تعرف على مآسي السوريين خلال تهـ.ـريبهم إلى تركيا
يتجاهل كثير من السوريين التحذيرات من مخاطر عبور الجدار الحدودي نحو الأراضي التركية، خاصة إلى إقليم هاتاي، حيث تعتبر بلدتا دركوش وخربة الجوز نقاطا أساسية لدخول السوريين إلى تركيا، عبر مهربين ينتشرون في تلك المناطق التي تشهد حاليا طقسا باردا.
وفي تقرير لـ”العربي الجديد” بحسب ما رصدت الوسيلة يروي مراد خضر، الذي فشل في دخول تركيا قبل نحو شهر، تفاصيل رحلة الانتقال من الشمال السوري إلى الأراضي التركية، مؤكدا أنه “تم التجمع بالقرب من الجدار الحدودي، واستخدمنا سلالم خشبية للصعود فوق الجدار، وكان الضباب كثيفا حينها، ما سهّل علينا عملية قطع الجدار من دون أن ينكشف أمرنا. والمشكلة الأكبر كانت في إيجاد منطقة آمنة داخل تركيا، حيث لا يمكن للجندرما القبض علينا وإعادة ترحيلنا إلى سورية”.
وتابع خضر: “علقت إحدى النساء في الوحل خلفنا، فكشفت الجندرما مكان المجموعة، وقبضوا علينا، وأعادونا في الصباح إلى سورية. كانت الرحلة خطرة بكل المقاييس، وأصوات إطلاق النار كانت واضحة، لكن الضباب لعب دوره في عبورنا، ولو قُدر لي فلن أعيد التجربة لأنها مخاطرة كبيرة”.
ويتعرض السوريون الذين يحاولون الدخول إلى تركيا بطرق غير شرعية بواسطة مهربين، لإطلاق النار من قبل “الجندرما” التركية، وقُتل وأصيب العديد منهم خلال محاولات العبور.
وحاول أنور (27 سنة) من ريف دمشق، أكثر من مرة، عبور الجدار الحدودي إلى تركيا، وأوضح لـ”العربي الجديد” أنه “في المحاولة الأخيرة كُسرت ساقي، ولم أعد قادرا على تكرار المحاولات، والآن أقيم مع زوجتي وابنتي في بلدة دركوش، وأنتظر حتى أشفى تماما لأقرر بعدها ما يتوجّب عليّ فعله، لكن لا أظن أنني أريد مجددا محاولة الدخول عبر طرق التهريب”.
وكانت قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” قد عثرت اليوم الأحد، على جثامين ثمانية سوريين لقوا حتفهم بسبب البرد في منطقة الشريط الحدودي، بعد أن ضلّوا الطريق خلال محاولتهم قطع الجدار الحدودي لدخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية.