وكالة روسية: البغدادي محاصر و قوة أمريكية بإنتظار ساعة الصفر لاعىَقاله حياً شرق الفرات
كشفت مصدر مطلع في ميليشيات “قسد”، اليوم السبت، عن وجود زعيم “تنظـ.ـيم الدولة”، أبو بكـ.ـر البغـ.ـدادي، تحت حصار وحراسة مشددة من قِبَل قوات خاصة أمريكية شرق الفرات.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المصدر، قوله: إن “قيام القوات الأمريكية بتأخير عملية إنهاء وجود مسـ.ـلحي (تنظـ.ـيم الدولـ.ـة) في منطقة هجين بريف دير الزور -الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة- مقصود”.
وأضاف: أن التأخير “يندرج في سياق إتاحة المجال لتنفيذ مخطط يتضمن تصوير عمليات إنزال (كومندوس) أمريكية في منطقة هجين، ليتم الإعلان بعدها عن اعتـ.ـقال (البغـ.ـدادي)، ومن ثمَّ إعلان هزيمة التنظيم”.
وأشار المصدر إلى أن هذا السبب هو الذي منع تقدم ميليشيات “قسد” من التقدم باتجاه الجيب الصغير حيث الكيلومترات المربعة القليلة التي بقيت لـ”تنظـ.ـيم الـ.ـدولة” شرق الفرات.
من جانبها، علقت “سبوتنيك”، بقولها: إنه “في حالة كانت تلك المعلومات صحيحة فتلك العملية ستتم بتخطيط وإخراج المخابرات المركزية الأمريكية وأداء القوات الخاصة الأمريكية إلى جانب “البغدادي” وبعض مرافقيه”.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية، نشرت تقريرًا عن محاولة انقلاب على “البغدادي” من عناصر أجنبية في “تنظيم الدولة”، ومحاولة اغتياله في منطقة هجين، إلا أنه تمكن من النجاة والفرار.
وكشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في بغداد منذ أسابيع، عن عبور قوة أمريكية خاصة إلى داخل الأراضي السورية عبر إقليم كردستان العراق، ترافقها وحدة من “قسد”.
حيث أكد المسؤول العراقي أنه تم اتخاذ هذه الإجراءات بعد ورود معلومات تفيد بوجود أبو بكـ.ـر البغـ.ـدادي، داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة ضمن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتحديدا في ريف دير الزور بين الباغوز والمراشدة جنوبا والسفافنة غربا، وصحراء البوكمال التي تتصل بالعراق شرقا، كما نقل موقع “العربي الجديد” ورصده موقع الوسيلة.
وقد رجّح خبير أمني عراقي أن تكون الفرقة الأميركية الخاصة هي نفسها التي تم تكليفها سابقاً بمتابعة زعيم تنظيم “القـ.ـاعدة”، أسـ.ـامة بن لا دن، ونجحت في القـ.ـضاء عليه عام 2011 في بلدة أبوت آباد شمال شرق باكستان.
وبحسب المسؤول العراقي ذاته، فإنّ الفرقة الأميركية كانت تتواجد داخل قاعدة عسكرية بمدينة أربيل وانتقلت منها إلى داخل الأراضي السورية، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها إلى هناك.
وأوضح أنّ “المعلومات المتوفرة لدينا هي أن الجيش الأميركي يريد البغـ.ـدادي حياً، وهذا ما قد يفسّر دخول القوات الخاصة الأميركية إلى مناطق سورية يمكن اعتبارها ساقطة عسكرياً، وكذلك التأخر في حسم دخول المليشيات الكردية لما تبقى من تلك القرى والقصبات السورية الصغيرة، رغم أنه يمكنها القيام بذلك، مع توفر الغطاء الجوي”.
وتعليقاً على حرص واشنطن على اعتقال البـ.ـغدادي حياً، اعتبر المسؤول أنّه “قد يكون لذلك علاقة في وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحاجته لأي حدث إيجابي يصبّ في صالحه داخل الشارع الأميركي، أو لامتلاك البغدادي الكثير من الإجابات حول أسئلة ما تزال غامضة، ومنها الخيط الخفي في تعاملات التنظيم مع أطراف أخرى في الساحتين السورية والعراقية وأبرزها نظام بشار الأسد”، على حد تعبيره.
ولفت المسؤول إلى أن “الولايات المتحدة تتصدّر الواجهة عسكرياً في المنطقة التي يرجّح وجود البغدادي فيها، لذا فإنّ الحديث عن دور روسي أو تركي في الأمر غير صحيح”. لكنه اعتبر احتمالات الظفر به حياً ضعيفة جداً مقابل مقـ.ـتله، لاعتبارات تتعلّق بزعيم التنظيم نفسه واحتمالات المقاومة أو حتى تفجـ.ـير نفسه قبل اعتـ.ـقاله.
من جانبه، رجّح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة في العراق، أحمد الحمداني، أن تكون القوة التي انتقلت إلى داخل سورية عبر العراق، هي نفسها التي تتبعت زعيم تنظيم “القاعدة” أسـ.ـامة بن لا دن، حيث أنّ هناك قوات أميركية موجودة حالياً في سورية.
وأضاف الحمداني في حديث مع “العربي الجديد” رصده موقع الوسيلة، أنّ “انتقال قوة صغيرة إلى سورية بهذا التوقيت تحديداً، يعني أنهم فعلاً مسكوا رأس الخيط، أو رصدوا بقعةً محددة للبحث فيها عن البغـ.ـدادي، وهذا المرجح حالياً، وقد نسمع عن قتـ.ـله أو اعـ.ـتقاله في أي وقت”.
وأوضح الحمداني أنّ “المرجّح هو وجود مئات العملاء المنتشرين في المنطقة الحدودية العراقية السورية من السكان المحليين العراقيين أو السوريين، وكذلك الأكراد، فضلاً عن مجندين عرب يعملون مع الأميركيين بالنسبة للشطر السوري ومقـ.ـاتلي عشائر عربية سنية بالنسبة للشطر العراقي.
وهؤلاء جميعاً يعملون كعناصر استخبارية لصالح واشنطن، وقد يكونون حصلوا على معلومات مهمة”، مضيفاً أنّ زعيم التنظيم “قد يكون أخفى ملامح مهمة في وجهه وبات التعرّف عليه صعباً، لكنّ الأكيد أنه بات محاصراً ولا مؤشرات على أنه غادر أرض القتال. ففي أبجديات التنظيمات الأصولية مغادرة أرض الرباط أو منطقة المعارك تعني ردته عن الإسلام واستحلال دمه من قبل أقرب مرافقيه”.
والبغدادي هو إبراهيم عواد البدري من مواليد سامراء شمالي بغداد عام 1971، وحاصل على شهادة الماجستير عام 2002، ثمّ الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة بغداد عام 2006.
عمل إماماً وخطيباً في أحد مساجد العاصمة بغداد، ويعتبر من عناصر الصف الأول التي عملت على تأسيس “جماعة التوحيد والجهاد” ومن ثمّ “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”، بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي.
اختير عام 2010 أميراً لتنظيم “الدولة الإسـ.ـلامية في العراق” عقب مقـ.ـتل أبو عمر البغدادي بعملية خاصة نفذتها قوات أميركية شمال بغداد. وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وسّع أبو بكر البغدادي من رقعة نشاط التنظيم قبل أن يعلن عن تغيير اسمه في العام 2014 إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
ورفعت واشنطن مكافأة القبض عليه أو الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى اعتقال البغدادي أو قـ.ـتله، من 10 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار، بينما رصدت بغداد مكافآت مالية لقاء القبض عليه أو قتـ.ـله هو و49 قيادياً بتنظيم “داعش”، من بينهم من هم من جنسيات عربية، أبرزها السعودية والسورية والمصرية والأردنية ومن دول المغرب العربي كالجزائر والمغرب.
وتعتبر المكافأة الأميركية هي الأعلى من نوعها التي ترصدها واشنطن لقـ.ـتل أو اعتقال زعيم أصولي منذ مقـ.ـتل أسامة بن لادن. كما أنّ البغدادي يعتبر من بين أخطر 10 مطلوبين على مستوى العالم.