أردوغان يمهل ترامب بضعة أسابيع لإخراج القوات الكردية من منبج وإلا ..!
أمهل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة أسابيع لإخراج المـ.ـقاتلين الكرد من مدينة منبج في ريف حلب شمالي سوريا.
وخلال كلمة له أمام أعضاء حزبه “حزب العدالة والتنمية”، الثلاثاء 5 من شباط، قال أردوغان إن بلاده تمهل واشنطن بضعة أسابيع فقط لإفراغ منبج ممن وصفهم بـ “الإرهابيين”، مؤكدًا أنه بعد انتهاء المهلة ستباشر تركيا بتنفيذ خططها الخاصة، في إشارة منه إلى عملية عسكرية في المنطقة.
وتوقع الرئيس التركي أن تفي الولايات المتحدة بوعودها لتركيا، تنفيذًا لخارطة الطريق المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن.
ويجري وفد تركي يرأسه مساعد وزير الخارجية، سادات أونال، زيارة إلى العاصمة الأمريكية (واشنطن)، اليوم، لإجراء محادثات خاصة بالملف السوري يتصدرها ملف مدينة منبج.
وكانت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية توصلتا إلى “خارطة طريق” في منبج، مطلع حزيران العام الماضي، تشمل إرساء الأمن والاستقرار في منبج، لكن حتى اليوم لم يطبق أي بند، ما عدا الدوريات التي تنفذها أمريكا وتركيا.
وهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية ضد القوات الكردية في مدينة منبج وشرق الفرات، لكن قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة دفع تركيا إلى التريث.
وتدور مباحثات أمريكية- تركية عالية المستوى بشأن المناطق الحدودية في سوريا مع تركيا ووضع مدينة منبج، التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تصنفها تركيا “إرهابية”.
كما يجري الحديث مؤخرًا عن منطقة “أمنية” أو “آمنة” شمالي سوريا، بعمق 20 ميلًا، أي بين 30 و32 كيلومترًا وأن تكون خالية من السلاح الثقيل والقواعد العسكرية في أيدي “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، إلا أن ملامح تلك المنطقة لم تتضح حتى اليوم.
وكشف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الأحد، أن حكومة بلاده أبقت اتصالات “على مستوى منخفض” مع نظام الأسد عبر جهاز الاستخبارات، رغم الخصومة الشديدة بين أنقرة ودمشق، ودعم الأولى للمعارضة التي تحارب منذ سنوات لإطاحة الأسد.
وقال “أردوغان” في مقابلة مع تلفزيون “تي آر تي” التركي الرسمي، إن “السياسة الخارجية مع نظام الأسد في سوريا تتم على مستوى منخفض”، على الرغم من دعم أنقرة لمسلحي المعارضة الذين يحاربون منذ سنوات لإسقاط بشار الأسد، وأضاف الرئيس التركي “حتى مع عدوك، فإنك لا تقطع العلاقات تماماً فقد تحتاج إليه”.
وعقَّب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على كلام “أردوغان”، بالتأكيد على التواصل مع النظام استخباراتيًّا وأمنيًّا، إلا أن أنقرة لا تعترف بشرعية بشار الأسد.
وأشار قالن إلى أن نظام الأسد فقد شرعيته بالنسبة إلى تركيا ولا مستقبل له في سوريا.
وتابع قالن “في إطار أمن تركيا، يمكن لأفراد جهاز الاستخبارات التركي أن يتواصلوا بين الحين والآخر مع مختلف الأطراف بمن فيهم عناصر النظام سواء في دمشق أو الحسكة أو القامشلي، من أجل أمن وسلامة العمليات التي ينفذونها على الأراضي السورية، وهذا ليس بالأمر الذي يستدعي الاستغراب”.
وشدد قالن على أن ذلك “لا يعني الاعتراف بشرعية الأسد بشكل مباشر”
وفيما يخص تطورات الأوضاع في شرق المتوسط، أكد متحدث الرئاسة أن تركيا لن تغض الطرف عن أي محاولة لفرض أمر واقع من أي كان في شرق المتوسط.
وطالب الرئيس التركي مراراً بشار الأسد بالتنحي والاستجابة لمطالب الشعب والكف عن المجازر التي ترتكبها قواته مع المليشيات الطائفية ووصفه بالإرهابي، مؤكداً على أن الزعماء لا يتواصلون، لكن أجهزة المخابرات تعمل بآلية تختلف عن آلية السياسيين.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس الإيراني “حسن روحاني” في سوتشي في منتصف الشهر الجاري لإجراء محادثات بشأن سوريا.
وإثر اندلاع أحداث الثورة السورية عام 2011 توترت مجددا علاقات البلدين حين وقفت أنقرة مع الشعب السوري في مطالبه من نظام بشار الأسد الذي لم يستجب “للنصائح” التركية في الإصلاح، وفي يوليو/تموز 2012 حذرت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان النظام السوري من مغبة “التورط في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني التركي.
واتهمت أنقرة لاحقا الأسد بالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره فرعا سورياً لحزب العمال الكردستاني التركي، وبتسليم المناطق الكردية المحاذية للحدود التركية إلى “الميلشيات الكردية” وخاصة “وحدات حماية الشعب الكردية” (YPK) التابعة للاتحاد الديمقراطي. وهددت تركيا بـ”ممارسة حقها” في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.