خاص – الوسيلة:
بعد أن أصبحت طوابير الانتظار للحصول على الغاز جزءاً من المشهد الحياتي في معظم مناطق سيطرة النظام تولدت مهن جديدة واخترع السوريون سبيلاً آخر للعيش وتأمين الرزق.
وأجبرت أزمة الغاز الأهالي على الاصطفاف في طوابير على أبواب المخاتير، بانتظار مجيء سيارة الغاز الموعودة.
هذا الأمر دفع الأهالي في مناطق سيطرة النظام إلى الاستيقاظ باكراً لحجز الدور والظفر بالأسبقية في الطابور كي لا تطول فترة الانتظار أكثر من بضع ساعات.
الوسيلة رصدت مشهد الناس المصطفين في طوابير للحصول على الغاز في مدينتي حمص وحماة وحاورت بعض السوريين هناك.
وقال الحاج صبحي الجميلي “55 عاماً”: “صرلي 4 ساعات ناطر على هالطابور ولسه قدامي عشرين واحد وحاسس الطابور عم يزيد ومو عم ينقص”.
وأضاف الجميلي لموقع الوسيلة: “عم شوف ناس عم تاخد بدون دور لباسهم عسكري يعني أمن وفهمكم كفاية”.
وأكد الجميلي أن معظم الحاصلين على الغاز يأتون كل يوم ويتلاسنون مع اللجنة للحصول على الغاز ثم يبيعونه في السوق السوداء لقاء أرباح خيالية.
بينما أشارت بديعة الحموية لموقع الوسيلة إلى أنها تشاهد كل أهالي حي الأربعين بحماة على طابور الغاز، تشاهد العائلات وتشاهد الكبار والصغار، الرجال والنساءً.
وتبتسم الحموية مؤكدة: ” فرقتنا الحرب ووحّدتنا جرة الغاز”..
ونوهت الحموية التي تعيل أربعة أولاد بعد وفاة زوجها إلى أن الكثير من الناس امتهنوا تجارة الغاز.
وأضافت الحموية أن أفراد العائلة يحجزون الأدوار منذ الصباح الباكر ثم يبيعونها للناس الذين لا يرغبون بالانتظار طويلاً وبأسعار تزيد وتنقص حسب قرب الدور عن موزع الغاز في الطابور.
وأشار سامر لبابيدي لموقع الوسيلة إلى أحد الأشخاص ورقمه 9 في الطابور مبيناً أنه للتو اشترى دور طفل عمره “14-15 سنة” بمبلغ 3500 ليرة سورية بعد طلبه 5000 ثمن الدور.
ولفت لبابيدي إلى انتشار هذه الظاهرة في مدينة حمص وتحول طابور الغاز وحجز الدور إلى مصدر رزق ومهنة تمارسها عائلات بكامل أفرادها.
وعن بطء توزيع الغاز على الناس المصطفين بالدور اتهمت وردة عباس المخاتير ومسؤولي التوزيع بالتواطؤ مع بعض تجار السوق السوداء.
حيث أوضحت عباس لموقع الوسيلة أن أشخاصاً غير معروفين لأبناء الحي الحمصي يستلمون اسطوانات غاز بشكل متكرر ويومي ولا أحد يعرف عنهم شيئاً حتى أنهم يأخذون حصتهم بدون ضجيج.
ورجحت عباس أن يكون هؤلاء محسوبين على شبيحة الأسد أو تابعين لميليشيا الدفاع الوطني حيث ينشغل الموزعون بهم ويبقى الناس منتظرين لساعات على الدور.
ومن وحي أزمة الغاز التي تثقل كاهل السوريين ابتكروا أساليب جديدة لكسب الرزق وسد رمق الحاجة حيث يتجمع الباعة الجوالين يومياً قرب طوابير الغاز، يكسبون معيشة أبنائهم من خلال عربات الفستق والمكسرات والسحلب والذرة ومياه الشرب وغيرها، إضافة لانتشار بسطات الخضار والفواكه التي ترافق كل طابور غاز.
يشار إلى أن مسؤولي النظام فشلوا في إيجاد حل لطوابير الانتظار من أجل الحصول على الغاز.
وكانوا قد وعدوا بالعمل على حل مشكلات الغاز في ظل اتهامات للسوريين باختلاق الأزمات وتضخيمها عبر الفيسبوك.
ويضطر كثير من السوريين لانتظار دورهم على طوابير الغاز في جميع المدن والبلدات السورية في مشهد لا يخلو من الذل والإهانة.
كما وقعت العديد من المشاكل والحـ.ـوادث خلال الفترة الماضية نتيجة الازدحام والمشـ.ـاجرات على طوابير الغاز.
وكان رأس النظام بشار الأسد قد اتهم السوريين باختلاق الأزمات والمشاكل وتضخيمها عبر الفيسبوك.
واشتدت أزمة الغاز في مناطق النظام مطلع فصل الشتاء الحالي.
وازدادت معاناة السوريين لتأمين موادهم الأساسية في ظل وعود المسؤولين وتصريحاتهم الوهمية.
عدا عن نفيهم وجود أزمة تارة أخرى.