أخبار سوريا

قيادي كردي سوري يكشف عن وجود خـلافات جوهرية تعرقل إنشاء المنطقة الآمنة في سوريا

متابعة الوسيلة:

كشف قيادي كوردي سوري بارز، عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإجهاض مساعي حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لإعادة نظام الأسد إلى شرق الفرات مقابل منح النظام صلاحيات سلطوية لـ PYD.

ونقل موقع باسنيوز عن الدكتور عبد الحكيم بشار عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا قوله بحسب ما رصدت الوسيلة إن أمريكا تلتقي بمكونات شرق الفرات للخروج بمشروع توافقي لإنشاء «إدارة جديدة» في المنطقة.

وأضاف بشار:« حتى الآن لا يوجد اتفاق بين الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف السوري على كيفية وآلية ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من سوريا».

وتابع بشار:« أن أمريكا أجهضت مساعي PYD الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني PKK لإعادة النظام إلى شرق الفرات مقابل منح صلاحيات سلطوية لـPYD، لأن ذلك يعني عودة لإيران وترسيخ لنفوذها في سوريا، وهذا ما ترفضه أمريكا».

ولفت القيادي الكردي إلى أنه « كما لم تسمح أمريكا حتى الآن بدخول تركيا إلى العمق المقرر للمنطقة الآمنة المفترض 32 كم وطرد عناصر PKK منها حيث أن الطرفين في حالة حرب ».

وأشار بشار إلى أن «هناك مساع أمريكية لمشاركة بعض القوات الدولية خاصة من فرنسا وبريطانيا إلى جانب 200 جندي أمريكي المقرر إبقاؤهم كقوات حفظ السلام”، مردفاً ” لكن كل هذه السيناريوهات تصطدم بعقبات حقيقية».

واستدرك القيادي الكردي قائلاً: « لذلك لم تتبلور بعد مسار الأحداث في شرق الفرات، ولا تزال المباحثات الأمريكية التركية مستمرة حول المنطقة الآمنة حيث تعقد لقاءات متعددة بين وفود للبلدين “.

واعتبر القيادي الكردي أن ” هناك معلومات تشير إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة إنشاء هذه المنطقة، ولكن لا تزال هناك خلافات جوهرية حول هذا الموضوع تتجسد في ثلاث نقاط هي: عمق المنطقة الآمنة المزمع إقامتها، ومن سيتولى إدارة هذه المنطقة؟ وما مصير قوات PYD فيها ؟».

وأوضح القيادي أن « أمريكا تقوم باتصالات مع العديد من الجهات في المنطقة لمعرفة مواقفها ، فقد التقت العديد من الفعاليات من المنطقة منها المجلس الوطني الكوردي في سوريا إضافة إلى فعاليات أخرى من الرقة ودير الزور لمعرفة توجهات المجتمع الأهلي ومكوّنات تلك المناطق والخروج بمشروع توافقي لإنشاء إدارة جديدة في المنطقة».

ورأى بشار: «أن هذا المسعى الأمريكي يصطدم بعقبة رئيسية هي رفض PYD قبول مبدأ الشراكة الحقيقية، بل تريد الاحتفاظ لنفسها بالقوة العسكرية وكذلك الأمنية ومنح بعض الامتيازات الصغيرة للأطراف الأخرى والمشاركات الشكلية في الإدارة دون صلاحيات حقيقية بحيث تبقى السلطة بيد PYDعلى غرار ما تسمى الجبهة الوطنية التقدمية السورية التي يتزعمها حزب البعث».

ونوه القيادي الكوردي أن« إنشاء إدارة موحّدة في منطقة شرق الفرات ضمن هذه المعطيات هو وقبل كل شي إجهاض للقضية الكوردية، لأن القضية برمّتها تتحوّل من قضية شعب ومكون أصيل من مكوّنات الشعب السوري يطالب بحقوقه القومية دستوريا إلى قضية حكم وسلطة، وإدارة في شرق الفرات ناهيك عن أن الكورد سيتحوّلون إلى أقلية عددية ضمن ثلاث محافظات تشكل شرق الفرات في ملف واحد »ز

وأكد بشار على أن « أية انتخابات مقبلة لن يكون للكورد فيها سوى استحقاق ضعيف».

واشترط بشار توفّر عدة عناصر لمشاركة المجلس الوطني الكوردي السوري المعارض، ومنها:

1- أن لا تكون الترتيبات الأمنية والإدارية شرق الفرات أي كان شكلها بديلا عن الاعتراف الدستوري بحقوق الكورد القومية.

2- إنهاء تبعية PYD لـPKKوقطع العلاقة بشكل نهائي بين الطرفين وإخراج جميع أعضاء PKK من المشهد والساحة في شرق الفرات وقطع كل قنوات الاتصال بين PKKو PYD .

٣- محاسبة كل المتورطين من الاتحاد الديمقراطي ومسلحيه في الانتهاكات الخطيرة ضد الشعب الكوردي منها تجنيد القاصرين والقاصرات واغتيال المناضلين الكورد وارتكاب المجازر الجماعية في عدد من المناطق الكوردية وكذلك الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها في المناطق العربية .

٤- الإفراج عن كل المعتقلين والكشف عن مصير المختطفين من قبلها.

٥-تجزئة الملف في شرق الفرات إلى ثلاثة ملفات بحيث يعطي لكل محافظة من المحافظات في شرق الفرات خصوصيتها ومسارها الذي هو مختلف عن الأخرى.

6- دخول لشكرى روج( بيشمركة كوردستان سوريا) إلى كوردستان سوريا للقيام بواجباتها في حماية المنطقة الكوردية.

كما اعتقد بشار أن « فكرة المنطقة الآمنة سوف تتحقق، ولكن سيحتاج إلى بعض الوقت لإنضاج أفضل صيغة ممكنة تخدم التوجهات الأمريكية، وذلك من خلال حوارات أمريكا مع تركيا من جهة
ومع مكونات المنطقة من جهة أخرى».

ولفت إلى أن « لأمريكا مصالح واسعة وعميقة مع تركيا لذلك سيكون هناك انحياز أمريكي للمصالح والهواجس التركية في نهاية الأمر والتي تطالب بدور مهم لها في رعاية المنطقة الآمنة والتي تعتبرها جزءاً من أمنها القومي وقد صرح أكثر من مسؤول أمريكي بأن واشنطن تأخذ الهواجس والأمن القومي التركي على محمل الجد».

وشدد عبد الحكيم بشار على أن « أمريكا لن تسمح بعودة النظام وحلفائه إلى شرق الفرات وإن اقتضى بقاؤها لسنوات على هذه الصورة، لأن أحد أهم استراتيجيات أمريكا هي تحجيم الدور الإيراني لذلك لن تسمح بأي شكل من الأشكال بعودة النظام”.

وأضاف القيادي “هناك خياران تعمل عليه أمريكا للمنطقة الآمنة، الأول: هو إنشاء منطقة آمنة بضمان قوات حماية غربية أمريكية أوربية مع ضمان الأمن القومي التركي وإبعاد قوات PYD عن الحدود، فيما الثاني هو إنشاء منطقة آمنة بضمان قوات غربية مع مشاركة تركية فاعلة وإبعاد قوات PYD عن الحدود لمسافة ترضى عنها تركيا”.

وجدد القيادي الكردي تأكيده على وجوب ” أن تكون مشاركة المجلس الوطني الكوردي مشروطة رغم كل هذه السيناريوهات المطروحة».

زر الذهاب إلى الأعلى