شبكة إعلامية: وفد تركي يعقد مباحثات مع نظام الأسد في موسكو
كشفت مصادر في الحكومة التركية، اليوم الثلاثاء، أن وفدًا أمنيًّا تركيًّا يجري مباحثات مع “نظام الأسد” في موسكو، وذلك بعد أن كشف الرئيس رجب طيب أردوغان بالتواصل مع النظام.
وقالت المصادر الحكومية -بحسب شبكة “جيرون” الإعلامية-: إن “وفدًا تركيًا يضم مسؤولين أمنيين يجري في الوقت الحالي، في العاصمة الروسية موسكو، محادثات مع وفد من نظام الأسد”.
وأوضحت أن “هذه المحادثات تجري برعاية روسية، وتناقش تفعيل (اتفاقية أضنة) وإمكانية إنشاء تركيا للمنطقة الآمنة، على طول الحدود الشمالية السورية بعمق قد يصل إلى 30 كم بعد انسحاب أمريكا”.
وأشارت المصادر الحكومية التركية، إلى أن “الاجتماعات جاءت بدعوة روسية”، وأن تركيا قبلت بها “لكسب الضوء الأخضر الروسي، على أي عملية عسكرية قادمة”.
وكشف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الأحد، أن حكومة بلاده أبقت اتصالات “على مستوى منخفض” مع نظام الأسد عبر جهاز الاستخبارات، رغم الخصومة الشديدة بين أنقرة ودمشق، ودعم الأولى للمعارضة التي تحارب منذ سنوات لإطاحة الأسد.
وقال “أردوغان” في مقابلة مع تلفزيون “تي آر تي” التركي الرسمي، إن “السياسة الخارجية مع نظام الأسد في سوريا تتم على مستوى منخفض”، على الرغم من دعم أنقرة لمسلحي المعارضة الذين يحاربون منذ سنوات لإسقاط بشار الأسد، وأضاف الرئيس التركي “حتى مع عدوك، فإنك لا تقطع العلاقات تماماً فقد تحتاج إليه”.
وعقَّب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على كلام “أردوغان”، بالتأكيد على التواصل مع النظام استخباراتيًّا وأمنيًّا، إلا أن أنقرة لا تعترف بشرعية بشار الأسد.
وأشار قالن إلى أن نظام الأسد فقد شرعيته بالنسبة إلى تركيا ولا مستقبل له في سوريا.
وتابع قالن “في إطار أمن تركيا، يمكن لأفراد جهاز الاستخبارات التركي أن يتواصلوا بين الحين والآخر مع مختلف الأطراف بمن فيهم عناصر النظام سواء في دمشق أو الحسكة أو القامشلي، من أجل أمن وسلامة العمليات التي ينفذونها على الأراضي السورية، وهذا ليس بالأمر الذي يستدعي الاستغراب”.
وشدد قالن على أن ذلك “لا يعني الاعتراف بشرعية الأسد بشكل مباشر”
وفيما يخص تطورات الأوضاع في شرق المتوسط، أكد متحدث الرئاسة أن تركيا لن تغض الطرف عن أي محاولة لفرض أمر واقع من أي كان في شرق المتوسط.
وطالب الرئيس التركي مراراً بشار الأسد بالتنحي والاستجابة لمطالب الشعب والكف عن المجازر التي ترتكبها قواته مع المليشيات الطائفية ووصفه بالإرهابي، مؤكداً على أن الزعماء لا يتواصلون، لكن أجهزة المخابرات تعمل بآلية تختلف عن آلية السياسيين.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس الإيراني “حسن روحاني” في سوتشي في منتصف الشهر الجاري لإجراء محادثات بشأن سوريا.
وإثر اندلاع أحداث الثورة السورية عام 2011 توترت مجددا علاقات البلدين حين وقفت أنقرة مع الشعب السوري في مطالبه من نظام بشار الأسد الذي لم يستجب “للنصائح” التركية في الإصلاح، وفي يوليو/تموز 2012 حذرت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان النظام السوري من مغبة “التورط في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني التركي.
واتهمت أنقرة لاحقا الأسد بالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره فرعا سورياً لحزب العمال الكردستاني التركي، وبتسليم المناطق الكردية المحاذية للحدود التركية إلى “الميلشيات الكردية” وخاصة “وحدات حماية الشعب الكردية” (YPK) التابعة للاتحاد الديمقراطي. وهددت تركيا بـ”ممارسة حقها” في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.
– إتفاقية أضنة :
حسب المتاح إعلاميا عن اتفاق أضنة وملاحقه السرية الأربعة فإن أهم مضامينه تتلخص فيما يلي:
1- تعاون سوريا التام مع تركيا في “مكافحة الإرهاب” عبر الحدود، وإنهاء دمشق جميع أشكال دعمها للحزب الكردستاني، وإخراج زعيمه أوجلان من ترابها، وإغلاق معسكراته في سوريا ولبنان (كان آنذاك خاضعا للوصاية السورية المباشرة)، ومنع تسلل مقاتليه إلى تركيا.
2- احتفاظ تركيا بـ”حقها في ممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس” وفي المطالبة بـ”تعويض عادل” عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها للحزب الكردستاني “فورا”.
3- إعطاء تركيا حق “ملاحقة الإرهابيين” في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات، و”اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر”.
4- اعتبار الخلافات الحدودية بين البلدين “منتهية” بدءا من تاريخ توقيع الاتفاق، دون أن تكون لأي منهما أي “مطالب أو حقوق مستحقة” في أراضي الطرف الآخر.
وقد فُسر هذا البند الرابع بأنه تخلٍّ رسمي من سوريا عن مطالبتها بلواء إسكندرون الذي تسميه تركيا “محافظة هتاي”، ليصبح بموجب هذا البند جزءا من الأراضي التركية. ويقول مراقبون إن السلطات السورية توقفت -بعد توقيعها اتفاق أضنة- عن طباعة أو نشر خرائط رسمية يظهر فيها لواء إسكندرون ضمن حدودها.