أخبار سوريا

مقايضة بين بوتين ونتنياهو.. وبشار الأسد على طاولة البحث!

علّقت بعض الصحف الصادرة الخميس على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو الأربعاء، والتي تعدّ الأولى منذ إسقاط طائرة روسيّة في أيلول الماضي، وتأتي مباشرةً بعد زيارة رأس النظام السوري بشار الأسد المفاجئة الى إيران، كما أنّها تأتي قبل حوالى شهر من الإنتخابات المبكرة التي ستجري في إسرائيل.

فقد أشارت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتيّة إلى أنّ العلاقات كانت متوتّرة بين إسرائيل وروسيا، قبل اللقاء الذي جمع القيصر بنتنياهو، وكان الأخير قد أعلن أنّ النقاط الأساسية في جدول الأعمال في موسكو، تتركّز على التعاون العسكري وسوريا وكبح النفوذ الإيراني، وقال: “سنواصل العمل حتى نُبعد الإيرانيين عن سوريا لأنّ ايران تهدد بتدمير اسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، فقد كرّر نتنياهو هذه الرسالة خلال إجتماعه مع بوتين، قبل بدء المفاوضات المغلقة، حيثُ اعتبر أنّ التهديد الأكبر للإستقرار والأمن في المنطقة هو إيران.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يُكثّف فيه بوتين جهوده لإيجاد حلّ سياسي للحرب الدائرة في سوريا، وكان قد استضاف في 14 شباط الجاري محادثات مع الرئيسين التركي والإيراني في سوتشي، وتركّزت المحادثات حول سوريا و الإنسحاب الأميركي.

وأشارت الصحيفة الى أنّ مخططات ترامب تغيّرت، بعدما كان يريد الإنسحاب وترك نتنياهو يواجه النفوذ الإيراني في سوريا. وهنا علّقت آنا بورشيفسكايا وهي باحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بالقول إنّ سحب القوات الأميركية من سوريا يضع إسرائيل في موقف أكثر صعوبة من ذي قبل، معتبرةً أنّ “الحليف الوحيد والحقيقي لإسرائيل في الصراع الدائر اليوم هو روسيا”، وأضافت أنّ التمنّي الإسرائيلي هو أن تتمكن روسيا من المساعدة في الحد من النفوذ الإيراني بطريقة فعّالة، ولكن في الواقع، فإنّ استراتيجية بوتين بالكامل في سوريا كانت مبنية على الشراكة مع إيران .
وأضافت الصحيفة: أنّ صبر روسيا على الحملات الجوية الإسرائيلية والقصف على سوريا تراجع، وخلال الزيارة الأخيرة لنتنياهو الى موسكو في أيار 2018، لم تكن العلاقة جيّدة مع بوتين.

من جانبهم، اعتبر محللون أنّ رحلة الأربعاء الى موسكو يُمكن اعتبار توقيتها أنّه حُسب ضمن الحملة الخاصّة بالإنتخابات، وستؤدّي الى زيادة حصته في الأصوات، وسيكون للزيارة صدى في الخارج أيضًا.

توازيًا، علّقت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على زيارة نتنياهو بالقول إنّ لها هدفين، فنتنياهو يريد أن يتحدّث عن إيران في سوريا، وبوتين يريد إجراء محادثات حول عملية السلام، إذًا لكلّ طرف أجندته الخاصّة.

وأضافت الصحيفة أنّ نتنياهو أراد التأكيد أنّ إسرائيل لن تسمح لإيران بتحويل سوريا الى قاعدة للهجوم على إسرائيل، وأبلغه بالخطّة العامّة لبنك الأهداف في سوريا، حتّى لا تتفاجأ روسيا عند تنفيذ أي ضربة. أمّا ما يهمّ بوتين خلال المناقشات فكان مختلفًا، لا سيما بما يخصّ تركيا وإسرائيل، وكذلك بالهدف الإستراتيجي الذي يعمل لأجله وهو إبقاء بشار الأسد في السلطة، الأمر الذي كان على طاولة البحث، كما يريد أن يبرز دور روسيا في العالم، وأنّها جسر نحو حلول لقضايا صعبة التي لا يمكن لأحد دوليًا أن يحلّها، ولذلك كان قد دعا فصائل فلسطينية مؤخرًا للحوار في موسكو، كما دعا مسؤولين من “حركة طالبان” ومن المعارضة الأفغانيّة إلى العاصمة الروسية من أجل الحوار حول بعض المسائل الأساسية، وكذلك زار موسكو مسؤولون أتراك وإيرانيون.

وختمت الصحيفة بالإشارة الى أنّ هناك عرضًا من بوتين لنتنياهو، قد يكون تمثّل بأن تساعد روسيا إسرائيل في سوريا، وفي المقابل يشارك الروس في العملية الديبلوماسية الهادفة لحلّ القضية الفلسطينية وعملية السلام.

ترجمة لبنان 24

زر الذهاب إلى الأعلى