روسيا تؤكد القيام بعملية عسكرية على إدلب .. ولكن من سينفذها؟
دعا الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى عدم التعويل على “صفقة” مع الإرهـ.ـابيين في إدلب، مشيرا إلى حتمية تنفيذ عملية عسكرية هناك.
وقال بيسكوف في مقابلة مع صحيفة “حريت” التركية رصدها موقع الوسيلة اليوم الاثنين: “هذه المسألة يجب أن تترك للعسكريين. نحن بحاجة إلى العملية، لكن علينا أن نقرر ما إذا كانت ستنفذها تركيا أو دول أخرى”.
وأضاف: “يجب ألا نأمل في التوصل إلى اتفاق مع التنظيمات الإرهـ.ـابية، هذا أمل كاذب فهم إرهـ.ـابيون، هم “جبهة النصرة”، أبناء “القاعدة” مهما غيروا من أسمائهم” -بحسب وصفه-.
وأعرب بيسكوف عن تفهمه لقلق تركيا إزاء احتمال تدفق موجة من اللاجئين من سوريا إلى أراضيها، وقال: “إذا هرب مئات أو آلاف اللاجئين إلى تركيا، سيكون ذلك أمرا سيئا، وبالتالي قلق تركيا له مبررات”.
وفي وقت سابق شددت موسكو على أن أي عملية عسكرية ضد الإرهابيين في إدلب لن تكون على غرار عملية تحرير الرقة على يد التحالف الدولي والقوات الحليفة له، وستنفذ بطرق تحافظ على أرواح المدنيين وتجنب المنطقة الدمار وفقا لمتطلبات القانون الإنساني الدولي.
وكان قد كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه سيتم تسوية الوضع في إدلب السورية، وفقا لمعايير القانون الدولي الإنساني.
وقال لافروف، في كلمته خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، “لا يمكننا دائما أن نتسامح مع بؤرة الإرهـ.ـاب هذه، لكن المسألة هي كيفية حل المشكلة تبقى منوطة بالعسكريين، وبالتأكيد لن نفعل ذلك بالطريقة التي جرى فيها تصفية الإرهـ.ـابيين في الرقة، حيث لا تزال جثـ.ـث المدنيين والألغام موجودة حتى الآن”.
وأضاف لافروف بحسب ما رصد موقع الوسيلة: العسكريون يعدون خطة للقـ.ـضاء على النصرة التي سيطرت على معظم مساحة مدينة إدلب، وستراعي الخطة وجود المدنيين.
وقال لافروف: لقد قمنا بتوقيع مذكرة تفاهم مع تركيا حول مدينة إدلب السورية، التي وفقًا لها ستقوم تركيا بفصل القوات المعارضة المتعاونة مع أنقرة بعيدًا عن جبهة النصرة.
وتابع لافروف: أن جبهة النصرة بسوريا سيطرت على أكثر من 90% من منطقة إدلب، وروسيا وإيران وتركيا متواجدون بالفعل بالمنطقة، مشيرًا إلى أنه كان هناك اتفاق لبناء نهج تدريجي وفقًا لحقوق الإنسان العالمية لحل تلك الأزمة.
وأكد لافروف أن الرئيس بوتين قد أعلن أنهم لن يستطيعوا التحمل للأبد هذا الكم الهائل من الإرهابيين في إدلب، مشيرًا إلى أن تلك الأزمة سوف يتم حلها في أقرب وقت.
وأضاف لافروف: بأن قادة روسيا وتركيا وإيران اتفقوا خلال لقائهم في سوتشي على إطلاق آلية “الخطوة خطوة”، لاستعادة إدلب شمالي سوريا من “التنظيمات الإرهابية”، وفق قوله.
وأوضح لافروف: أن الاتفاق يقضي بشروع العسكريين الروس والأتراك في العمل على تحديد مناطق داخل نطاق وقف التصعيد في إدلب، لتسيير دوريات مشتركة هناك، وذلك بعد أن تعثر تنفيذ اتفاق سبتمبر بين موسكو وأنقرة حول إدلب، وفق موقع (روسيا اليوم).
وكان قد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إمكانية القيام بعملية مشتركة بين تركيا وروسيا وإيران في سوريا.
قال “أردوغان” للصحفيين الأتراك على متن الطائرة، عند عودتهم من سوتشي: “يمكن تنفيذ العمليات المشتركة مع روسيا وإيران في أي وقت وفقًا للتطورات، لا توجد عقبات لهذا، المهم بالنسبة لنا هو سلامة سكان إدلب”، كما نقلت عنه صحيفة “حريت”.
وأضاف الرئيس التركي، أن الجيش التركي والروسي يقومان بعمل مكثّف لتنفيذ مذكرة إدلب ومكافحة الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وكانت قمة رؤساء الدول الضامنة للتسوية السلمية في سوريا (روسيا وتركيا وإيران) انعقدت الخميس بمنتجع سوتشي في روسيا للمرة الرابعة، لبحث الخطوات المشتركة لتحقيق تسوية مستدامة للوضع في سوريا.
وأكد “أردوغان” خلال خطابه، في قمة سوتشي: “إن “هناك وقفًا لإطلاق النار في إدلب، ويجب أن يحافظ النظام السوري عليه”، باعتبار أن روسيا وإيران داعما النظام.
ورحب زعماء روسيا وتركيا وإيران ، في ختام القمة الثلاثية التي جمعتهم في منتجع سوتشي، بقرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، معلنين اتفاقهم على التنسيق لإحلال الأمن والاستقرار شمال شرق البلاد.
وانتهت قمة سوتشي الروسية بشأن سوريا، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، بإعلان عقد اجتماع أستانة الـ12 نهاية مارس/ آذار المقبل، على أن تعقد القمة الثلاثية الخامسة في تركيا المرة المقبلة.
واعتبر البيان الختامي للقمة، أن سحب الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من سوريا، سيعزز الأمن والاستقرار في هذا البلد.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقد في ختام القمة التي استمرت ساعة و10 دقائق، إن التوقيع على لجنة صياغة الدستور في سوريا «بات وشيكاً جداً»، فيما اعتبر أردوغان أن السرعة المطلوبة لتشكيل اللجنة «غير متوافرة».
وذكر أردوغان أن المحادثات التركية الروسية الإيرانية «ليست بصدد إيجاد بديل عن محادثات جنيف حول سوريا»، مشيراً إلى أن «القمة الثلاثية الخامسة حول سوريا ستعقد في تركيا».
وقال الرئيس التركي في المؤتمر الصحفي: «أجرينا مشاورات حول الخطوات اللازمة لإنهاء الاشتباكات في سوريا (..) وسنواصل الالتزام بما يقع على عاتقنا في إطار تفاهم إدلب».
وشدد قائلاً: «لا نرغب برؤية مأساة إنسانية جديدة في سوريا (..) ولن نسمح بإنشاء حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية»، وكان يشير إلى إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي تعتبره تركيا امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK.
أضاف أردوغان «ننظر إلى مستقبلنا في إطار اتفاقية أضنة (تتيح لتركيا التدخل الأمني في شمال سوريا)».
وذكر أنه «يجب ألا يتسبب الانسحاب الأميركي (المرتقب) من سوريا في حدوث فراغ أمني»، مشيراً إلى أن «توقيت الانسحاب لا يزال غير واضح، وهناك حديث عنه في إبريل/ نيسان أو مايو/ أيار».
وقال الرئيس التركي: «قطعنا مسافة مهمة في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السوريا»، واعتبر أن «الأمل بالوصول إلى حل للأزمة السوريا لم يكن قريب المنال مثلما هو الحال اليوم».
وأضاف «الهزيمة ستكون مصير الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وإيران».
وأعرب أردوغان عن أمله في «تفعيل لجنة متوازنة لصياغة الدستور في سوريا، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبأقرب وقت ممكن».
بدوره، قال بوتين: «حققنا نجاحات (في سوريا) لكن من المبكر إغلاق هذه الصفحة»، مشدداً على أنه «يجب عدم تضرر مكافحة الإرهاب بوقف إطلاق النار في سوريا»، مشيراً إلى أن «وجود الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في إدلب السوريا مؤقت».
وقال الرئيس الروسي: «نعمل على حل الأزمة السوريا بالتنسيق المكثف، ولقد حددنا (مع تركيا وإيران) اليوم الخميس مجالات مهمة للعمل من أجل حل الأزمة».
وبشأن الانسحاب الأميركي من سوريا، أوضح بوتين أن روسيا لم تشهد أي تغيرات كبيرة تشير إلى ذلك».
وقال بوتين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يحاول الوفاء بوعوده الانتخابية من خلال سحب القوات»، لكنه غير قادر دائماً على الوفاء بتعهداته بسبب ما وصفه بوتين بالقضايا السياسية الداخلية.
وبصدد مساعي إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، أكد الرئيس الروسي أن نجاح العملية السياسية في سوريا سيساعد على تسوية علاقات دمشق مع البلدان العربية وإعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية.
من جهته، اتهم روحاني الولايات المتحدة بنقل عناصر من داعش إلى أفغانستان، مضيفاً أن «ذلك يمكن أن يشكل تهديداً لآسيا الوسطى ومناطق أخرى».
وقال إن «الولايات المتحدة الأميركية ستواصل تدخّلها في سوريا حتى بعد سحب قواتها»، مشدداً على أنه «علينا أن نولي أهمية لأمن تركيا».