أخبار سوريا

هل سيـقع أردوغان في الحُـب من النظرة الأولى؟

متابعة الوسيلة:

أكدت عضو مجلس الدوما الروسي، ناتاليا بوكلونسكايا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيـقع في الحب من النظرة الأولى فيما لو زار شبه جزيرة القرم وشاهدها بأم عينيه.

وعن زيارة أردوغان, قالت بوكلونسكايا بحسب ما رصدت الوسيلة: “إذا جاء الرئيس التركي إلى شبه جزيرة القرم، فسيقع في حبها، ويرى بأم عينيه القرم وسكان سيفاستوبول، الذين سيفرحون بأنهم في بيوتهم، وفي وطنهم”.

وأوضحت عضو مجلس الدوما أن زوار القرم يقعون بحب هذه الجزيرة.

كما وصفت القرم بـ “الجنة على الأرض”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وجّه دعوة، في وقت سابق، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحضور افتتاح مسجد في شبه الجزيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن بناء المسجد يتم في القسم الجنوبي للقرم. وبحسب المشروع، فإنه سيتضمن قسمين، الأول (وهو المبنى الرئيس) مع قبة تصل إلى 28 مترا وساحة فناء مع أعمدة (مكان الوضوء قبل أداء الصلاة).

وكذلك يتضمن المسجد أربع مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 50 مترا.

– معلومات أساسية عن شبه جزيرة القرم

تقع جمهورية القرم، وهي رسميا لم تزل جزءا من أوكرانيا، في شبه جزيرة تمتد من جنوبي أوكرانيا بين البحر الأسود وبحر آزوف. ويفصلها عن روسيا من الشرق مضيق كيرش.

في اوائل عام 2014، أصبحت شبه جزيرة القرم محور اخطر أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، وذلك بعد الاطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب (والموالي لروسيا) فيكتور يانوكوفيتش باحتجاجات شابها العنف في العاصمة كييف.

عند ذاك، قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على القرم، وبعد ذلك صوت سكان المنطقة – وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية – في استفتاء عام للانضمام الى روسيا الاتحادية. ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت ان الاستفتاء كان غير شرعي.

كانت الامبراطورية الروسية سيطرت على القرم وضمتها ابان حكم كاثرين العظيمة في عام 1783، وظلت جزءا من روسيا الى عام 1954 عندما قام الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف باهدائها الى جمهورية أوكرانيا السوفيتية آنذاك “من أجل تعزيز الوحدة بين الروس والأوكرانيين”.

ويشكل الروس أغلبية السكان في القرم، ولكن تسكن في المنطقة ايضا اقليات لابأس بها من الأوكرانيين والتتار.

كانت شبه جزيرة القرم تقع تحت سيطرة اليونانيين والرومان لعدة قرون، ولكن في عام 1443 اصبحت مركز دولة تتارية سيطر عليها لاحقا العثمانيون.

وأدى التنافس بين الدول الكبرى في اواسط القرن التاسع عشر الى اندلاع حرب القرم التي حاربت فيها بريطانيا وفرنسا – اللتان كانتا متخوفتين من الطموحات الروسية في بلاد البلقان – روسيا للاستحواذ على إرث الدولة العثمانية الآفلة.

منحت شبه جزيرة القرم حكما ذاتيا باعتبارها جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي عقب ثورة أكتوبر البلشفية عام 1917، واحتلها النازيون في اوائل عام 1940 قبل ان يطردوا منها.

تسفير التتار

اتهم الزعيم السوفيتي جوزف ستالين تتار القرم بالتواطؤ مع المحتل النازي، ولذا قام بتسفيرهم الى آسيا الوسطى وسيبيريا في عام 1944 في عملية كلفت أرواح الكثيرين منهم.

ولم يسمح لهؤلاء التتار بالعودة الى موطنهم الأصلي في القرم الا بعد انهيار وزوال الاتحاد السوفيتي. وعندما عادوا – وكان عددهم يناهز الربع مليون – في اوائل تسعينيات القرن الماضي وجدوا انفسهم في دولة مستقلة جديدة هي أوكرانيا حيث واجهوا نسبة بطالة عالية جدا وظروف سكن رديئة للغاية.

نتيجة لذلك، نشبت توترات واحتجاجات متواصلة تتعلق بحقوق الملكية إذ ان تمليك الاراضي في القرم للتتار كان أمرا خلافيا في أوكرانيا.

عقب اعلان استقلال أوكرانيا، سعى سياسيون روس في القرم الى توثيق علاقات شبه الجزيرة مع روسيا والى تثبيت سيادتها من خلال سلسلة من الخطوات وصفتها الحكومة الأوكرانية بأنها منافية للدستور الأوكراني,

وينص الدستور الأوكراني الذي سن في عان 1996 على أن القرم لها وضع الجمهورية ذاتية الحكم، ولكنه نص ايضا على ان القوانين التي تسن في القرم يحب ان تتماشى مع القوانين الأوكرانية.

وللقرم برلمانها الخاص وحكومة لها صلاحيات للتحكم بالأمور الزراعية والسياحية وتلك التي تتعلق بالبنية التحتية.

ولتتار القرم برلمان خاص غير رسمي – يدعى المجلس – يقول إن الغرض منه اعلاء حقوقهم ومصالحهم.

التوتر بين روسيا وأوكرانيا

يعد ميناء سيفاستوبول قاعدة بحرية مهمة، وكان مقر اسطول البحر الاسود الروسي منذ الحقبة السوفيتية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، جرى تقسيم الاسطول بين روسيا وأوكرانيا.

وكان وجود الاسطول الروسي في سيفاستوبول مصدر توتر بين روسيا وأوكرانيا منذ ذلك الحين. ففي عام 2008، طالبت أوكرانيا – التي كان يحكمها آنذاك الرئيس فيكتور يوشنكو الموالي للغرب – روسيا بالامتناع عن استخدام اسطول البحر الأسود في صراعها مع جورجيا.

ولكن البلدين اتفقا على بقاء الاسطول الروسي في مقره في سيفاستوبول حتى عام 2017، ولكن بعد انتخاب فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا رئيسا لأوكرانيا في عام 2010، وافقت أوكرانيا على تمديد بقاء اسطول البحر الأسود في سيفاستوبول بـ 25 سنة بعد 2017، مقابل حصول أوكرانيا على الغاز الروسي باسعار تفضيلية.

زر الذهاب إلى الأعلى