فتاة سورية تشترط تسجيل هذا المهر الضخم في عقد الزواج
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تثبيت عقد زواج لشاب وفتاة في سوريا بمهر بلغت قيمته 300 مليون ليرة سورية تشمل المؤجل والمؤخر.
وقالت صفحات النظام الموالية، إن القاضي الشرعي الأول في دمشق، المستشار محمود المعراوي، وافق على تثبيت عقد زواج بمهر قيمته 300 مليون ليرة سورية منها 150 مليون مؤجل
و150 مليون معجل الزواج.
وأضافت صفحات النظام، أن القاضي منح الشابين مهلة لمراجعة المهر وتخفيض قيمته الباهظة قبل تثبيت العقد إلا أن إصرار الزوجة على المهر المذكور دفع الزوج للرضا والقبول به.
وبينت صفحات النظام أن الزوجين “25 عاماً”، كانا متزوجين سابقاً ويريدان العودة لبعضهما البعض، ما جعل الزوجة تشترط على الزوج تسجيل ذلك المبلغ أملاً بضمان حقها.
ولفتت الصفحات إلى أن أن أهل الزوج اعترضوا زواج ابنهم منذ بدايته ولا زالوا يعارضونه إلى اليوم.
وقال مقرب من الزوج لموقع الوسيلة إن القاضي الشرعي الأول في دمشق حذر الشاب وذكره بأن المبلغ ضخم جداً طالباً منه التراجع عن المبلغ لمخالفته العرف والتقاليد السورية.
وأضاف المقرب من الزوج إن الزوج أعلن موافقته على المهر رغم التحذيرات له أن حدوث خلاف بينهما مستقبلاً تدخله زوجته السجن، لحين دفع المبلغ.
وأثار المهر المتداول على مواقع التواصل جدلاً واسعاً بين السوريين الذين عبروا عن استيائهم من غلاء المهر.
واعتبر متابعون أن أمثال هؤلاء يتسببون بالضرر لكثير من الشباب الراغبين بالزواج.
وقال آخرون إن المهر المذكور تعالي ومبالغة لا داعي لها.
وأبدى كثير من رواد مواقع التواصل عدم رضاهم عن المبالغة في المهور داعين لتيسير أمور الشباب وتسهيل زواجهم.
ويعاني السوريون في مناطق النظام من ازمات خانقة في ظل المعيشة القاسية وصعوبة في تلبية متطلبات الحياة.
وأقدم أب سوري مؤخراً على تزويج ابنته بمهر معجله ” القرآن الكريم” ومؤجله “100 دولار” معلناً ذلك في عقد الزواج بين ابنته والشاب الذي تزوجها وفق ما ظهر في تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب مقطع الفيديو الذي رصدته الوسيلة فقد ظهر رجل يدعى مصطفى حليمة ويجلس أمامه شاب ويضعان يديهما ببعض إضافة لشخص ثالث يقوم بعقد الزواج وفق السنة النبوية
ويذكر الأب حليمة خلال العقد أنه زوج ابنته وتدعى “آلاء” بمهر معجله القرآن الكريم ومؤجله مبلغ 100 دولار فيطلب من الشاب أن يعلن قبوله الزواج من ابنة مصطفى حليمة بنفس المهر المذكور فيردد ذلك ويشهد بذلك شهود سمع صوتهم خلال التسجيل ثم يختم عقد النكاح بقراءة سورة الفاتحة.
وانتشر عقد الزواج المصور على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعية وتناقلته صفحات وشبكات إعلامية لكونه سابقة مع غلاء المهور وشروط الزواج الصعبة التي يفرضها بعض الأهل على الشباب الراغبين بالزواج.
وقال مغتربون سوريون لموقع الوسيلة إن عقد النكاح تم في أوروبا والأب السوري مصطفى حليمة من مدينة الرقة من “الدبسي والحويوات” مشيرين إلى سمعتهم الطيبة في سوريا.
وأثار العقد المتداول بين الشباب متابعة وتفاعلاً واسعاً فتباينت آراؤهم بين مصدق لعقد الزواج ووجود هكذا أهل وبين مشكك بصحة الفيديو بحجة عدم وجود أشخاص آخرين غير الأب والشاب
وكاتب العقد.
وبغض النظر عن الجدال الحاصل بين الشباب فيما يخص العقد فإنه يعكس معاناة الشباب المقبلين على الزواج وصعوبة تأمين المهور وعدم قدرتهم على دفعها خاصة مع مُبالغة الآباء فيه.
ويرى متابعون أن عقد النكاح الشرعي لابد له أن يكسر قاعدة غلاء ومبالغة المهور وأن يحتذي به آباء الفتيات الآخرين.
ويعاني الشباب في سوريا من ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور وتعنت الأهل في التضييق على الشباب المقبلين على الزواج ما يجعل الكثيرين منهم يعزف عن الزواج المبكر ويفكرون ببناء مستقبلهم قبل الشروع في الزواج.
كما يتسبب غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج تهديداً للزواج وتدميراً له ويضاعف العنوسة في صفوف الفتيات السوريات وسط إصرار الأهل على التشديد في المهور وضمانات تزويج بناتهم.
وكانت الحرب التي عصفت بالبلاد منذ 8 سنوات أحد أهم أسباب معاناة الشباب وعدم استقرارهم بعد أن ضاعت أحلامهم وخسروا بيوتهم وأموالهم ودراساتهم مجبرين على الهجرة إلى أوروبا عدا عن مئات الآلاف من الشباب والرجال الذين فقدوا حياتهم في سوريا ما جعلهم يعيشون ظروفاً مادية قاسية.