روسيا اليوم : هكذا ستتقاسم روسيا وإيران وتركيا سوريا
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر براتيرسكي، في “غازيتا رو”، حول القضايا المطروحة على اجتماع بوتين وأردوغان وروحاني في سوتشي.
وجاء في المقال: هناك ثلاث قضايا على جدول أعمال الاجتماع: تشكيل اللجنة الدستورية؛ والوضع في محافظة إدلب، حيث توجد مجموعات إرهابية مسلحة؛ والوضع في شمال شرق سوريا، حيث تشعر تركيا بعدم الرضا عن وجود قوات كردية معادية لها.
وكما هو متوقع، فإن مناقشة تشكيل لجنة دستورية هي الأقل إشكالية: فقد سبق لروسيا أن صرحت بأنها مستعدة لاتخاذ موقف مرن حيال هذه المسألة. المعضلة الرئيسية هي الوضع في محافظة إدلب.
فوفقاً لخبير نادي فالدي، رسلان ماميدوف، كون إدلب “يسيطر عليها الإرهابيون”، فإن السلطات السورية “مطلقة اليد” للقيام بعملية عسكرية هناك. ومع ذلك، يمكن لسوريا أن تتعامل مع حل هذه المشكلة ليس فقط من خلال العمل العسكري، “إنما بمقاربة خاصة لأولئك الذين يسميهم الدبلوماسيون الروس بين حين وآخر قوى “صحية في المعارضة في إدلب”.
وأضاف ماميدوف: “بالطبع، يتطلب مثل هذا النهج ضبطا دقيقا. روسيا وتركيا وإيران ما زالت تعتمد على بعضها البعض في هذا الصدد”.
بدوره، نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، الأخصائي بشؤون الشرق الأوسط، أندريه باكلانوف، يرى أن الوضع في إدلب خطير بحيث لا يمكن اتخاذ قرار بشأنه في اجتماع واحد: “لا توجد صورة كاملة لما يحدث هناك، ولا ما هي التشكيلات المسلحة هناك”.
فيما يرى الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، يوري بارمين، أن حل الوضع في إدلب يرتبط إلى درجة بعيدة بمسألة حادة أخرى تتعلق بالتسوية السورية، هي مشكلة الشمال الشرقي، حيث توجد القوات الكردية، فقال: “أعتقد أن التقدم في منطقة ما مستحيل دون إحراز تقدم في منطقة أخرى”.
في الشمال الشرقي، خُطط لإنشاء منطقة عازلة، وتركيا تريد السيطرة عليها بدعم من الولايات المتحدة، فيما تعارض روسيا ذلك، وكذلك الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة أعداءها، يبحثون عن الدعم لدى القوات الحكومية. ويرى بارمين أن روسيا ستحاول، في مباحثات سوتشي، الـ”دفع” بهذا الخط بالذات.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
وكانت قمة رؤساء الدول الضامنة للتسوية السلمية في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) انعقدت الخميس بمنتجع سوتشي في روسيا للمرة الرابعة، لبحث الخطوات المشتركة لتحقيق تسوية مستدامة للوضع في سوريا.
ورحب زعماء روسيا وتركيا وإيران، الخميس، في ختام القمة الثلاثية التي جمعتهم في منتجع سوتشي، بقرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، معلنين اتفاقهم على التنسيق لإحلال الأمن والاستقرار شمال شرق البلاد.
وانتهت قمة سوتشي الروسية بشأن سوريا، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، بإعلان عقد اجتماع أستانة الـ12 نهاية مارس/ آذار المقبل، على أن تعقد القمة الثلاثية الخامسة في تركيا المرة المقبلة.
واعتبر البيان الختامي للقمة، أن سحب الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من سوريا، سيعزز الأمن والاستقرار في هذا البلد.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقد في ختام القمة التي استمرت ساعة و10 دقائق، إن التوقيع على لجنة صياغة الدستور في سوريا «بات وشيكاً جداً»، فيما اعتبر أردوغان أن السرعة المطلوبة لتشكيل اللجنة «غير متوافرة».
وذكر أردوغان أن المحادثات التركية الروسية الإيرانية «ليست بصدد إيجاد بديل عن محادثات جنيف حول سوريا»، مشيراً إلى أن «القمة الثلاثية الخامسة حول سوريا ستعقد في تركيا».
وقال الرئيس التركي في المؤتمر الصحفي: «أجرينا مشاورات حول الخطوات اللازمة لإنهاء الاشتباكات في سوريا (..) وسنواصل الالتزام بما يقع على عاتقنا في إطار تفاهم إدلب».
وشدد قائلاً: «لا نرغب برؤية مأساة إنسانية جديدة في سوريا (..) ولن نسمح بإنشاء حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية»، وكان يشير إلى إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي تعتبره تركيا امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK.
أضاف أردوغان «ننظر إلى مستقبلنا في إطار اتفاقية أضنة (تتيح لتركيا التدخل الأمني في شمال سوريا)».
وذكر أنه «يجب ألا يتسبب الانسحاب الأميركي (المرتقب) من سوريا في حدوث فراغ أمني»، مشيراً إلى أن «توقيت الانسحاب لا يزال غير واضح، وهناك حديث عنه في إبريل/ نيسان أو مايو/ أيار».
وقال الرئيس التركي: «قطعنا مسافة مهمة في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السوريا»، واعتبر أن «الأمل بالوصول إلى حل للأزمة السوريا لم يكن قريب المنال مثلما هو الحال اليوم».
وأضاف «الهزيمة ستكون مصير الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وإيران».
وأعرب أردوغان عن أمله في «تفعيل لجنة متوازنة لصياغة الدستور في سوريا، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبأقرب وقت ممكن».
بدوره، قال بوتين: «حققنا نجاحات (في سوريا) لكن من المبكر إغلاق هذه الصفحة»، مشدداً على أنه «يجب عدم تضرر مكافحة الإرهاب بوقف إطلاق النار في سوريا»، مشيراً إلى أن «وجود الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في إدلب السوريا مؤقت».
وقال الرئيس الروسي: «نعمل على حل الأزمة السوريا بالتنسيق المكثف، ولقد حددنا (مع تركيا وإيران) اليوم الخميس مجالات مهمة للعمل من أجل حل الأزمة».
وبشأن الانسحاب الأميركي من سوريا، أوضح بوتين أن روسيا لم تشهد أي تغيرات كبيرة تشير إلى ذلك».
وقال بوتين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يحاول الوفاء بوعوده الانتخابية من خلال سحب القوات»، لكنه غير قادر دائماً على الوفاء بتعهداته بسبب ما وصفه بوتين بالقضايا السياسية الداخلية.
وبصدد مساعي إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، أكد الرئيس الروسي أن نجاح العملية السياسية في سوريا سيساعد على تسوية علاقات دمشق مع البلدان العربية وإعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية.
من جهته، اتهم روحاني الولايات المتحدة بنقل عناصر من داعش إلى أفغانستان، مضيفاً أن «ذلك يمكن أن يشكل تهديداً لآسيا الوسطى ومناطق أخرى».
وقال إن «الولايات المتحدة الأميركية ستواصل تدخّلها في سوريا حتى بعد سحب قواتها»، مشدداً على أنه «علينا أن نولي أهمية لأمن تركيا».