إقتصاد

اقتصادية موالية تصف حملة الجمارك بالمسرحية

انتقدت الباحثة الاقتصادية الموالية للنظام السوري الدكتورة “نسرين زريق” الحملة التي أطلقتها الجمارك ضد البضائع المهربة واصفة تلك الحملة بالمسرحية.

ورأت زريق في منشور لها عبر الفيسبوك بحسب ما رصدت الوسيلة أن وراء هذه الحملة ارتفاع بأسعار السلع عموماً والسلع ذات النوعية المصادرة خصوصاً بما يزيد عن 20%.

واعتبرت زريق أن الحملة ابتزاز للمواطن داخل البلد والمسؤولين على علم بذلك مؤكدة أن «الجمارك مكانها الحدود.. وماعدا ذلك هو ابتزاز».

وأشارت الباحثة الاقتصادية إلى أن الحملة لن تجدي نفعاً لكنها ستكون لصالح حيتان التهريب المتنفذين داخل سوريا.

واتهمت زريق عناصر الجمارك بتسهيل مرور البضائع من الحدود مقابل الرشوى وقيامهم بالسمسرة على تلك البضائع في الداخل.

وأضافت: “من المتوقع أن الجمركي الذي قبض رشوة على الحدود لإدخال البضاعة هو من يهاجم المحلات نفسه وهو من سيسمسر بالبضاعة بمزادات او حرائق مستودعات قريبة”.

ونوهت زريق إلى أن سيناريو الفساد قائم ومكشوف لدى السوريين الذين فقدوا ثقتهم بالحكومة: ” يتكرر سيناريو الفساد .. من غير المتوقع أن يصدقكم أحد”.

وأكدت الباحثة في الشأن الاقتصادي بحسب ما رصدت الوسيلة أن الحملة تستهدف أصحاب المحلات الصغيرة وغير المدعومين بينما لا يجرؤ أحد منهم على الاقتراب من حيتان التهريب وتجار كبار.

وتوقعت زريق أن تخدم الحملة الحيتان التي تحدثت عنهم وتقصد مسؤولين كبار على صلة برأس النظام قائلة: ” من المتوقع كل ما يحدث سيخدم حوتاً أو اثنان لن يجرؤ أحد أن يقترب من باب مكتبهم لا جمرك ولا غيره”.

وأثارت تصريحات “زريق” توافقاً بين متابعيها على الفيسبوك وتباينت آراؤهم حول آلية تطبيق الحملة وطريقتها التي استهدفت البلد من الداخل.

واتفق متابعون مع زريق أن الحملة لن تؤتي أُكلها في مكافحة التهريب وحماية المنتج الوطني، لأنها لا تستهدف رأس التهريب، بل تبدأ من السلسلة الأخيرة في الحلقة وهي المحلات التي تبيع المهربات.

ورأى آخرون أن الأفضل مراقبة عناصر الجمارك أنفسهم الذين يسهلون الطرق للبضائع إضافة لمراقبة المعابر.

وعلق أحد المتابعين ساخراً من فساد عناصر الجمارك وتسببهم في مشكلات التهريب: “المعابر بتفوت البضاعة التركية من إدلب للاذقية ..الجمارك باللاذقية بتقبض وبتفوتها عحمص .. جمارك حمص بتقبض وبتفوتها عحلب والشام ….. جمارك الشام بتقبض وبتفوتها عالسوق .. جمارك السوق بتصادرها من البياع وبتسكر محلو”

وكانت المديرية العامة لجمارك النظام السوري قد أعلنت عن حملات لمصادرة البضائع المهربة، وخاصة التركية بدأتها مؤخراً في حماة ودمشق..

وقالت وكالة أنباء النظام (سانا) ، السبت 9 من شباط، إن قيمة الغرامات المالية المفروضة على البضائع والمواد المهربة التي تم ضبطها ومصادرتها خلال الأيام الثلاثة الماضية في محافظة حماة 30 مليون ليرة سورية.

وتشمل المواد والمنتجات المضبوطة قطع تبديل سيارات وحبوبًا ومعلبات ومستحضرات تجميل ومنظفات وزيوتًا ومواد غذائية متنوعة ومشروبات غازية وأدوات كهربائية وفوط أطفال.

وكانت جمارك النظام قد دخلت بقوة كبيرة في 9 شباط الماضي، إلى مدينة قمحانة بريف حماة من أجل مصادرة البضائع التركية.

وبينت شبكة “بوابة حماة” عبر “فيس بوك” أن المستودعات المستهدفة في قمحانة كانت قد أفرغت بالكامل قبل أقل من 48 ساعة من العملية بسبب تسريب معلومات عنها.

وكانت البضائع التركية غزت الأسواق السورية خلال الأعوام الماضية، إذ تدخل من المعابر الحدودية الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى مدينة إدلب، قبل تهريبها إلى داخل مناطق سيطرة النظام عبر تجار متعاملين مع الحواجز الأمنية.

وتتزامن حملة الجمارك ضد البضائع التركية مع إغلاق معبر مورك بريف حماة الشمالي لليوم الثاني على التوالي، دون وضح الأسباب التي استدعت لإغلاقه من جانب النظام فقط.

وتدخل البضائع التركية إلى مناطق النظام في حماة وريفها بشكل أساسي من معبر مورك، إلى جانب طرق التهريب التي يمر معظمها من قرية أبو دالي والمناطق المحيطة بها.

زر الذهاب إلى الأعلى