أول تعليق رسمي من هيئة تحرير الشام حول الجولاني
في أول تعليق رسمي من هيئة تحرير الشام على الأخبار المتداولة التي تحدثت فيها العديد من وسائل الإعلام عن إصـ.ـابة الجولاني.
حيث نفى المتحدث الرسمي لـ”هيئة تحرير الشام” عماد الدين مجاهد، الأخبار عن إصـ.ـابة أي قيادي عسكري في صفوف “الهيئة”، في الانفـ.ـجار المزدوج الذي وقع الاثنين في مدينة إدلب، بحسب مراسل “المدن” هارون الأسود.
وفي تصريح خاص لـ”المدن“، قال مجاهد، إن “هذه الأخبار عـ.ـارية عن الصحة، ومن قام بنشر هذه الأكاذيب هي وكالة سبوتنيك وهو ما يدل على أن الانفجارات تحمل بصمات الاحتلال الروسي وخلايا النظام المجرم”.
وقـ.ـتل خلال الانفجار المزدوج 17 مدنياً، وأصـ.ـيب نحو 80، بينهم ناشطون من غوطة دمشق، وآخر من حمص، بالإضافة إلى مصور فريق الدفاع المدني عمار الحمدو. وطالب “الائتلاف الوطني” في بيان رسمي، الثلاثاء، المجتمع الدولي بإدانة تفجـ.ـير إدلب والرد عليه عبر “دعم الحل السياسي”، باعتباره “الوحيد القادر على هزيمة الإرهاب والنظام الداعم له”.
وكانت وسائل إعلام النظام وأخرى روسية قد ادعت أن قائد “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، قد أصـ.ـيب في التفجير. وكالة “سبوتنيك” الروسية ادعت تحويل الجولاني إلى تركيا لتلقي العلاج. ونقلت الوكالة المعروفة بالترويج للأخبار المفبركة، عن “مصدر طبي خاص” يعمل في مشفى أنطاكيا الحكومي التركي، أن المشفى استقبل مصـ.ـاباً بشظية في الرأس من إدلب، وقالت إنه “الجولاني”.
وعدا عن المغالطات والفبركات الواضحة للعيان في رواية الوكالة الروسية حول الحـ.ـادثة، فإنها استهدفت نقطتين رئيسيتين؛ إشارة غير بريئة إلى احتضان تركيا لزعيم “تحرير الشام”، وتوجيه الاتهامات لفرق الدفاع المدني بانقاذ “ارهابيين” بوصفهم “ذراع جبهة النصرة المدني” بحسب وصف “سبوتنيك”.
وكان شارع القصور قد شهد استنفاراً واسعاً لطواقم الإسعاف وفرق الدفاع المدني والكوادر الطبية، عقب الانفجار المزدوج، لكن مصادر “المدن” نفت تماماً حدوث أي استنفار أمني أو عسكري، قد يوحي بوجود وضع طارئ أو إصابة شخصية قيادية ما. ووثقت كاميرات النشطاء والإعلاميين انتشال جثث القتلى وإسعاف المصابين، وحجم الدمار الواسع، وانتشرت فيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي، لم يظهر فيها قادة عسكريون مصابون.
الإعلامي عامر زيدان، المُهجّر من الغوطة الشرقية والمقيم في مدينة إدلب، كان من أول الذين حضروا لتوثيق الانفجار. يقول زيدان لـ”المدن”: “أثناء طريقي إلى المنزل مروراً بشارع القصور، شاهدت انفجار السيارة الأولى ولم ألحظ وجود أي تجمع أو رتل عسكري”. وتابع: “أصيبت نساء كن يمشين على منتصف الشارع وعلى الرصيف”، وقال: “بالكاد تفقدت الناس من حولي وهرعت نحو الجرحى، وفي هذه الأثناء وصلت بعض طواقم الإسعاف وفرق الدفاع المدني، وخلال دقائق اهتز المكان بالانفجار الثاني”.
زيدان أصبت بشظايا في وجهه، بسبب الانفجار الثاني، لكنه شاهد جثث القتلى والمصابين من حوله بسبب الانفجار الثاني. يتابع: “تعطلت سيارات الإسعاف وأصيب معظم المسعفين، ولم يجرؤ أحد على إسعافنا خلال الدقائق الأولى خشية وقوع انفجار ثالث”. وقد تمّ إسعافه إلى مشفى المحافظة، حيث وصل العدد الأكبر من النساء والأطفال الجرحى، لذا لم يخضع زيدان لعملية جراحية إلا بعد نحو 9 ساعات.
بعد وقوع الانفجار الثاني، وصل مدير “تنسيقية إدلب” صهيب مكحل، إلى شارع القصور. يقول مكحل لـ”المدن”: “لم يكن هناك سيارات عسكرية مدمرة أو تحترق في مكان الانفجار، ولم يكن هناك انتشار أمني واسع يفوق المعتاد ليدل على وجود حالة خاصة أو يعيق عملنا ويمنعنا من التصوير”. وأضاف: “جميع المشاهد التي انتشرت توضح أن المصابين هم مدنيون”.