أخبار سوريا .. أخبار تركيا .. الحدود .. موقع الوسيلة
ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻬـ.ـﺮﻳﺐ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺣﺘﻤﺎل ﺍﻟﻤـ.ـﻮﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻫـ.ـﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﺍﻟﻘـ.ـﺼﻒ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ، حيث ﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘـ.ـﺤﺎﺭ ﻭﺗﻤﻨﻰ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤـ.ـﻮﺕ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ.
وتتزايد محاولات الدخول إلى تركيا بعد كل عملية تهجير من الداخل إلى الشمال السوري، حيث يحاول السوريون العبور إلى تركيا لأن الكثير يراها ملاذا آمنا.
*بين القـ.ـتل والاعتـ.ـقال
وتنتشر عدة شبكات ومجموعات في المنطقة تعمل على تهـ.ـريب البشر عبر الحدود التركية، بينما رفعت السلطات التركية وحرس الحدود “جندرما” جداراً عازلاً للحد من عمليات التهـ.ـريب.
وعلمت “زمان الوصل” من مصدر داخل الحدود التركية بأن الجندرما التركية عثرت يوم السبت الماضي على 8 جثـ.ـث لسوريين بينهم نساء وأطفال قرب الشريط الحدودي مع سوريا.
وقال المصدر إن الضحايا السوريين قضوا نتيجة البرد القارس بعد أن ضلوا الطريق خلال محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية عبر طرق غير شرعية قرب بلدة “خربة الجوز” الحدودية في ريف إدلب.
وأوضح أحد السكان في بلدة “خربة الجوز” أن الضحايا لم يضلوا الطريق، إلا أن المهرب الذي اتفقوا معه طلب منهم الانتظار في المكان ولم يعد بعد أن استولى على أموالهم، مشيراً الى أن بعض المهربين يقتلون الضحايا ويسرقون أموالهم ومصاغهم الذهبي.
وتمكنت “زمان الوصل” من معرفة احدى الضحايا وهي فتاة من مدينة “كفرنبل” فقدت منذ ثلاثة أيام بعد مغادرتها للعبور إلى تركيا للقاء خطيبها ليعثر عليها مع 7 مدنيين آخرين بعدما لقوا حتفهم في المنطقة الحدودية.
في سياق متصل عثرت قوات حرس الحدود التركي مساء الاثنين الماضي على ثلاث جثث قضوا نتيجة البرد في الاراضي الزراعية والجثث تعود لرجل وإمراتين، وقد تم توثيق وصلين لبطاقتين شخصيتين للمرأتين وهما من مدينة حلب بينما ظلت هوية الرجل مجهولة وتم تحويلهم الى مشفى الجامعة في تركيا.
ومع زيادة التشديد الأمني على الحدود التركية بات من الصعب الهرب ودخول الأراضي التركية، إلا أن ذلك فتح باباً واسعاً امام مهربي البشر الذين استطاعوا استغلال هذه الأوضاع ليبدؤوا بعد ذلك بتنظيم أنفسهم مشكلين عصابات كبيرة تتحكم بجزء كبير من الحدود السورية التركية.
ويروي “ضياء” وهو من مدينة “عربين” بالغوطة الشرقية وأحد المهجرين إلى الشمال السوري قائلاً: “ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ بعد تهجيري من الغوطة بعد أن بحثت ﻋﻦ ﻣﻬﺮﺏ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻣﺒﻠﻎ قدره 600 ﺩﻭﻻﺭ من طريق تم فتحه يومها، ولم أتوقع أني سوف أستطيع العبور يومها، حيث كان الطريق من قرية “خربة الجوز” عبر نهر العاصي موضحاً أن المياه غمرت أجسامهم لفوق بطونهم بقليل وكانوا مايقارب 150 شخصا بينهم نساء وأطفال لافتاً إلى أن الطريق قد كشف بعدها، وألقي القبض على 70 شخصا.
*طرق التهريب
حسب الوعود التي يقدمها المهربون عن كيفية تأمين طرق العبور هناك 3 طرق رئيسية الطريق النهاري والطريق الليلي وطريق الضباب.
وبالنسبة للطريق النهاري فهو الأعلى تكلفة كونه يتم في وضح النهار ولا يحتاج إلى المشي، وفيها يخبر المهرب الأشخاص أنه حاصل على إذن للدخول للأراضي التركية وغالباً ما يكون هناك اتفاق مع نقطة حرس الحدود الذين يأخذون نصف المبلغ وتتراوح تكلفتها بين 1800 وحتى 2500 دولار للشخص الواحد وهذه العملية لا تتم يومياً، وإنما حسب حرس الحدود الأتراك وأوقات حراستهم.
أما الطريق الليلي فهو الطريق الشائع والمستخدم لدى أغلب المهربين كونه يتم بشكل شبه يومي وتجري عملية التهريب في الليل وتكون سيراً على الأقدام وتتراوح مدة المشي فيه بين 6 و8 ساعات تكون فيها الطرقات وعرة وبين الجبال وفي الوحل.
وبالنسبة للطريق الثالث فهو طريق الضباب يتم في فترات معينة في السنة عن طريق نهر العاصي، وتتلخص فكرته بأن ينتظر الأشخاص مع المهرب ضمن الجو الضبابي، ومن ثم يعبرون نهر العاصي من سوريا إلى تركيا بواقع 20 متراً وبهذه الطريقة لا يمكن رؤيتهم بسهولة وتتراوح تكلفتها بين 1000 و1500 دولار.
من جهته أفاد “عبد الرحمن” وهو مهرب في منطقة “دركوش” عن تكلفة طرق التهريب لديه هناك طريق تهريب سير ثلث ساعة وتسلق الجدار الحدودي بتكلفة 600 دولار وبعدها الى مدينة انطاكية يخرج في الدفعة معي 10 اشخاص من هذا الطريق، موضحاً أنه تم إلقاء القبض على مجموعتين من الذين أدخلهم في الطريق ذاته.
ويضيف “عبد الرحمن” لـ”زمان الوصل” قائلا “يوجد طريق تهريب يقال له إذن عسكري بتكلفة من 1600 – 3000 دولار وتختلف طرق الإذن بين تسلق الجدار الحدودي والمسير لمسافة نصف ساعة ومن نهر العاصي سيراً 10 دقائق ويوجد طريق فتحة من دون جدار مسافة 500 متر بـ1700 دولار”.
وينوه “عبد الرحمن” بأنه “ليس لدينا تأمين للاجئين لأن طرق التهريب تكون حسب تيسير رب العالمين”، مضيفاً “لكننا نحاول قدر المستطاع إخراجهم من الأماكن الأكثر أمانا وسهولة”.
وأن معظم الذين يتم إلقاء القبض عليهم أثناء محاولات العبور يتم ضربهم وإعادتهم للأراضي السورية، وهناك بعض الحالات يتم إطلاق النار في الهواء وأحيانا أخرى بشكل مباشر على اللاجئين إذا كان التهريب ليلاً.
وتتعدد مخاطر التهريب بين القتل برصاص الجندرما التي تشهدها الحدود التركية السورية، حيث وثقت حالات وفاة نساء وأطفال على الحدود إضافة إلى غدر المهربين ومشقة الطرق وتلقي الضرب والإهانة من عناصر الجندرما التركية، بالإضافة إلى الأعباء المادية والمبالغ الباهظة التي يطلبها المهربون.
وسبق أن نشرت “زمان الوصل” وثيقة تؤكد مسؤولية “هيئة تحرير الشام” عن غالبية عمليات تهريب البشر، حيث تفرض (الهيئة) على بقية المهربين ضريبة عن كل شخص يتم تهريبه.
الوثيقة الصادرة عن الهيئة نفسها تزود عناصرها بمجموعة أوامر وتحدد طبيعة عمل التهريب أو ما تسميه “أمن الحدود”.
وتحت مسمى “قرار إداري” تحمل الوثيقة مجموعة أوامر جاءت كالأتي: “يمنع قطع أي وصل لمهرب ليس لديه اضبارة أمنية – يمنع قطع أو تخريج أي وصل إلا بوجود المهرب والركاب – المهرب ملزم بوضع اسم الدليل على الوصل – يعتبر الوصل ملغي بعد انتهاء مدته – مدة الوصل هي ثلاثة أيام ضمنا – لا تسترد قيمة أي وصل ضائع – يتم دفع قيمة الوصل كاملة – تغلق مكاتب القطع في أوقات الصلاة”.