“انقرضوا الرجال”..سائقات سوريات على باصات النقل الداخلي بدمشق
كشف مدير شركة النقل الداخلي التابعة للنظام بدمشق سامر حداد عن توجه لقبول العنصر النسائي كسائقات على شبكة الخطوط، لافتاً إلى أن الموضوع عرض على وزارة الإدارة المحلية والتي بدورها وافقت عليه.
وقال حداد في حديث لصحيفة الوطن المقربة من النظام بحسب ما رصدت الوسيلة إن الشركة تواجه عدداً من الصعوبات لجهة تأمين اليد العاملة، موضحاً أنه وبسبب الحرب قسم من الموظفين والسائقين والفنيين هاجر.
وأشار حداد إلى أن العدد الكامل من السائقين يبلغ 400 سائق، على حين أن الباص يحتاج سائقين للفترة الصباحية والمسائية، منوهاً بأن العدد الحالي يمكنه تغطية وصول الدفعة الثانية من الباصات.
وأعلن مسؤول النظام عن قرب وصول الدفعة الثانية من الباصات المتفق على استيرادها من الصين بواقع 50 باصاً، مشيراً إلى أن توزيعها سيكون حسب الحاجة إلا أن الحصة الأكبر ستكون لدمشق وحلب.
واعتبر حداد أن صعوبات الشحن والعقوبات الاقتصادية قد تسببت بتأخير وصول الدفعة الثانية، موضحاً أنه وضمن خطة الحكومة لدعم مرفق النقل الداخلي في مدينة دمشق والمحافظات كان هناك توجيه بتأمين 1000 باص نقل داخلي من الدول الصديقة لسد احتياج شركات النقل الأربع في كل من دمشق وحمص وحلب واللاذقية؛ نتيجة خروج معظم آلياتها ورحباتها عن الخدمة بسبب الحرب، مشيراً إلى التعاقد مع الصين مبدئياً بين وزارة الإدارة المحلية وأحد الموردين لتوريد 200 باص من الصين بمواصفات وطاقة محرك عالية وعلبة سرعة أتوماتيك لتجنب الأعطال المتكررة، مبيناً أن الدفعة الأولى وزعت على معظم المحافظات بواقع 3 أو 4 باصات لكل محافظة، إلا أن حصة دمشق كانت الأكبر بواقع 17 باصاً، مضيفاً: سيكون هناك انفراج على شبكة الخطوط في الأشهر الأولى من هذا العام.
وبين حداد أن الشركة يعهد إليها خدمة دمشق وريف دمشق؛ كونها على تماس جغرافي كبير مع محافظة المدينة، مشيراً إلى أن 99% من خطوط مدينة دمشق مخدمة لكن هناك بعض النقص، وبالتالي هناك حاجة لدعمها بعدد أكبر من الباصات، موضحاً أنه في مناطق المخالفات هناك صعوبة بوصول باص النقل الداخلي، كذلك بعض المناطق بسبب جغرافيتها وضيق الطرقات فيها ووجود المرتفعات لا يمكن لباص النقل الداخلي أن يؤمنها، بالمقابل هو قادر على تأمين حاجة مركز المدينة والأطراف والشوارع العريضة، منوهاً بأن الحل تغطية النقص الحاصل في هذه الخطوط عن طريق طلبات النقل والفرز للسرافيس أو التكسي.
ولفت حداد إلى الحصول على استثناء من رئاسة الحكومة باشتراطات التعيين فيما يتعلق بتعيين السائقين منذ اللحظات الأولى للموافقة على استيراد باصات جديدة، ما سهل تقديم طلبات التوظيف إذ بلغ العدد المقبول 30 سائقاً، مبيناً أن الإقبال على التعيين في الشركة قليل، موضحاً أن الفنيين لهم اختصاصات معينة والبعض منهم يفضل العمل لدى القطاع الخاص لجهة انخفاض الأجور في القطاع العام، مشيراً إلى وجود سعي مع الجهة صاحبة العلاقة لإعادة النظر بالتعويضات والبدلات المالية ليكون هناك محفز أكبر للعمل في الشركة.
ونوه مدير شركة النقل الداخلي إلى أن احتياج دمشق وريفها الفعلي من الباصات يبلغ 500 باص على الخطوط، إلا أن المؤمن هو 300 فقط موزعة بين 100 لشركة النقل الداخلي و200 من 7 شركات نقل خاصة.
وذكر مدير الشركة أن باصات الشركة يرتادها يومياً من 50 حتى 70 ألف مواطن، لافتاً إلى أن وسطي الإيراد الشهري للشركة يبلغ 50 مليون ليرة، على حين أن كتلة الرواتب تبلغ 30 مليون ليرة إلى جانب 40 مليون ليرة للمحروقات، منوهاً بإصدار توجيه بنقل الشركة والشركات المشابهة لها ذات الطابع الاجتماعي الخدمي من خاسرة إلى رابحة عن طريق ضبط النفقات والبحث عن بدائل أخرى.
وأثار الخبر سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروه مثل النكته في حين أيد آخرون هذه الخطوة باعتبار البلد أصبحت فارغة من الرجال والشباب بسبب دعوات الاحتياط.
وعلقت ضحى قلالا ساخرة نتيجة هجرة الشباب وهربهم من اعتقالات النظام:” يمكن يجي يوم نمشي بالشارع بدون حجاب لأن مارح يكون في رجال كلها طفش”.
وتأسفت فدوى همدان على هذا الزمن الذي انقلبت فيه أمور الحياة فأصبح الرجال يلتزمون البيوت ويطفشون والنساء يعملن سائقات: “يا حيف بس رح تنقلب الدنيا رجال يقعدوا بالبيت والشباب طفشت والنسوان سائقات باصات”.
واقترحت فدوى على النظام سحب النساء على الاحتياط: “ياريت تاخدوهن احتياط كمان”.
واستهزأ يحيى ناصر من نزول السيدات إلى الشوارع واستلامهن الباصات: “الله يستر بكرة بكل زاوية لنلاقي باص متشطح ع ضهرو إذا سيارات صغيرة بجننو راسنا بقى باص كل يوم فاجعة”.
أما أبو جعفر فكان له هذا التعليق: “بكرة بطلع بالباص بقول للشوفير هاي أم محمد بنزل منو بطله بغيرو صباح الخير أم عبدو والله حلو وجماعة إكسبرس جهزوا حالكن النسوان بشربوا قهوة كتير وأم عبدو ما بتسوق الباص إلا وجنبها أركيلة”.