ما هي ليلة الرغائب وكيف يحتفل الأتراك بها ؟
يحيي الأتراك مساء اليوم الخميس، ليلة الرغائب أو ما يسمى بالتركية “رغائب قنديلي”، وهي ليلة أول جمعة من شهر رجب حسب التقويم الهجري، وتكون الأجواء في المساجد مفعمة بالصلاة والدعاء والقيام تقرباً إلى الله.
ويولي الأتراك اهمية كبرى لليلة الرغائب، وتحتل موقعا مهما في ثقافة الشعب التركي، إيمانا بأن الدعاء في هذه الليلة الخاصة لا يرد، وأن الثواب والأجر فيها يعادل أضعاف غيرها من الليالي.
كما تكتسب ليلة الرغائب أهمية خاصة، كونها فاتحة للشهور المباركة، رجب وشعبان ورمضان، ويسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب، والتعبد فيها أسوة به في الليالي “الكبيرة” كالعشر الأواخر من شهر رمضان، ويوم عرفة، وليالي الجمعة.
وتعود عادة الأتراك في الاحتفال بليلة الرغائب، إلى عهد السلطان العثماني سليم الثاني، حيث كانت تزين الجوامع في عهده ليلتها، وتقام الصلوات حتى طلوع الفجر، ويحمل الطعام للمصلين، وتشيع روح التضامن والبركة بين الشعب.
ويحرص المواطنون في ليلة الرغائب المباركة على زيارة المسـاجد الكبيرة في مدينة إسطنبول وفي غيرها من المدن التركية، حيث تقام الصلوات وتقرأ الأدعية ويتلى القرآن، ويمكن لكل من يحضر ليلة الرغائب في تركيا، أن يلمس الأجواء الروحية خاصة وأن الأغلبية العظمى من الشعب التركي هم من المسلمين.
وتحث دائرة الشؤون الدينية في البلاد، إلى استغلال الفرصة في ليلة الرغائب، التي تعد فرصة للوقوف ومحاسبة النفس والإكثار من الأعمال الصالحة، كما تؤكد إلى عدم وجود صلاة محددة لهذه لليلة الرغائب، حيث شاعت في بعض مناطق العالم الاسلامي بدعة أداء صلاة ما بين صلاتي المغرب والعشاء.
وفي كل عام، يبدأ الأتراك بالاحتفاء بتلك الليلة، وتجدهم يذكرون بعضهم البعض بهذه الليلة وفضلها، ويتبادلون تمنيات العام المبارك والسعيد، كما يحيي الأطفال تلك المناسبة بزيارة جيرانهم وأقاربهم لجمع السكاكر وسط أجواء احتفالية مليئة بالفرح والسعادة.
وحتى يومنا هذا، يستعد الأتراك لهذه الليلة بتحضير الطعام للمتعبدين وتوزيع الحلوى على الأطفال، إلى جانب التوجه إلى الجوامع الكبرى منها، كجامع الصحابي أبو أيوب الأنصاري، والفاتح، والجامع الأزرق، وجامع السلطان أحمد، وغيرها، لإقامة الصلاة حتى الفجر.