منوعات

تعرف على نظام الكفالة الذي يمنح السوريين حق اللجوء في كندا

تفرض الحكومة الكندية أنواعاً عدة من الكفالات لقبول طلبات اللجوء على أراضيها، وذلك بهدف تأمين حياة مستقرة لمدة مؤقتة يستطيع طالبو اللجوء في النهاية الانخراط في سوق العمل والاندماج بالمجتمع الكندي.

وعدا عن “الطريق الرسمي” الذي تعتمده كندا عبر مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، هناك طرق أخرى يمكن للسوريين من خلالها تقديم اللجوء إلى كندا، حيث يقوم أصحاب هذه الكفالات بتقديم الرعاية للاجئين الجدد لمدة 12 شهراً من تاريخ وصولهم إلى كندا، حتى يستطيعون الاكتفاء ذاتياً، وفي حالات استثنائية قد يقرر مسؤولو الهجرة أن اللاجئ بحاجة إلى تمديد رعايته لمدة لا تتجاوز 36 شهراً.

وتلزم الحكومة أصحاب الكفالات بتقديم جملة من المساعدات للوافدين الجدد، أبرزها “توفير تكلفة الغذاء والإيجار والمرافق المنزلية وغيرها من نفقات المعيشة اليومية، وتوفير الملابس والأثاث والسلع المنزلية الأخرى، إضافة لتحديد المترجمين الفوريين واختيار طبيب الأسرة وطبيب الأسنان أيضاً.

كما تفرض عليهم “المساعدة في التقدم بطلب للحصول على تغطية الرعاية الصحية وتسجيل الأطفال في المدارس والكبار في التدريب اللغوي، إضافة لتقديم القادمين الجدد للأشخاص الذين لديهم اهتمامات شخصية مماثلة، وتقديم التوجيه فيما يتعلق بالأنشطة اليومية مثل الخدمات المصرفية والنقل، عدا عن المساعدة في البحث عن عمل”.

أنواع للكفالات

اتفاقية الكفالة (حماية اللاجئ): وقعت العديد من المنظمات على اتفاقية رعاية مع حكومة كندا للمساعدة في دعم اللاجئين عند وصولهم إلى كندا، ودعم إعادة توطينهم، بحيث يمكن لهذه المنظمات رعاية اللاجئين مباشرة أو عن طريق العمل مع الأخرين في المجتمع.

ومعظم حاملي “اتفاق الرعاية” هم منظمات دينية أو عرقية أو مجتمعية أو إنسانية، حيث تتحمل هذه المنظمات “مسؤولية شاملة” عن اللاجئين الذين يصلون إلى كندا خلال السنة الأولى من وصولهم، وقد وصل الكثير من اللاجئين السوريين إلى كندا عن طريق هذ النوع من الكفالات، بحيث يتم اختيار معظمهم عن طريق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أو عن طريق تسجيلهم عبر كنيسة في بلدان اللجوء.

يقول علاء وهو شاب سوري وصل الى كندا منذ قرابة 8 أشهر عن طريق الكنيسة، إنه عندما تم اختيار ملفه لإعادة التوطين في كندا، وبعد إجراء الفحوصات الطبية قدمت له الحكومة الكندية قرضاً كي يتمكن من الانتقال والسفر، وهذا ما يتم تقديمه لمعظم من يتم قبول ملفاتهم.

ويضيف في حديثه لأورينت نت، أنه تم وضعه في مكان مخصص للاجئين الجدد، حتى قامت مجموعة الكفالة بتأمين منزل له ولعائلته وساعدته في تسجيل أطفاله في المدارس الكندية، إضافة لتسجيله وزوجته بمدارس اللغات، مشيراً إلى أن المجموعة تقدم له راتبا شهريا يساعده على تأمين متطلبات المعيشة.

ويلفت الشاب السوري إلى أن هذا الراتب يختلف من شخص الى آخر، بحسب عدد أفراد العائلة، وعليه أن يسدد القرض الذي تم منحه له قبل السفر على دفعات، وقد تقوم المجموعات الراعية أحيانا بمساعدة اللاجئ على دفع جزء من القرض أو كله.

الكفالة الخماسية

وتأتي هذه التسمية من عدد المجموعة الراعية (الكافلة) بحيث تكون من خمسة أشخاص من المواطنين الكنديين أو الهنود أو ممن يحملون الإقامة الدائمة، واعمارهم فوق 18 سنة إذ يشترط على الأشخاص الذين يصلون إلى كندا عن طريق “الكفالة الخماسية” أن يكونوا لاجئين في دولة أخرى غير موطنهم الأصلي، ويجب على الأقل أن يكون ثلاثة منهم (أي الجهة الكافلة) قادرين على دفع المال لرعاية اللاجئ خلال السنة الأولى من إعادة توطينه.

ويتم اختيار اللاجئ لهذه الكفالة عند طريق ترشيح اسم اللاجئ من قبل أحد أقاربه أو أصدقاءه أو عن طريق اختيارهم من القوائم المرشحة للسفر إلى كندا لدى مفوضية الأمم المتحدة، وقد يساهم أحد أصدقاء اللاجئ أو أقاربه في تكاليف الرعاية عن طريق هذه الكفالة، حيث يتم تقديم مساعدة شهرية للاجئ تعادل ما تقدمه المساعدة الاجتماعية الحكومية أو أكثر حسب متطلبات اللاجئ أو الأسرة لمدة عام كامل، حتى يصبح اللاجئ قادرا على تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ومن شروط هذه الكفالة أيضاً، أن تكون المجموعة الخماسية قادرة على إعادة دعم اللاجئ، إذا لم يعد قادرا على الاكتفاء الذاتي، وعنها يقول “محمود” وهو شاب سوري، وصل إلى كندا مع عائلته منذ حوالي سنتين عن طريق كفالة خماسية، إنه عند وصوله إلى كندا، وجد اثنين من أعضاء الكفالة الخماسية في استقباله بالمطار، بالإضافة إلى صديق له، وأنهم قدموا له منزل وراتب خلال السنة الأولى من وصوله، إضافة لتأمين مدارس جيدة لأطفاله ودعمه وزوجته في تحسين اللغة، وخلال 6 أشهر أمنوا له عملاً‘ إلا أن حادثاً تعرض له وتسبب بكسر أحد أرجله أعاد الكفلاء إلى رعايته حتى تمكن من العودة إلى العمل.

الرعاة المجتمعيون

وفي هذا النوع، يمكن لأي منظمة أو مؤسسة أو جمعية موجودة في المجتمع، أن تقدم طلباً لرعاية لاجئ بشرط أن يكون لديها القدرة على ذلك، عدا عن أن يكون الشخص الذي تتم رعايته تم الاعتراف به كلاجئ لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أو من قبل السلطات المحلية في البلد التي يعيش فيها، ولا تختلف المساعدات التي يقدمها هذا النوع من الكفالات عن المساعدات التي تقدمها الكفالات الأخرى.

صعوبات

يؤكد بعض من اللاجئين الذين التقاهم أورينت نت، أن المساعدة الشهرية التي يتلقوها من الكفالات الخاصة، أفضل مما تقدمه المساعدات الاجتماعية الحكومية، خصوصاً أن الصعوبة الأكبر التي تواجههم تتمثل في إيجاد عمل يضمن لهم مستوى لائق من المعيشة.

ويعتبر تأمين العمل في كندا – بحسب هؤلاء – أمراً صعباً، خصوصاً إن لم يتقن اللاجئ اللغة بشكل جيد، أو يفتقر للخبرة اللازمة، عدا ذلك فهم ملزمون بسداد القرض الذي تمنحه لهم الحكومة لمساعدتهم في الانتقال، وهذا ما يزيد من الأعباء المالية، إذ يضطر بعضهم للعمل لمدة 12 ساعة متواصلة كي يتمكنوا من دفع أجرة البيت، وتأمين مستلزمات الحياة.

أورينت نت.

زر الذهاب إلى الأعلى