خِـلاف روسي تركي يشير إلى تغير الإتفاق حول ملف إدلب
تشهد الجهود التركية الروسية انتكـ.اسة جديدة في إطار تجنيب محافظة إدلب ومحيطها العمل العسكـ.ري من قبل نظام الأسد وحلفائه، والذي ينذر بانهيـ.ار اتفاق سوتشي الموقع بين أنقرة وموسكو في أيلول الماضي.
وخاصةً بعد عودة طيران نظام الأسد لاستهداف مدن وبلدات محافظة إدلب، بالإضافة إلى قيام الطيران الروسي أيضاً باستهداف مناطق في ريف مدينة جسر الشغور بريف إدلب، وسط إنكـ.ار ذلك من قبل وزارة الدفاع الروسية.
والذي شكل منعرجاً جديداً في الموقف العسكري تجاه محافظة إدلب، وأكد على عمق الـ.خلاف التركي الروسي حول تطبيق اتفاق سوتشي المبرم بين أنقرة وموسكو في 17 أيلول الماضي، والذي تم بموجبه إنشاء منطقة آمنة في محيط إدلب بين مناطق النظام والمعارضة، بحدود تراوحت بين 15 و20 كيلومتراً، وخالية من الـ.سلاح الثقيل.
وفي تطور لافت للتأكيد على وجود خلاف في العلاقات الروسية التركية، أعلنت موسكو تأجيل زيارة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى تركيا، والتي كانت مقررة اليوم الثلاثاء.
الجدير بالذكر أن القصف المدفعي لقوات الأسد على ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي لم يتوقف منذ بداية شهر شباط الماضي، موقعاً مئات الشـ.هداء والجـ.رحى في صفوف المدنيين، ومهجـ.راً أكثر من 100 ألف مدني من مناطقهم باتحاه مناطق أكثثر أماناً بالقرب من الحدود التركية، الأمر الذي عمق المأسـ.اة الإنسانية في محافظة إدلب ومحيطها.
حيث تتذرع روسيا إلى جانب النظام، بسيطرة “هيئة تحرير الشام” المصنفة كتنظيم إرهـ.ابي، على محافظة إدلب للتصعيد بشكل دائم ودفع الأوضاع إلى مزيد من التأزم، في سبيل السيطرة عليها.
إلا أن القيادي في المعارضة السورية، “مضر الأسعد”،استبعد أن يكون قصف النظام بهدف اقتحام إدلب، مضيفاً أن النظام من خلال مواصلته القصف المكثف على المناطق المحررة، هو محاولة للإيحاء إلى مؤيديه وإلى العالم، بأنه لا يزال يتمتع بالقوة الكافية للقضاء على الثورة، في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعاني منها.
وأضاف “مصر الأسعد” أنه بالإضافة لما ذكر ه فإن المجتمع الدولي يرفض مثل هذه العملية العسكرية، وخاصةً من قبل الدول الاوروبية التي تلقت تهـ.ديدات تركية صريحة بالسماح للاجئين بالعبور إلى الأراضي التركية ومنها إلى أوروبا، في حال شنت قوات النظام عملية عسكرية واسعة على محافظة إدلب، والتي ستؤدي إلى نزوح معظم سكان المناطق المحررة الذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين نسمة إلى تركيا.
فيما تشير المصادر من “هيئة تحرير الشام” أن التصعيد الذي يحصل ليس لروسيا فيه رغبة، وكله بضغط من إيران، فهي تريد إفشال روسيا التي وافقت مع تركيا على اتفاق سوتشي بشكل منفصل عنها، وهذا التصعيد يؤكد أن معركة إدلب قادمة، ولكن ربما ليس الآن، لأن التوافق الروسي التركي قام بتأخير المعركة على الأقل الآن.
بينما صرح العقيد المنشق “رياض الأسعد” بأنه من خلال التصريحات التي يطلقها الروس، والتي يؤكدون فيها على الحسم العسكري في محافظة إدلب، بالإضافة إلى التصريحات الاخيرة لـ “لافروف” أن تركيا لم تفِ بالتزاماتها تجاه ادلب، وكذلك يضاف إليها الحشود العسكرية الكبيرة لقوات النظام حول المنطقة وعلى كافة محاور الجبهات، ويرافق ذلك ازدياد وتيرة القصف ومعاودة قصف الطيران مع وجود طيران الاستطلاع في الاجواء بشكل دائم.
ويتابع “رياض الأسعد” قوله بأن كل هذه المعطيات توحي بأن الروس يعملون على اقتحام محافظة إدلب بكافة الوسائل الممكنة، وأعتقد أنه إلى الآن لم يستطع الروس تنفيذ ما يريدونه لعدة أسباب، ومنها الموقف التركي وصعوبة المعركة التي سيواجهونها، وهم مدركون لهذا تماماً، ولذلك يحاولون البحث عن وسائل وأساليب أخرى للسيطرة على محافظة إدلب بأقل الخسائر.
المصدر : مدونة هادي العبد الله