أخبار سوريا

التصفيق الحار والعتابا والأشعار وهتافات “بالروح والدم” تغضب موالي الأسد

خاص الوسيلة: انتقد ناشطون موالون وإعلاميون موجات التصفيق والهتاف وإلقاء الشعر التي تخللت خطاب رأس النظام بشار الأسد أمام رؤساء مجالس الإدارة المحلية بدمشق.

وتخلل خطاب بشار الأسد الفلسفي هتافات “بالروح بالدم نفديك يا بشار” مترافقة بالتصفيق الحار الذي اعتاد عليه مؤيدو الأسد.

وما بين جملة وأخرى انتفض عدد من المسؤولين المحليين لإلقاء أبيات من الشعر ,وكلمات الإطراء مديحاً لما قدمه الأسد لشعبه طيلة السنوات الماضية.

وبينما مؤيدو الأسد يتسابقون على التفنن في التطبيل والتزمير والتشحيف كان سيادته يتحدث عن حرب الإنترنت وأزمات الغاز متهماً المتذمرين والمنتفضين بالخيانة والعمالة.

الوسيلة رصدت بعض آراء موالي النظام السوري من محللين وإعلاميين وفنيين وصفوا أولئك الشعراء والمطبلين بأنهم الدونكيشوتات الحقيقيون.

وطالب الصحفي غسان الشامي برفع شعراء الخطاب الرئاسي “فلقة” مع حلق الشعر على الصفر عقاباً للقة احترامهم للأسد.

وكتب الشامي : “أقترح على المسؤولين المعنيين في سوريا أن يرفعوا كل من يلقون الشعر الخرندعي في حضرة الرئيس “فلقة”.

وأضاف: “وأن يحلقوا له شعره المصبوغ ثم يدعوه ينشق”.

وأيد المحلل السياسي وضيف إعلام النظام العقوبة التي اقترحها الشامي معتبراً أنه من أجمل ما سمع بحق هؤلاء المنافقين كما وصفهم.

وقال الجفا: ” 30 مرة تمت مقاطعة السيد الرئيس وتوقعت أكثر من مرة أن يقول لهم لنكمل الكلمة لنفهم معناها وبعدها قولوا ما تشاؤون”.

واعتبر الجفا أن أخلاق الأسد العالية منعته من إيقاف مقامات الزجل التي أطلقها مؤيدوه.

وأضاف الجفا: ” لكن بسبب مناقبيته العالية وعلو اخلاقه لم يطلب منهم وقف مقالات الزجل التي قالها البعض”.

أما مكسيم منصور العامل بالإعلام السوري “كما يعرف نفسه”, أكد أن مقاطعي كلمة الأسد الذين شوشوا على كلمته هم أنفسهم جامعي اللايكات وماسحي الجوخ الذين تحدث عنهم في خطابه.

وخاطب منصور رئيسه قائلاً: “شفت جامعي اللايكات ومسيحة الجوخ بعينك؟”.

وأرجع منصور ازمات الشعب ومشاكل المعيشة والفساد لتطبيل وتزمير أمثال هؤلاء.

وأضاف: “هدول وأمثالهن متل ماعملو تشويش ومقاطعة لكلمتك، عملو مشاكل للشعب وطبلو للتقصير وزمرو للفساد”.

وتفاعل الإعلامي المفصول من قناة الميادين رضا الباشا مع منشور مكسيم وشاركه على صفحته الشخصية إضافة لمنشور آخر عن الدونكيشوتات.

ورأى الباشا أن مفهوم الدونكيشوتات من فهم بشار الأسد هو ما يهمه رداً على مستشار حكومة النظام الذي طالب بقتل واجتثاث المنتقدين.

وانتقدت دكتورة الاقتصاد نسرين زريق تنظير المسؤولين بالشعر والكلام والمقاطعة وسعيهم للتباهي أمام بشار الأسد تاركين العمل آخر أولوياتهم.

وكتبت زريق على صفحتها بالفيسبوك: ” أن الرئيس بيقلهم المهم العمل لا التنظير.. بيقاطعوه وبيحكوا شعر”.

وأشارت زريق إلى الفهم الخاطئ لدى المسؤولين وضياعهم لبوصلة العمل بينما يتهمون المواطن بالعمالة والتطاول على مقام المسؤولين.

وأضافت زريق: ” الرئيس بيقلهم الدونكيشوت هو المسؤول يلي أضاع بوصلته .. وهنن بيقولو الدونكيشوت يلي بيسترجي ينقدنا نحنا المسؤولين مقامات ومكرمات”.

ودعت زريق الله أن يصبر بشار على هذه البلاوي متناسية أن سبب البلاء على جميع السوريين: “روح الله يصبرك سيدنا ويصبرنا على ما ابتلانا”.

وأكد الفنان الموالي بشار اسماعيل أن ما وصفهم بالمنافقين أجبروه على إغلاق التلفاز وعدم سماع خطاب رئيسه الذي من المفترض أن يلتزم الإنسان بالأدب برأيه.

وقال اسماعيل: “من آداب الحديث أن لا تقاطع المتحدث كائنا من يكون فكيف إذا كان المتحدث رئيس الجمهورية”.

وعبر اسماعيل عن انزعاجه من مقاطعي الأسد والاكتفاء بقراءة كلمته: “بصراحة المنافقون اللذين يقاطعون السيد الرئيس أجبروني على إغلاق التلفزيون وسأكتفي بقراءة الكلمة قراءة”.

وكان رأس النظام بشار الأسد قد حذر امس الأحد من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي على الوضع الداخلي في سوريا، معتبرا أنها ساهمت في تردي الأوضاع في البلاد.

وقال الأسد في كلمة ألقاها أمام رؤساء المجالس المحلية السورية: “وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات

وتابع: “نحن أمام الجيل الرابع من الحروب وهي الإنترنت وصفحات ظاهرها وطني ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية”.

وأشار الأسد إلى أن النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ولكن يجب أن يكون النقد موضوعيا.

وتابع: “علينا ألا نعتقد خطأ بأن الحرب انتهت، فالحرب لم تنته وما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب، هي حرب عسكرية، وحرب الحصار، وحرب وسائل التواصل الاجتماعي، وحرب الفاسدين… الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون لخلق الفوضى من داخل المجتمع السوري”.

وركز الأسد على حالة الحصار التي فرضها الخارج على سوريا داعيا إلى تعاون الجميع في التعايش مع الوضع الراهن قائلا: “نعلم جميعا أننا نعيش حالة حصار ويجب أن نتعامل معها بشكل إيجابي ومتعاون”.

وكان موقع الخبير السوري التابع لرئاسة حكومة النظام السوري قد اتهم قبل أيام المتطاولين الذين ضاقت بهم الأوضاع المعيشية واشتداد أزماتها بالخيانة.

ووصف الموقع الذي يديره رئيس حكومة النظام ناظم عيد، المتذمرين من أزمات الغاز أو الكهرباء، بأنهم “دونكيشوتات بسيوف من فيسبوك

ورأى أن المحتجين على الانتظار للحصول على جرة غاز واقعون في غوايات الانحراف والانزلاق في متاهات العبث بثوابت سوريّا الصّامدة.

ويصنف الموقع منتقدي حكومة خميس إمّا مأجورين وهذا ارتكاب يستوجب المساءلة بتهمة الخيانة، أو مأفونين وهذا يستدعي الحجر السريع.

ودعا الموقع التابع للحكومة إلى قطع واجتثاث أصابع وصفها بالآثمة استهوتها لعبة اللهو بثوابت وطن.

وفي ذلك إشارة إلى منتقدي مسؤولي الحكومة من الفنانين والإعلاميين الذين ضجروا من أزمات المعيشية

وبعد ساعتين على نشر عضو برلمان النظام منشوره نشر “الخبير السوري” مقالة ثانية حملت عنوان: “بالنسبة لـ “الدونكيشوتات الجدد”.

وجاءت المقالة المغفلة من اسم الكاتب توضيحاً لمن وصلته الصورة مشوّشة وفق الموقع.

الذي صرح: إنه يقدم توضيحا حول المادة “التي أثارت جدلاً والتباساً في أذهان بعض الأصدقاء والمتابعين.

كما أثارت “ثورة” من دون قصد، وللأسف كان جلّهم بأسماء وهميّة بدلاتها أي عامّة..

وبعضها كان بأسماء صريحة لكنها ليست حقيقيّة، ومعظمها يعود إلى متمولين منشقّين عن البلد وهاربين إلى الضفة الأخرى.

وأعلن الموقع أن المعني بالمقالة الأولى أحد المتمولين الكبار ممن سرقوا ثروة البلد وهربوا بها.

وقال: إنه قدّم نفسه كمعارض واستأجر عشرات الأقلام الهاربة مثله.. بعد أن تقطّعت بهم سبل الرزق هناك حيث لم يعد لتمويلهم جدوى.

وأضاف أن هؤلاء يتولّون اليوم مئات الصفحات الفيسبوكيّة بأسماء وهميّة.

وأنهم يعملون وفق نهج منظّم لتأليب الشارع السوري “المنتصر” ضد بلده، عبر استثمار المشكلات المعيشيّة.

وأثارت مقالة الدونكيشوتات استهجاناً واسعاً بين أوساط الإعلاميين وشخصيات المجتمع السوري.

وجل المستنكرين ممن وجهوا نقداً لأداء الحكومة وتعاملها غير الجدي مع أزمات الناس.

وصاحب موقع الخبير السوري هو الاقتصادي والصحافي في مؤسسات إعلامية تابعة للنظام السوري، ناظم عيد.

والذي عيِّن رسمياً، أواخر العام المنصرم، مستشاراً لدى “رئاسة حكومة النظام السوري

وكانت مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي قد تداولت مقاطع وصور لأطول طابور غاز في مدينة اللاذقية .

وعبر اسماعيل في عدد من المنشورات على الفيسبوك بحسب ما رصدت الوسيلة عن ازدياد الوضع سوءاً رغم محاولات إنقاذه من التدهور.

وقال اسماعيل: “بعد انتشار السحر والشعوذة ..وظهور السيدة العالمة أم سميح للتسريح ..والسيدة العالمة أم شكيب لجلب الحبيب”.

وسخر اسماعيل ممن كانوا ينتظرون قرارات تسريح أبنائهم منذ سنوات إضافة للفتيات اللاتي انتظرن الشباب طويلاً ليكملن حياتهن في بيت الزوجية.

ويعبر اسماعيل عن عجز حكومة النظام أمام الأزمات التي تعصف بالبلد مستهزئاً من وعود النظام بإيجاد الحلول والعمل على رفع مستوى معيشة المواطنين.

ويعتبر اسماعيل أن هذا الوضع المتأزم في سوريا يحتاج إلى ساحر ومشعوذ يصنع الحلول السحرية لهؤلاء المسؤولين الفاشلين في تلبية متطلبات المعيشة.

وبشر اسماعيل متابعيه بالظهور الأسطوري لمسؤول في الحكومة “حسب كلامه” سيقوم بردم الأزمات وإنعاش الوضع

وكان بشار اسماعيل قد طالب ساخراً النظام السوري بسحب الختايرة إلى الاحتياط وترك الشباب في البلد عقب الحملة الكبيرة ودعوات الاحتياط.

كما هاجم اسماعيل مسؤولي النظام الذين عجزوا عن تأمين متطلبات المعيشة ومواد التدفئة في منشور أطلق على نفسه “بردان اسماعيل”.

وخرج مؤخراً وسيم الأسد أحد أبناء عمومة رأس النظام مطلقاً ألفاظاً بذيئة وكلمات نابية على السوريين المنتفضين ضد أزمات الغاز والمازوت.

وخير الأسد السوريين في مناطق سيطرة النظام بين الصبر والصمت على الأزمات أو انتهاك عرضهم وشرفهم على يد ما وصفهم بالمسلحين.

وكان الفنان زهير عبد الكريم قد هاجم عدداً من الفنانين الذين ناشدوا بشار الأسد وطالبوه بالتدخل لحل أزمة المواطنين.

واستهزأ عبد الكريم من كلامهم: “هلق صرتو سيدي الرئيس وين كنتو؟.

وكان أيمن زيدان قد انتقد أيضاً تجاهل معاناة السوريين الذين يعيشون أوضاعاً صعبة.

واعتبر أن النصر الذي حققه النظام بلا معنى في ظل الظلام وعدم توفر مواد التدفئة.

كما طالبت شخصيات فنية وإعلامية ومدنية بتدخل رأس النظام بشار الأسد في إيجاد حل لأزمة الغاز والكهرباء.

يذكر أن رئيس حكومة النظام قدم اعتذاراً للشعب السوري واعداً بتحسين الأوضاع المعيشية منذ نحو شهر.

فيما اتهم رئيس برلمان النظام حمودة الصباغ الشعب السوري بالعمالة للخارج.

ووصف الصباغ أن كتاب الفيسبوك ومشتقاته بالخائنين الذين يدارون من الخارج.

ما أثار غضب السوريين وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعاني معظم مناطق النظام من أزمة خانقة في الغاز والمازوت رغم نفي مسؤولي النظام وتصريحاتهم بانفراج الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.

.

زر الذهاب إلى الأعلى