أخبار سوريا

عاملو وضباط شعب التجنيد المتنفذين يستغلون قوائم الاحتياط لابتزاز الأهل مقابل شطب أسماء أبنائهم

تزايدت حالات سوق الشباب السوري إلى الخدمة الاحتياطية في الآونة الأخيرة، حيث تواصل إدارة التجنيد العامة التابعة للنظام إصدار دعوات تبليغ دورية للمكلفين بها، الأمر الذي أسفر مع مرور الوقت عن أبعاد اجتماعية سلبية طالت شريحة واسعة من المجتمع السوري.

*دوافع النظام
في السياق ذاته قال “زياد عوض” أحد الضباط المنشقين عن جيش النظام في تصريح خاص لـ”زمان الوصل” إن النظام يسعى من وراء تكثيف حملات الاحتياط إلى سحب أكبر عددٍ من الشباب للخدمة الإلزامية والاحتياطية، ولاسيما من أبناء مناطق التسويات التي ما يزال النظام يشعر فيها بعدم الرضا من الناحية الأمنية رغم سيطرته الفعلية والكاملة عليها، إذ تضم الكثير من المطلوبين الذين قد يشكلون خطراً كبيراً عليه في المستقبل.

وأضاف “يحاول النظام كذلك ترميم جيشه المتهالك عبر تجنيد ما تبقى من شباب مناطق التسويات في كلٍ من (ريف دمشق، الغوطة الشرقية والغربية، جنوب دمشق، درعا، ريف حمص الشمالي) بغية تدعيم تشكيلاته العسكرية وأبرزها (الحرس الجمهوري، الفرقة الرابعة) التي تعرضت لخسائر بشرية كبيرة على مدار السنوات الماضية”.

وأشار “عوض” إلى أن المرحلة القادمة تتطلب حرصاً وتنظيماً عسكرياً أكبر من النظام من أجل الاستعداد -ربما- لانسحاب الميليشيات الطائفية الموالية لـ”إيران”، ولمواجهة نفوذ بعض الشخصيات الصاعدة المدعومة من “روسيا” والتي تعمل على تعزيز دورها في مختلف نواحي الحياة السياسة والعسكرية والاقتصادية في سوريا، في وقتٍ لا تزال فيه محافظة إدلب ومناطق متفرقة من ريفي حلب الشمالي والشرقي خارج سيطرة النظام.

*استغلال وابتزاز
استغل موظفو شعب التجنيد والعاملون في المؤسسات العسكرية التابعة للنظام دعوات الاحتياط لتحصيل مكاسب مادية من جيوب السوريين الذين يعانون أوضاعاً معيشية واقتصادية قاسية، إذ أخذوا يتلقون الرشى من الراغبين بدفع مبالغ مالية لغض الطرف عنهم بشكلٍ مؤقت أو لتأجيل تاريخ سوقهم للاحتياط.

وقال “راغب جمعة” اسمٌ مستعار لأحد المكلفين بخدمة الاحتياط، من أبناء ريف دمشق، إن حملات الاحتياط فتحت المجال واسعاً أمام العاملين في شعب التجنيد وبعض الضباط المتنفذين الذين أصبحوا يستغلون قوائم الاحتياط لابتزاز أهالي المطلوبين مقابل شطب أسماء أبنائهم من قوائم الخدمة أو غض النظر عنهم بصورة مؤقتة.

وأضاف لـ”زمان الوصل” قائلاً “لجأ قسمٌ من الشباب السوري إلى التعايش مع ظروفه من خلال دفع مبالغ مالية ضخمة لشطب أسمائهم من خدمة الاحتياط، في حين اضطر الذين أُجبروا على الالتحاق منهم إلى دفع مبلغ مالي مضافاً إليه تقديم الراتب (بدل الاحتياط) كاملاً للضابط المسؤول عنهم، للسماح لهم إما بدوام إداري داخل قطعهم العسكرية بعيداً عن الجبهات، أو الخدمة في المنزل والحضور في أوقات محددة من كل شهر”.

وأوضح “جمعة” أنه يخدم حالياً في ريف حمص لكونه لم يتمكن من تأمين المال اللازم للتهرب من الخدمة الاحتياطية في صفوف قوات النظام، حاله في ذلك حال الآلاف من الشباب الذين لا تستطيع أسرهم الفقيرة توفير مثل هذه النفقات.

*عائلات بلا معيل
بدورها روّت السيدة “فاطمة” وهي أمّ لثلاثة أطفال، تقيم في إحدى ضواحي “دمشق”، كيف تغيرت حياة عائلتها منذ أن أُجبر زوجها على الذهاب لأداء خدمة الاحتياطية في محافظة “الرقة”، قبل نحو سنة من الآن.

وأردفت لـ”زمان الوصل” قائلة “تلقى زوجي مذكرة الاحتياط عن طريق شرطي المخفر الواقع في حيِّنا السكني، ومع أنه حاول تأجيل استلام المذكرة بدفع المال للشرطي، إلا أن الأخير رفض، وأصرَّ على ضرورة استلامه لتبليغ التعبئة والالتحاق بأسرع وقتٍ ممكن”.

وختمت “فاطمة” حديثها بالقول “أصبحت عائلتنا اليوم بلا معيل، والأطفال يكبرون بسرعة وهم بحاجة لوجود والدهم بالقرب منهم، يفتقدونه كثيراً ولا أستطيع إخفاء قلقي أمامهم عندما لا يكلمهم ويتودد إليهم بعباراته اليومية التي اعتادوا على سماعها أثناء محادثته لهم بواسطة الهاتف المحمول”.

زر الذهاب إلى الأعلى