ماذا لو نشبت حرب نووية بين الهند وباكستان؟
مع وصول التوتر العسكري بين الهند وباكستان هذه الأيام إلى مستويات غير مسبوقة منذ آخر حرب دارت بينهما عام 1971، تخيم المخاوف من احتمال تطور التوتر إلى نشوب حرب بين الجارتين النوويتين اللتين دخلتا النادي النووي لاحقا.
ورغم أن الترسانة النووية لدى كل من الهند وباكستان صغيرة مقارنة بالقوى النووية الكبرى، فإن آثار نشوب حرب نووية بينهما تهدد العالم أجمع.
وتتمثل الخصائص التدميرية للقنابل والأسلحة النووية في الانفجار والحرارة والإشعاع. إلى جانب الغبار الذري والدخان الكثيف اللذين يغمران مكان الانفجار لسنين عديدة وعلى مساحات شاسعة.
وتحول الطاقة الناتجة عن الانفجار النووي المواد المستخدمة إلى غاز وينتج عنها ضغط هائل ورياح شديدة السرعة تتكون نتيجة التمدد المفاجئ.
ويلي ذلك وميض وهاج أقوى من ضوء الشمس، وتصل درجة الحرارة إلى عشرة ملايين درجة مئوية، وهي بذلك تقترب من درجة حرارة باطن الشمس.
أما بالنسبة للإشعاع فتنطلق موجة قوية عاتية من الإشعاعات المميتة التي تبعثر الأتربة حيث تختلط هذه الأخيرة بها وبالتالي تكتسب خصائصها الإشعاعية وتباشر عملها في التدمير والخراب.
وبعيدا عن الحسابات السياسية والإقليمية والعسكرية لاحتمال نشوب مثل هذه الحرب بين الهند وباكستان، يقدم البروفسور بريان تون من قسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة كولورادو استشرافا لما سيكون عليه حال الأرض لو نشبت حرب نووية بين الجارتين النوويتين.
بداية يحذر تون، الذي درس الحروب النووية لمدة 35 عاما، قائلا إن نشوب حرب نووية اليوم يعني “نهاية العالم”، مشيرا إلى وجود 15000 صاروخ نووي “في هذا العصر المحفوف بالمخاطر. تمتلكها دول على شفا الصراعات مثل الولايات وروسيا والصين وكوريا الشمالية ودول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى جانب الهند وباكستان”، لكنه تجنب الإشارة إلى إسرائيل وترسانتها النووية.
وينبه بريان إلى خطورة نشوب حرب بين الهند وباكستان، وهما أصغر دولتين نوويتين، تمتلكان بضع مئات من القنابل النووية، فيقول إن الآثار التدميرية لن تقتصر عليهما فقط بل ستلقي بآثارها المميتة على العالم بأسره.
ويوضح أن الدخان الناتج عن القصف “سوف ينتشر في جميع أنحاء العالم خلال أسبوعين، وسوف يرتفع عاليا ويحول دون هطول المطر، ونتيجة لذلك سيظل الدخان هناك لسنوات، وسيؤدي هذا في النهاية إلى حجب ضوء الشمس عن الأرض، مما يترتب عليه عدم التمثيل الضوئي للنباتات ومن ثم موت المحاصيل”.
ويمضي العالم الأميركي في استشرافه للحالة قائلا “ومع ندرة المحاصيل النباتية لن يكون بإمكان العالم إطعام سكانه إلا لمدة شهرين فقط، وسيعاني المجاعة ما لم ينتج محاصيل، لأن ذلك سيكون مشكلة معقدة من دون ضوء الشمس”.
كما يستشهد بدراسة للرئيس المشترك لـ”لجنة القضاء على الأسلحة النووية” إيرا هيلفاند التي قال فيها إن ملياري شخص سيموتون جوعا في حال نشوب حرب بين الهند وباكستان”.
وخلص إلى القول “إذا وقعت حرب نووية كاملة فإن درجة الحرارة ستنخفض إلى أقل مما كانت عليه إبان العصر الجليدي، وسيتوقف نمو المحاصيل مما يؤدي إلى وفاة 90% من السكان جوعا”.
المصدر : الجزيرة