“سواعد وطن”… فريق سوري تطوعي يعمل على إعداد أبناء الوطن في الداخل والخارج
حسان كنجو – الوسيلة
باتت المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية المعنية بالشأن السوري وخاصة المتواجدة على الأراضي التركية ترعى غالبية الأنشطة والفعاليات الموجهة للسوريين اللاجئين على الأراضي التركية أو المتواجدين في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة ميليشيات بشار الأسد
ربما تعدد الجمعيات واتجاه معظمها لتحقيق (صفحة بيضاء) أدى لـ “نكسة” في العمل المؤسساتي الإنساني، حيث باتت معظم المنظمات تعمل من أجل “المنافسة وتحقيق الاسم” وليس على حجم الخدمات المقدمة التي هي بالأساس مخصصة للاجئين السوريين في المغترب والنازحين والفقراء في الداخل السوري هذا في حال تم التغاضي عن قضايا “الفساد المهني والمالي والأخلاقي” الذي عاثت به فئة من كوادر المنظمات والذي أفضى لإغلاقها بأمر قضائي من المحاكم التركية عام 2017
فريق لجميع السوريين
فريق “سواعد الوطن” الذي أسسه مجموعة من الشبان المتطوعين عام 2016 كان بمثابة نقلة نوعية على صعيد العمل الإنساني المرهق أصلاً بفعل المنافسات التي تطورت لاحقاً إلى نزاعات بين “الداعمين” لتلك المنظمات، حيث انطلق الفريق بجهود بسيطة بدعم مشاريع تنموية صغيرة ذات أهداف واضحة معتمداً بذلك على تمويل ذاتي إضافة لبعض التبرعات التي ساهم بها بعض الأشخاص المقتدرين مادياً والمؤمنين بالمشاريع التي أطلقها الفريق.
وعبر الصفحة الرسمية للفريق في موقع فيسبوك عرف الفريق عن نفسه بأنه “فريق تطوعي تنموي متمركز في مدينة غازي عنتاب التركية ويهدف إلى نشر التطوع بمفهومه الصحيح وتنمية قدرات الشباب وإعدادهم لبناء سوريا المستقبل”، وقد تجلت هذه النبذة حلية في عدد من الدورات التي أقامها الفريق في غازي عنتاب أو في الداخل السوري على حد سواء” رغم بعض الصعوبات التي اعترضته بداية والتي حاولت ثني الفريق عن عزيمته.
أهداف واضحة:
وعن أهداف الفريق وتوجهه يقول “عبد المؤمن علايا” وهو أحد مؤسسي الفريق والذي يتولى الآن إدارته، إن”نشأة الفريق بتاريخ الرابع عشر من شهر تموز/يوليو 2016 بنيت على فكرة واحدة ومفهوم عام خلص لاحقاً إلى هدف عام وهو (تنمية قدرات الشباب من أجل إعادة إعمار سوريا)، مشيراً إلى أن الهدف العام انبثق عنه مؤخراً أهداف فرعية أخرى مرتبطة به وهي “تعزيز مفهوم العمل التطوعي وترسيخ معانيه في المجتمع وتبادل الخبرات بين المتطوعين والجهات المماثلة الأخرى، إضافة لتأمين مساعدات إنسانية في الحالات الطارئة”.
يضيف: “الفريق بطابعه الأساسي والتأسيسي هو فريق إنساني اجتماعي تنموي غير حكومي لا يستهدف الربح ويعمل من أجل الصالح العام دون أي اعتبار عرقي أو ديني أو فكري، لكن الفكرة الريادية في التدريب جاءت بعد أن قرر أعضاء الفريق ومؤسسيه الانتقال لمرحلة “تنمية القدرات بمبدأ تقليص الهو المستقبلية للشباب ودعم الإمكانيات المتاحة لهم”.
أبرز ما قام به الفريق:
وكان الفريق قد أقام العديد من الدورات والندوات في الداخل التركي “مدينة غازي عنتاب” والسوري “إدلب وريفها”، والتي تركز معظمها على مجال “تنمية القدرات والمهارات”، إضافة لدورات أخرى في مجال اللغات والتي يحاول الفريق من خلالها كسر طوق “الإنغلاق” الذي يعيشه معظم السوريين في ظل الأوضاع التي آلت إليها المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بسبب التطورات السياسية الاخيرة.
كما كان للأطفال حصة ونصيب من أنشطة الفريق التي باتت موزعة على جميع الفئات العمرية ومعنية بإعداد كل ما تستطيع إعداده من قدرات ومهارات وتنمية لنفوس الأطفال وتعزيز قدراتهم للمساهمة في بناء مجتمع قادر على قيادة سورية المستقبل، حيث قدم الفريق العديد من الدورات تضمنت أنشطة الدعم النفسي للأطفال واليافعين بمختلف الأعمار وشملت أنشطة ترفيهية وحركية وأنشطة رسم فردي وجماعي أيضاً.