كاتب تركي يكشف عن سبب اعتلاء ابن سلمان لظهر الكعبة
قال الكاتب التركي ورئيس تحرير يني شفق، أنّ القدس تم بيعها أولًا من خلال وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، والإماراتي محمد بن زايد.
جاء ذلك خلال مقاله أمس، والتي جاءت تحت عنوان ” ما الرسالة التي يرسلها ابن سلمان من سطح الكعبة ولمن يوجهها؟ لم تعد فلسطين أولويتنا! لماذا؟ لأنّ إسرائيل أرادت هذا. أسْر الأنظمة العربية بحجة الخطر الإيراني! الإمارات أصبحت تشبه داعش..”.
وعبذر قارغول عن صدمته من تصرّف ابن سلمان الأخير، معتبرًا أنّ مجرّد التفكير بالأمر يدفع الإنسان للهلع، والتخمين بما سيتبع ذلك من أحداث.
كما ذكر قراغول أن ولي العهد السعودي، أراد إيصل رسالة بذلك، وتابع ” أعتقد أننا سنشهد قريبا تحقق المعنى الرمزي لتلك المشاهد والرسالة التي أوصلها بن سلمان من فوق سطح الكعبة. وهي النقطة التي نخشاها جميعا!”.
كما ربط قراغول ما جرى بأحداث مؤتمر واسو، وتصريحات وزيري الخارجية الإماراتي والبحريني بشكل علني حول علاقة بلدانهما بإسرائيل.
وقال في هذا السياق:
” لقد قال الوزير البحريني “تشغلنا القضية الفلسطينية – الإسرائيلية منذ طفولتنا”، وهو ما اعتبر أخطر إشارة على المرحلة التي وصلت إليها العقلية السياسية العربية. وقد استخدم وزير الخارجية الإماراتي عبارات مماثلة خلال المؤتمر، وهو ما أظهر أن المحور العربي الجديد الذي نتحدث عنه، والذي يشكل بمبادرة أمريكية – إسرائيلية، يجري التحضير له من خلال تدخل خارجي”.
– إليكم النص الكامل للمقالة كما نشرتها يني شفق :
إن محاولة السيطرة على العالم العربية وأسْره بحجة “التهديد الإيراني” يعتبر أكبر وأخطر “تدخل خارجي” يستهدف منطقتنا اليوم. نعم، إنه تدخل خارجي، ذلك أنهم يحاولون أسْر المنطقة بأكملها من خلال الأنظمة العربية.
إنهم ينفذون مخططًا جديدًا ويمهدون الطريق لتدخلات خطيرة في شؤون المنطقة والشعوب العربية. وهو ما يعدّ مخططًا إقليميًّا بكل ما تحمل الكلمة من معان، كما أنه حساب مستقبلي وإشارات خطيرة لوجود مخططات تهدف تمزيق المنطقة.
إنهم ينفذون مشروعًا يرمي لتدمير مركز المنطقة العربية الذي مزقت “أطرافه” من خلال المزيد من العمليات المحلية مثل تلك التي نفذوها حتى اليوم كالتدخل في العراق والتدخل في سوريا والتدخل في ليبيا. إنهم ينقلون الخطر إلى مركز العالم العربي، وربما يكونون يمثلون التهديد الأخطر بالنسبة للمنطقة بأسرها.
إسناد دور داعش للسعودية والإمارات
وللأسف فإنهم يروجون لهذا التهديد من خلال زعم حماية العرب من “الخطر الإيراني” و”الخطر التركي”. وقد تمسكت دول الخليج بهذا الزعم الذي تمسكت به السعودية وكذلك مصر. إننا أمام عملية ترسيخ دعائم نظام وصاية جديد أخطر من أي نظام وصاية كان في الماضي يعادي كل شيء يقدم للعرب على أنه “تهديد” عوضًا عن أن يشكلوا عقلية محلية خاصة بهم.
هناك من يرسمون ملامح هذا التهديد ويسعون لنشره من خلال السعودية والإمارات، وسندرك بمرور الوقت أنهم لا يلعبون أي دور سوى تجهيز المنطقة لعملية استيلاء غربي واحتلال إقليمي. فهاتان الدولتان ومن يسير على دربهما يلعبون اليوم في منطقتنا الدور ذاته الذي لعبه داعش في المناطق المحتلة وبي كا كا في سوريا والقاعدة في أفغانستان.
من فعلوه بواسطة التنظيمات الإرهابية في السابق سيفعلونه اليوم بواسطة هاتين الدولتين
لقد عقدت هاتان الدولتان اتفاق وكالة جديد. وربما نشهد خلال المرحلة المقبلة الترويج للحروب بالوكالة، التي تدار اليوم بواسطة التنظيمات الإرهابية، بواسطة هاتين الدولتين. وهو ما يمثل الخطر الحقيقي الذي يتمثل في هاتين الدولتين، من خلال وليي عهدهما بن سلمان وبن زايد، والدول التي تدور في فلكهما إلى ما يشبه “التنظيمات الإرهابية”.
ولقد شهدنا بما فيه الكفاية خلال كل تجارب الاحتلال التي تعرضت لها منطقتنا حتى اليوم ما الذي يمكن فعله من خلال عقلية التنظيم وكيف يمكن استغلاله بشكل مدمر. ونحن اليوم أمام وضعية خطيرة من وضعيات التنظيمات الإرهابية أخطر من أي وقت مضى.
لم تعد فلسطين أولويتنا!
لماذا؟ لأن إسرائيل أرادت هذا..
وربما نرى كذلك كيف سيستغلون الهجمات المدمرة التي ستستهدف منطقتنا لاحتقار كل القيم التي تخص المسلمين وسكان المنطقة وهدمها من خلال هاتين الدولتين.
ولقد رأينا مجدّدًا كيف لم تنبس الدول ذاتها ببنت شفة خلال إعلان واشنطن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وكيف أنها أذعنت لذلك القرار وكيف أٌسرت إرادتها. واليوم نحن بصدد رؤية نماذج جديدة من هذا الأمر.
وأعتقد أنه لم يكن هناك أحد مستمتع بقدر نتنياهو وهو يستمع لما قاله وزير الخارجية البحريني في كلمته في مؤتمر السلام في الشرق الأوسط الذي استضافته وارسو حين قال “لم تعد فلسطين أولويتنا، بل تهديد إيران”.
ما الرسالة التي أرسلها ابن سلمان من سطح الكعبة؟
لقد قال الوزير البحريني “تشغلنا القضية الفلسطينية – الإسرائيلية منذ طفولتنا”، وهو ما اعتبر أخطر إشارة على المرحلة التي وصلت إليها العقلية السياسية العربية. وقد استخدم وزير الخارجية الإماراتي عبارات مماثلة خلال المؤتمر، وهو ما أظهر أن المحور العربي الجديد الذي نتحدث عنه، والذي يشكل بمبادرة أمريكية – إسرائيلية، يجري التحضير له من خلال تدخل خارجي.
لقد بيعت القدس أولا من خلال وليي العهد، واليوم بيعت فلسطين. ولا ندري ما الذي سيباع أو سيوضع قيد الرهن بعد ذلك. فحتى التفكير في هذا الأمر يصيب المرء بالهلع. وأعتقد أننا سنشهد قريبا تحقق المعنى الرمزي لتلك المشاهد والرسالة التي أوصلها بن سلمان من فوق سطح الكعبة. وهي النقطة التي نخشاها جميعا!