أكار يعلن أن قوات بلاده على أهبة الاستعداد وتنتظر أمر الرئيس أردوغان للتحرك
أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، السبت، إنهاء بلاده التحضيرات لعملية عسكرية في منطقة منبج وشرق نهر الفرات، شمالي سوريا.
وأضاف أكار، في تصريح السبت نشرته وكالة “الأناضول” ورصده موقع الوسيلة، أن قوات بلاده على أهبة الاستعداد وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.
وتابع: “لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك”.
وكانت قد بحثت اللجنة الأميركية التركية المشتركة اليوم السبت في أنقرة تنسيق الانسحاب الأميركي من شمال شرق سوريا، وتفاصيل المنطقة الآمنة المزمع تشكيلها على الحدود التركية.
وأفادت مصادر دبلوماسية تركية مطلعة لوكالة الأناضول بأن اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها في السادس من شهر شباط الفائت، تواصل مباحثاتها لليوم الثاني على التوالي في العاصمة التركية أنقرة.
وكانت أبرز الملفات التي ناقشتها اللجنة الأميركية التركية، المنطقة الآمنة المزمع تشكيلها على الحدود الجنوبية التركية، والتي لم يُصدر البلدان حتى الآن عنها أية تفاصيل، بالإضافة إلى ملف سحب الأسلحة التي قدمتها واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية” قسد”، والتي تشكل وحدات حماية الشعب التي تصنفها أنقرة أنها إرهابية، أبرز مكوناتها.
وتطالب تركيا الولايات المتحدة بتدمير قواعدها في شمال شرق سوريا بعد انسحابها، أو تسليمها للجيش التركي، لعدم سيطرة من تصفهم أنقرة بـ “الإرهابيين” عليها، وكي لا تستغل روسيا وإيران ونظام الأسد الفراغ الأميركي لملئه.
وبحسب وكالة الأناضول، فإن الجانب التركي أكّد على أن بلادهم “تحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس”، في حال تم الانسحاب الأميركي دون توافق يبدّد هواجس أنقرة.
وتركّز تركيا في مباحثاتها مع واشنطن على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية بعمق 30 – 40 كم على الأقل، تكون خالية من أي وجود لوحدات الحماية.
أما حول خريطة الطريق المتفق عليها بين البلدين منذ منتصف العام الفائت، والتي كانت آخر تطوراتها تسيير دوريات أميركية تركية مشتركة في محيط المنطقة بعد أن كانت دوريات منفصلة؛ فقد طالبت أنقرة بالإسراع من عملية التحقق المشتركة من الأسماء التي من الممكن أن تنضوي في المجلسين العسكري والمحلي لمنبج، حيث تعارض تركيا مشاركة شخصيات محسوبة على حزب العمال الكردستاني.
ويعد هذا اللقاء الثاني الذي يجمع الجنة المشتركة، والتي سبق أن عقدت اجتماعها الأول في السادس من شباط الفائت، إذ زار رئيسا الأركان خلوصي أكار، والمخابرات هاكان فيدان، العاصمة الأميركية واشنطن.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت 23 من شباط، إن المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية يجب أن تكون تحت سيطرة تركيا.
وأضاف أردوغان، “إن كان لابد من إقامة منطقة آمنة على حدودنا، إذًا ينبغي أن تكون تحت سيطرتنا لأنها حدودنا”.
وتأتي تصريحات أردوغان في وقت قال فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه لا يستبعد مشاركة الشرطة العسكرية الروسية في إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا.
وأضاف لافروف في تصريح صحفي قبيل زيارته للصين وفيتنام أمس، “دار الحديث عن إنشاء منطقة عازلة على أساس الاتفاق الذي وقعته تركيا وسوريا عام 1998. وينحصر الاتفاق في ضرورة التعاون بين الطرفين في إزالة التهديدات الإرهابية على الحدود المشتركة، بما في ذلك السماح لتركيا بالقيام بأعمالها في بعض الأجزاء من الحدود في الأراضي السورية”.
وتابع لافروف، “العسكريون يقومون بإنهاء تنسيق التفاصيل، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف دمشق وتركيا”.
وقال أردوغان في خطاب بمدينة اسطنبول إنه يتباحث مع روسيا وإيران حول المنطقة و”قد قطعنا شوطًا مهمًا”، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركيا منها وكالة “الأناضول”.
وأضاف، “نتمنى إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا بالتعاون مع حلفائنا، لكن في حال تعذر ذلك فإننا مصممون على إقامتها بإمكاناتنا الخاصة مهما كانت الأحوال والظروف”.
وكان ترامب أعلن، في كانون الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي مقاتل في شمال شرق سوريا.
وتزامن ذلك مع إعلان متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأميركية ستنشئ منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا في سياق قوة متعددة الجنسيات.
وتشن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) هجومًا أخيرًا على الجيب الأخير لتنظيم الدولة في قرية الباغوز شرق الفرات في دير الزور.
ولا يزال مصير المنطقة مجهولًا حتى الآن بسبب عدم معرفة الطرف الذي سيكون صاحب القرار فيها، عقب انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وسط رفض تركيا سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة غيرها.