ترامب يقدم هذه المنطقة السوريّة هدية لإسرائيل

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قد حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، معتبرا أن ذلك مهم لأمن إسرائيل واستقرار المنطقة.

وكتب ترامب، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أنه “بعد 52 سنة، حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي”.

وتزامنت تغريدة ترامب مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسرائيل. كما أنها تأتي قبل حوالي 3 أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية المقرر في 9 أبريل/ نيسان المقبل.

وإذا اعترفت الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، المتنازع عليها مع سوريا، فإن ذلك قد يعطي دفعة كبرى في الانتخابات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.

من جانبه، رد نتنياهو على تغريدة ترامب بقوله: “في الوقت لذي تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا كقاعدة لتدمير إسرائيل، الرئيس ترامب يعترف بجرأة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. شكرا أيها الرئيس ترامب!”.

وكان قد توقع مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بـ”السيادة الإسرائيلية” على هضبة الجولان السورية المحتلة، خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل، وهو ما من شأنه أن يقدم له دفعة قوية على أبواب الانتخابات الإسرائيلية.

ويزور نتنياهو وشخصيات سياسية إسرائيلية من اليمن واليسار الولايات المتحدة الأسبوع المقبل للمشاركة في الاجتماع السنوي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة “إيباك”، والذي تحضره كبار الشخصيات السياسية الأميركية.

ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين توقعهم إعلاناً قريباً حول اعتراف الولايات المتحدة “بسيادة إسرائيلية” على هضبة الجولان. وبحسب الوكالة، فإن هؤلاء المسؤولين تحدثوا شريطة عدم ذكر هويتهم لأن هذه المعلومات لم تنشر على الملأ حتى الآن.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان في العالم، مؤخراً، حيث خلا هذا التقرير من وصف المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 في الجولان والضفة الغربية بأنها مناطق محتلة، خلافا للسياسة الأميركية المتبعة في السنوات الماضية.

ويتوقع أن يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نتنياهو بحفاوة في البيت الأبيض ودعوته إلى مأدبة عشاء، في دعم واضح للأخير، قبل أسبوعين من الانتخابات العامة للكنيست، في 9 نيسان/أبريل المقبل.

والأربعاء، طالب نتنياهو خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في القدس، الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان. وقال إنه “لولا الوجود الإسرائيلي في هضبة الجولان لكانت إيران اليوم في طبرية”.

واعتبر أن “الوقت قد حان للاعتراف الرسمي الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان”. وأضاف أن حزب الله ينشط من أجل التموضع في الجولان السوري، وأنه شكل خلية للعمل ضد أهداف إسرائيلية، وهذا سبب كاف يضاف إلى أسباب أخرى قد تدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذه الخطوة.

وقال نتنياهو متوجهاً إلى بومبيو: “ندرك أن تحالفنا في الأعوام القليلة الماضية كان الأقوى على الإطلاق”، مضيفاً “أتطلع لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل، حيث سألتقي مع الرئيس ترامب، وأثق أن بإمكاننا مواصلة تعزيز هذه العلاقة”.

من جهته، قال بومبيو إن على الشعب الإسرائيلي أن يثق في أن ترامب سيحافظ على “علاقة قوية” مع إسرائيل. وأضاف موجها حديثه إلى نتنياهو: “أعلم أن علاقة العمل بينكم وبين الرئيس متميزة، لقد أرسلني إلى هنا للبناء على هذه العلاقة ولتمثيله هنا أيضاً”.

ووجه بومبيو انتقادات إلى الديموقراطيين في الولايات المتحدة، وذلك بعد تعليقات للنائبة الديموقراطية إلهان عمر انتقدت فيها دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وقال: “يجب على جميع الدول، خصوصا في الغرب، التصدي للموجة المظلمة من معاداة السامية التي تتصاعد في أوروبا والولايات المتحدة”.