند الشرطي وعم ننتناقش قلتلو رفعوا رواتب الجيش ولا رفعوا رواتب الشرطة قلنا معليش”.
وابتعد شرطي المرور الذي بدا مبتسماً من أمام الكاميرا لدى حديث عاقل عن عدم زيادة رواتب الشرطة والراتب الضئيل المخصص لهم ليخاطبه عاقل: “خلينا نطلع سوا.. ولك يا خيي آما نغلط.. آما نغلط”.
وتابع العسكري المعبر عن غضب الموالين لنظام الأسد: “في عندك أتوستراد المزة لحالو هاي الضواية إذا بتوقف جنبا بضوي بالخمس دقايق 7000 مرة حسب السرعة هاي بطلع قد ميزانية سورية”.
وطالب عاقل المسؤولين بزيادة راتب هذا الشرطي وغيره الكثيرين مما لا يكفيه الراتب لافتاً إلى أنه مجبر على أخذ الرشوى من الناس ولو زاد راتبه لما احتاج لأخذ المال من الناس.
وأضاف عاقل بعد أن أخبره الشرطي أن راتبه قرابة40 ألف ليرة: “لشو ما تزودولو راتبو يا سيدي ما تكون زلمي إذا مبترتشي ع مسؤوليتي الخاصة تطعمي ولادك”.
واعتبر عاقل أن زيادة راتب هذا الشرطي وأمثاله ستمنعه من أخذ الرشاوى وسرقة الناس على الإشارات لافتاً إلى أن راتب الشرطي لا يتساوى مع باقي الرواتب ولا يناسب الوضع المعيشي المتدهور.
ودعا العسكري في جيش النظام المسؤولين إلى زيادة رواتب الجيش والشرطة: “عاطينو 40 ألف وبدي حاسبو ع 25 ليرة شو بتسويلو حق كندرة لمراتو ما بتكفي زودولن راتبن لنصير دولة متل الخلق”.
وبلهجة الأمر قال عاقل: “زودولوا وحدها المخالفات بتعيشنا آبقا تسرقوا” مناشداً وزير الداخلية النظر بوضع الشرطة الذي يخدم أكثر من 20 سنة حتى يصبح راتبه 40 ألف ليرة لا تكفي ثمن سندويش فلافل خلال الشهر.
ورأى عاقل أن إعطاء الشرطي راتباً مناسباً للوضع المعيشي يدفعه لشنق نفسه إن أخطا أو ارتشى: “منزودلو راتبو لهدا الزلمي بصير نزيه إجباري عنو..ساعة بترتشي آبتشنق حالك إذا راتبك متل الخلق..لحالو بيشنق حالو”.
وحث العسكري في جيش النظام شرطي المرور على توقيف السيارات ومخالفة أصحابها وأخذ الرشوى بحجة أن رواتب النظام لا تسد حاجة: “وقفو لهالشعب انحرو قلو مخالف معك غماز أنت مخالف عالفقر ها”.
من المعروف لجميع السوريين أن شرطة المرور كانت بمثابة باب رزق للعناصر الذين يختارون أماكن وقوفهم على إشارات المرور وفي أماكن الازدحام بقصد جمع المال وابتزاز المواطنين بحجة تنظيم السير وحماية المواطنين.
واستشرت ظاهرة الرشاوى داخل صفوف الشرطة في سوريا عامة لغياب الرادع الأخلاقي وتغاضي نظام الأسد عن تلك الظاهرة التي صارت تنهش جيوب السوريين على مرأى النظام وقياداته.
وأصبحت مسألة الرشاوى وابتزاز المواطنين على الحواجز وعند نقاط المرور أمراً عادياً بعد اندلاع الثورة عام 2011 حيث زادت الظاهرة وصارت حقاً مشروعاً لعناصر الأمن والشرطة وعلى العلن دون رقيب أو حسيب.
وتعاني جميع فئات السوريين ومن ضمنهم الشرطة التابعة للنظام من أوضاع معيشية قاسية في ظل غلاء الأسعار وتضخم الاقتصاد وسط مطالبات بزيادة رواتب العاملين في مؤسسات النظام.
والاسم الحقيقي لعاقل هو علي شاهين، ينشر منذ سنوات مقاطع فيديو له كـ”جندي سوري” يوثق يومياته و”انتصارات” النظام، فيما يتابعه عشرات الآلاف عبر صفحته الرسمية والشخصية، وخدم في جيش النظام حتى شهر نيسان/أبريل الماضي.
علماً أنه ابن المطرب الشعبي علاوي شاهين صاحب أغنية “مجاريح” وينحدر من قرية عين الكروم بريف حماة، وخدم في جيش النظام ثم سرح، ثم استُدعي العام 2012 للخدمة الاحتياطية،
وشارك في معارك و”اقتحامات” كثيرة ضمن قوى الدفاع الجوي، وقدم خدمات للنظام عبر زرع جواسيس داخل الفصائل كانوا يسربون له المعلومات، بحسب قوله، مدعياً أنه ساهم في عودة نحو 500 شخص من تركيا إلى “حضن الوطن”، بالتنسيق مع المخابرات العسكرية والجوية