محلل تركي يكشف عن إمكانية لقاء أردوغان مع بشار الأسد بعد الانتهاء من هذه العملية
أكد المحلل التركي بورا بيرقدار أنّ اقتراح المعارضة التركية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراء محادثات مع رأس النظام السوري بشار الأسد “غير ضروري” و”غير واقعي”.
وشدد بيرقدار بحسب ما ترجم موقع لبنان 24 عن صحيفة حرييت التركية ورصدته الوسيلة على ضرورة الحفاظ على الاتصالات التركية-السورية “التقنية” القائمة حالياً على مستوى منخفض
واعتبر المحلل التركي أنّ المعارضة التركية ستسجّل نقطة لصالحها في حال اتجه أردوغان إلى إجراء محادثات مع الأسد، حيث ستعني هذه الخطوة أنّ سياسة الحكومة التركية إزاء سوريا “فشلت”.
وتساءل بيرقدار عن واقعية اقتراح إجراء محادثات مع الأسد أو ضرورة البدء باتصالات مباشرة مع رأس النظام السوري, مضيفاً: هل سينعكس هذا الحوار إيجاباً على أمن تركيا وسلامتها؟.
ولفت بيرقدار من خلال استعراض تاريخ العلاقات السورية-التركية، إلى أنّه يصعب وصف حافظ الأسد بصديق تركيا.
وذكر المحلل التركي أنّ الأسد الأب رفض الاعتراف بسيادة تركيا على محافظة هاتاي (لواء اسكندرون)، متهماً مخابرات الأسد بدعم أعضاء حزب “العمال الكردستاني”(الذي تصنّفه تركيا إرهابياً) لتلقي تدريباتهم العسكرية الأولى في البقاع في الثمانينيات.
كما تطرق بيرقدار إلى تعاون الأسد الأب مع الاتحاد السوفييتي ضد الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، خلال الحرب الباردة، قائلاً إنّ التهديدات السورية شكلت إحدى الأسباب التي دفعت تركيا إلى بناء شراكات مع إسرائيل في التسعينيات.
كما أشار بيرقدار إلى التقارب التركي-السوري المتجسد باتفاقية أضنة، مؤكداً أنّ الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر حضر جنازة حافظ الأسد محاولاً تطبيع العلاقات مع النظام في سوريا.
كما أكد المحلل التركي أن حزب “العدالة والتنمية”، دعم بشار الأسد خلال سنوات حكمه الأولى في مواجهة القوى الغربية وأنّ تركيا توسطت بين سوريا وإسرائيل في العام 2008.
وأوضح بيرقدار بأنّ تركيا واصلت دعمها للأسد خلال أيام الثورة الأولى قبل قطع العلاقات بين البلدين بسبب تصاعد وتيرة العنف.
وأرجع المحلل التركي فضل بقاء بشار الأسد في الحكم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن تدخّل بلاده عسكرياً في العام 2015.
وبناء على ما تقدم، يرى بيرقدار أنّ اقتراح حوار الرئيس أردوغان مع بشار الأسد مسألة غير واقعية، مرجحاً إمكانية خوض تركيا محادثات مع سوريا بعد الانتهاء من العملية الدستورية وتشكيل “إدارة شرعية” تضم الفصائل السياسية المختلفة
وإثر اندلاع أحداث الثورة السورية عام 2011 توترت مجددا علاقات البلدين حين وقفت أنقرة مع الشعب السوري في مطالبه من نظام بشار الأسد الذي لم يستجب “للنصائح” التركية في الإصلاح، وفي يوليو/تموز 2012 حذرت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان النظام السوري من مغبة “التورط في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني التركي.
واتهمت أنقرة لاحقا الأسد بالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره فرعا سورياً لحزب العمال الكردستاني التركي، وبتسليم المناطق الكردية المحاذية للحدود التركية إلى “الميلشيات الكردية” وخاصة “وحدات حماية الشعب الكردية” (YPK) التابعة للاتحاد الديمقراطي. وهددت تركيا بـ”ممارسة حقها” في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.